السيد إبراهيم بن السيد حسين آل بحر العلوم الطباطبائي

من ويكي علوي
مراجعة ٠٤:٣٠، ٢ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'السيد إبراهيم بن السيد حسين الطباطبائي ( آل بحر العلوم ) المتوفى عام 1319 ه / 1901 م ولد العلامة السيد إبراهيم بن السيد حسين بن السيد رضا الطباطبائي ( آل بحر العلوم ) في مدينة النجف الأشرف عام 1248 ه / 1832 م ، ونشأ بها ، وتتلمذ على أبيه في العلوم الإسلامية ( التفسير والفق...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد إبراهيم بن السيد حسين الطباطبائي ( آل بحر العلوم ) المتوفى عام 1319 ه / 1901 م

ولد العلامة السيد إبراهيم بن السيد حسين بن السيد رضا الطباطبائي ( آل بحر العلوم ) في مدينة النجف الأشرف عام 1248 ه / 1832 م ، ونشأ بها ، وتتلمذ على أبيه في العلوم الإسلامية ( التفسير والفقه والأصول وعلم الكلام ) وأخذ عنه الأدب والشعر ، ولما بلغ العشرين من عمره نهض في العلوم الأدبية ، وتضلع بها ، وتعمق في اللغة والمعاني والبيان والشعر ، حتى أصبح - نسيج وحده - في ذلك كله ، فكأنه - حين يتكلم - يفرغ عن لغة القرآن والسنة ويقول الشيخ الطهراني : أن والده كان فقيها شاعرا ، فتتلمذ عليه حتى برع في صناعة الأدب ، واشتهر بإجادة النظم ويقول الشيخ حرز الدين : كان من الفضلاء البارزين والأدباء والشعراء المحلقين ، منحه اللّه سرعة الحافظة ، فكان يحفظ أكثر شعره ، ينظم القصيدة الكثيرة الأبيات في نفسه فيمليها دفعة واحدة ثم يكتبها ، وكان لا يحب أن يستعمل الألفاظ المبتذلة في الشعر وقد أشار تلاميذه ومعاصروه إلى براعته الشعرية وإبداعاته الفنية فيقول الشيخ السماوي : " عاشرته فوجدته شيخا في طرافة كهل وأريحية فتى ، وكان عفيف النفس ، شريف الهمة " ويقول تلميذه الشيخ علي الشرقي : " نشأ وفيه ميل فطري للأدب ، فعكف عليها في أبان شبابه ، وكان مغرى بغريب اللغة وشواردها ، ذا حافظة قوية للغاية ، فضلا لأسلوب الطبقة الأولى - طبقة البداوة - على الأساليب الصناعية الحادثة ، ولم تمض برهة حتى طار ذكره في البلاد ، واشتهر في شعره بطريقته العربية الصرفة ، التي أحياها بعد اندراسها " وقد ألتفت حوله طبقة من الأدباء والشعراء وقد سلكوا منهجه وعشقوا مسلكه ، وقد وصفوا لهجته في كلامه ، وحسن تصويره للخاطر الذي يختلج في باله ، لأنه كان سيال القريحة حاضر البديهة ، قوي الذاكرة ، سريع الخاطر ويقول الخاقاني : انه كان شديد الكره لامتداح الناس ، كثير المقت بتقريض من لا يستحق التقريض وكان بعض الأعلام من أدباء وشعراء قد أشاروا إليه وحضروا مجلسه وبعضهم من تتلمذ عليه ، وهم:

1 - السيد محمد سعيد الحبوبي .

2 - السيد جعفر الحلي .

3 - السيد حيدر الحلي .

4 - السيد عبد المحسن الكاظمي .

5 - الشيخ علي الشرقي .

6 - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .

7 - الشيخ محمد حرز الدين .

8 - الشيخ محمد رضا الشبيبي .

9 - الشيخ عبد الحسين الحويزي .

10 - الشيخ محمد حسين الكاظمي .

11 - الشيخ محمد السماوي .

وقد التقى السيد الطباطبائي بالشيخ عبد المحسن الكاظمي ، عند ذهابه إلى بغداد للعلاج الطبي ، وقد لازمه الكاظمي ، ودرس على يده ، ولم يكتف بذلك بل صحبه عند رجوعه إلى مدينة النجف الأشرف ويقول الزين : أخذ الكاظمي عن السيد الطباطبائي بقوله : أنه كان من صدور أدباء العراق ، ومن عيون أعيان الفضل ، ومن أعاظم شعراء النجف الأشرف ، بل أنه من خيرة شعراء العراق على الإطلاق وإذا جلس في الصحن الحيدري الشريف ، ألتفت حوله طبقة الأدباء والشعراء ، وفي مقدمتهم العلامة الكبير السيد حيدر الحلي ويقول السيد الحبوبي : أن السيد الطالقاني قد عالج أنواع القريض وأجاد فيها أيما إجادة ويقول الشيخ الطهراني :

" وكان فيه ميل فطري للآداب ، عكف عليها في أوائل أمره حتى برع في صناعة الأدب ، واشتهر بإجادة النظم ، ولم ينظم الشعر إلا في مناسبات حتى أصبح مضرب المثل في ذلك ، وشعره جيد السبك ، قوي الأسلوب " وأشار السيد محسن الأمين إلى علمية السيد الطباطبائي بقوله : كان سيال القريحة ، حاضر البديهة ، قوي الذاكرة ، سريع الخاطر ، تضلع في اللغة والبيان والمعاني والشعر ، وأصبح نسيج وحده ، وصال وجال في العراق بقصائده البليغة وغزله ونسيبه الرفيع حتى قيل : انه حذا حذو السيد الرضي والابيوردي الأموي وقد كشف بعض الشعراء عن مجالساتهم للسيد الطباطبائي ومعاشرتهم معه ، فالسيد الأمين يقول : " رأيناه في النجف وعاشرناه " ، ويقول الشيخ السماوي : " عاشرته فوجدته شيخا " ويقول الشيخ حرز الدين : " صحبته سنينا " وكان شعره في الغزل والنسيب غرضا من أغراضه الشعرية ، لا كما ذهب الدكتور يوسف عزّ الدين إلى تفسير جنسي خاطئ ، وان ديوان السيد الطباطبائي شاهد على ذلك وان مخاطباته لرجال السلطة بشأن المجتمع ومعاناته ، وقصائده في آل البيت عليهم السلام تؤكد عدم استعماله الألفاظ المبتذلة فكتب إلى السلطان عبد الحميد الثاني عن عفوه عن ستة من النجفيين بقوله:

عصر عبد الحميد عصر حميد * جاد فيه المهيمن المعبود

ملك تخضع الملوك لديه * عظما وهي ركع وسجود

ملك الملوك والملوك جميعا * فله الملك والملوك عبيد

وما الملك حين قام إليه * حازما والملوك عنه قعود

قلدته الجدود سلطنة * الدهر ومنه التقليد والاقليد

وأشار السيد الطباطبائي إلى حياة النجف الأشرف العلمية بقوله:

فاهتز في مرح عطف ( الغري ) له * لا غرو إن هزّ عطفيه ( الحمى ) مرحا

وقوله :

فلولاك ما حن ( الغري ) لدجلة * نزوعا ولا اشتاقت لبغداد جلق

وقوله :

وتركت في ( النجف الأعلى ) لصحبتكم * صحبا وأهلا وأوطانا وجيرانا

وقد وصل إلينا " ديوان الطباطبائي " ونماذج من شعره التي لم تدون في ديوانه ، وقد حفظها الأستاذ علي الخاقاني في كتابه " شعراء الغري " .

توفى العلامة السيد إبراهيم الطباطبائي في شهر محرم الحرام عام 1319 ه / 1901 م ، وقد أنفرد الشيخ محمد السماوي بتاريخ وفاته فجعلها عام 1300 ه وقد دفن مع أبيه وجده في مقبرة الأسرة المجاورة لمقبرة الشيخ الطوسي .