الشيخ حسن المامقاني
الشيخ حسن بن المولى عبد الله المامقاني
ولادته وحياته
ولد الشيخ حسن ( محمد حسن ) بن المولى عبد اللّه بن محمد باقر المامقاني في مدينة مامقان عام 1238 ه / 1823 م ونشأ بها ، وهاجر مع والده إلى مدينة كربلاء ، وأقام في مدرسة حسن خان المجاورة للصحن الحسيني الشريف ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف وكان عمره سبعة عشر عاما ، فسكن حجرة في الصحن الحيدري الشريف ، وبقي في النجف حتى عام 1258 ه وكان قد عاد إلى تبريز ومنها إلى مامقان ثم عاد إلى تبريز وأقام في مدرسة الحاج صفر علي ثم غادرها إلى القفقاس ومن ثم عاد إلى مدينة النجف عام 1270 ه
تلاميذه
تتلمذ على علمائها الأعلام منهم:
1 - الشيخ مرتضى الأنصاري .
2 - السيد حسين الكوهكمري .
3 - الشيخ راضي النجفي .
4 - الملا علي الخليلي .
5 - الشيخ عبد الرحيم البروجردي .
6 - الشيخ مهدي كاشف الغطاء .
7 - الشيخ علي كاشف الغطاء .
وأصبح عالما نحريرا وفاضلا خبيرا وأصوليا فقيها ، وأديبا لبيبا ، ولغويا أريبا ، فهامة للأخبار والعبادات ويقول الشيخ القمي : انه كان عالما بالفقه والأصول ويقول السيد الصدر : انه كان قد انتهت إليه الرئاسة الشرعية في التقليد والتدريس بعد وفاة الميرزا السيد حسن الشيرازي لأهل أذربيجان وقفقاسية وكثير من بلاد إيران وذكر أن الشيخ حسن المامقاني قد انفصل عن أستاذه السيد حسين الكوهكمري ( الترك ) واستقل بالتدريس والتأليف ، فكان يدرس الفقه صباحا ، ويدرس الأصول في مسجد الشيخ صاحب الجواهر ، ويقيم صلاة الجماعة ( المغرب والعشاء ) في سطح الكيشوانية المقابلة لباب الطوسي ، وبعد وفاة الفاضل الإيرواني أخذ يصلي في البهو ( الطارمة ) يقول السيد الأمين : انه أحد مشاهير علماء النجف في عصره ، المدرسين المقلدين عند الترك والعجم ، وكان أصوليا فقيها زاهدا ورعا ، حلو النادرة ، ظريف العشرة ، على خلاف ما يظهر من بعض حالاته من الحدة والغضب حتى أنه كان ينسب إلى حدة الطبع ، والحقيقة أنه كان على جانب عظيم من سماحة الطبع وكرم الأخلاق ، وإنما كان يستعمل ذلك في مقام الورع والزجر حيث تقتضيه المصلحة وقد تتلمذ عليه جمع من أعلام النجف كالشيخ إبراهيم السلياني ، والسيد علي النخجواني ، والميرزا فرج اللّه التبريزي ، والميرزا أبو الحسن التبريزي ، وولديه الشيخ عبد اللّه ، والشيخ أبو القاسم.
وكان الشيخ حسن المامقاني يوزع ما تصله من حقوق شرعية على طلاب العلم ، وكان يسكن في دار متواضعة بالإيجار ، وقد أهدى له أحد المحسنين مالا ليشتري دارا ، فإنه أخذ المبلغ ووزعه على الفقراء ، ولما عاتبه ذلك المحسن قال له :
لقد اشتريت دارا في الآخرة لا تفنى ، وقيل له : أيبقى أهلك لا مسكن بعدك ؟ فقال : اللّه لأهلي ، وها أنا لا أملك شيئا ، وكثيرون غيري لا يملكون دورا ويقول الشيخ محمد جواد مغنية : أن أحد السادة في النجف كان ينال منه ، ولا ينفك عن إيذائه ، وهو مع كل ذلك كان يبعث إليه بالأموال والصلات ، وبلغه ذات يوم أن عليه ديونا ، وان أربابها يضايقونه بالمطالبة ، فواها عنه وقال : إلهي أنت تعلم أن هذا السيد يسيء إلي بدون سبب ، وقد وصلته إيثارا لمرضاتك على هواي ولعل من أغرب ما ينقل عنه أن أحد تجار قزوين أرسل ألف ليرة ذهبا من سهم الإمام إلى السيد ميرزا حسن الشيرازي ، فلما وصل الرسول إلى العراق ، وجد الإمام السيد الشيرازي قد انتقل إلى رحمة ربه ، فأتى بالمال إلى الشيخ حسن المامقاني فرفضه ، وقال للرسول : انه أمانة في يدك على أن توصله إلى السيد ، وقد تعذر عليك ذلك فليزمك أن ترجع الأمانة إلى أهلها ، أو تطلب الأذن بالتصرف من مرسلها ، فقال الرسول : أن هذه الألف ليرة حق اللّه ، وقد تفحصت وسألت فتعين عندي إعطاءها لك ، فقال الشيخ حسن : لا بد من أذن المرسل ، فأجابه الرسول : خذ المال ، وان لم يرض المرسل ، دفعت له المال من مالي الخاص ، فرفض الشيخ حسن وقال : أن هذا المال بعينه ليس لك ، فإذا أردت أن تؤدي الحق فأده من مالك الخاص ، فأخذ الرسول المال ومضى لصاحبه وبلغ من شدة زهده وتدينه إلى درجة مضرب المثل به ، وحديث الناس عنه فيقال : أن بعض التجار كان يمده بشيء من المال ، وهو طالب ، وكان الشيخ إذا التقى بهذا المحسن يتجاهله ولا يسلم عليه ، كي لا يظن أنه يتملقه ، ويتقرب إليه طمعا في دنياه ، ولما علم المحسن ذلك من الشيخ عامله بالمثل ، كي لا يظن الشيخ انه يمن عليه بإحسانه ، وكان يوزع المال على الفقراء والمحتاجين كل ما يصل إليه من حقوق ، وكانت تبلغ في السنة أكثر من خمسين ألف تومان ، وإذا جاءته أموال في الليل ، أخذ في توزيعها في ساعته ، ولا يبقيه إلى الصباح وكان يقول : من كان أمينا على مال اللّه فليس له أن يأخذ منه شيئا لنفسه ، حتى لضرورة العيش ، لأن الأخذ لها يجره إلى الأخذ للتوسعة ثم يؤدي به هذا لاقتناء الأملاك والعقارات
مؤلفاته
قد كتب العلامة الشيخ حسن المامقاني كتبا في الفقه والأصول والرجال وغيرها الكتب الآتية:
1 - أصالة البراءة في التعليقة .
2 - أجزاء في الصوم ، تقرير بحث أستاذه الشيخ عبد الرحيم البروجردي .
3 - بشرى الوصول إلى علم الأصول في ثمان أو عشر مجلدات ، فرغ منه في مدينة النجف في 12 ربيع الثاني 1277 ه .
4 - تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري .
5 - تقرير بحث أستاذه السيد حسين الترك .
6 - ذرائع الأحلام في شرح شرائع الإسلام ، خرج منه ستة مجلدات وفرغ منه عام 1299 ه ، وورد أسمه ، " ذرائع الأحلام إلى أسرار شرائع الإسلام " .
7 - غاية الآمال ، حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .
8 - كتاب الطهارة .
9 - كتاب الصيد والذباحة ، تقرير بحث شيخيه الأنصاري والسيد الترك .
10 - كتاب في الواعظ .
11 - كراريس رجالية ، تقرير بحث الملا علي الخليلي .
12 - الرسالة العملية .
13 - منتخب السائل ، رسالة عملية مطابقة لفتاوى السيد ميرزا حسن الشيرازي والسيد حسين الترك .
وفاته
توفى العلامة الشيخ حسن المامقاني يوم السبت 18 محرم الحرام 1323 ه / 1905 م وقد شيع في النجف ، وتقدمت جثمانه مواكب العزاء ودفن في مقبرته المعروفة في طرف العمارة ، وبنيت على قبره قبة ، وأرخ أحد الشعراء وفاته بقوله:
على قائم العرش لا في الترا * ب أرخ يقوم ضريح الحسن