الشيخ محمد حسين بن الشيخ هاشم الكاظمي
الشيخ محمد حسين بن الشيخ هاشم الكاظمي
ولد الشيخ محمد حسين بن الشيخ هاشم بن الشيخ حسن العاملي الكاظمي ( الصراف ) في مدينة الكاظمية عام 1230 ه ، وقيل عام 1224 ه ، ونشأ بها ، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف بأمر من الشيخ الإمام صاحب الجواهر ، وهو مؤسس أسرة آل الكاظمي في النجف ، وأول من هاجر إليها وحط رحله فيها ، وقد كان يمتلك قابليات علمية كبيرة لم تتوفر بغيره ، وقد تتلمذ على أعلام مدينة النجف وفقهائها منهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .
2 - الشيخ مرتضى الأنصاري .
3 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .
4 - الشيخ جواد الملا كتاب .
5 - الشيخ محسن خنفر .
6 - الشيخ عبد اللّه نعمة العاملي .
وأصبح الشيخ محمد حسين الكاظمي فقيها ورئيسا روحيا وأستاذا كبيرا في المدرسة النجفية ، فكان صاحب منبر وقلم رصين ، إضافة لعبادته وزهده وأمانته وورعه ، ويقول الشيخ حرز الدين : كانت تأتيه الحقوق الطائلة ولا يؤخرها عنده إلا بمقدار زمن توزيعها على أهل العلم ، كما أنه كان يقتطع منها مقدارا وافيا على المحتاجين من العلويات والأرامل من فقراء النجف ويرسل إليهم سرا في الليالي ويقول السيد الأمين : كان لا يأخذ من الأموال أزيد مما يحتاجه على وجه الاقتصاد ، ولم يخلف بعد وفاته دارا ولا عقارا ، وكان يلبس هو وأولاده عباءات بطرائق بيض وسود ولا يلبسها غيره ، فإذا أقبلوا قال أهل العلم من النجفيين ، أقبلت الكتيبة الشهباء وأشارت المصادر إلى علميته فقيل : انه علامة عصره وواحد دهره ، الرئيس المقدم والمطاع المعظم الجامع بين الفقه والزهادة والمؤلف بين العلم العبادة ويقول السيد الصدر : انه وحيدة عصره في الاستقامة على الطاعات والعبادات والكتابة في الفقه والتدريس ونقل عن السيد محمد علي العاملي ( صاحب اليتيمة ) قوله : لقد تعالت رتبته وارتفعت درجته في الورع والعلم والزهد والحلم ، ولقد حاز من الفضل في العلم ما لا يخفى وصار له في الشهرة والورع والتقى والحلم النصيب الأوفى وواظب على الطاعة وكثرت له الجماعة وصار معدودا في العلماء الأساطين من الوجوه وآلت على يده بعض الوجوه فأوصلها إلى أهلها وبادر في دفعها إلى مستحقيها وإزاء ذلك قد احتل مكانة اجتماعية كبيرة ، وحينما أوقفته الحكومة العثمانية في سراي النجف عام 1294 ه ، تجمهر رجال العلم وأرادوا إخراجه بالسرعة ، فاضطرت الحكومة إلى اطلاق سراحه وقد أرخ أحد الشعراء هذه الحادثة بقوله :
يا من سعى في حبسه عصبة * كوفية من شأنها الغدر
لا خير في الحبس فقد أرخوا * يخرج من محاقه البدر
أما مكانته العلمية فقد كان يحضر مجلس درسه عشرات المجتهدين ، وهو يملي عليهم كتاب " الدراية " وكان لا يعتمد على نقل الأقوال إلا بعد مراجعة الأصول وأبرز تلاميذه كل من : السيد مرتضى الكشميري ، والسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي ، وشيخ الشريعة الأصفهاني ، والملا علي النهاوندي ، والشيخ علي رفيش ، والشيخ إبراهيم الدنبلي ، والشيخ دخيل الحجامي ، والشيخ محمد الهمداني وقد أجازه إجازة علمية وقد ألف في الفقه والحديث ما يلي:
1 - بغية الخاص والعام ، وهو متن كتاب الدراية .
2 - حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري .
3 - حاشية على القوانين .
4 - منجية العباد ، رسالة في الطهارة والصلاة والصوم ، جمعها تلميذه الشيخ محمد علي بن عزيز بن حسن الكاظمي .
5 - نخبة العباد ، رسالة لعمل مقلديه في العبادات .
6 - مناسك الحج .
7 - هداية الأنام في شرح شرائع الإسلام ، وهو كتاب كبير يزيد على كتاب " جواهر الكلام " ويقع في ( 27 ) جزءا ، جمع فيه طريقة القدماء وأصول المتأخرين ، ويقول الشيخ الطهراني : وقد تجاوز هذا الشرح كتاب القضاء والشهادات ، وهو كتاب جامع ما ترك قول عالم إلا وقد نقله ، وان أكثره بخط تلميذه عبد الحميد الجهري.
توفى الشيخ محمد حسين الكاظمي في مدينة النجف الأشرف ليلة الحادي عشر من المحرم عام 1308 ه / 1890 م وصار يوم وفاته يوما مشهودا فأغلقت الأسواق حدادا لفقده ودفن في الحجرة الثالثة على يمين الخارج من الصحن الشريف من باب القبلة وقد رثاه السيد جعفر الحلي بقصيدة منها:
كبا الدهر بالإسلام كبوة عاثر * فما قام حتى دكه بالحوافر
وقد شنّت الأيام للمجد غارة * فما رجعت إلا بنهب الذخائر
لعمر الهدى قد فاجأ الدهر عضوه * بكسر به لم يجد لفّ الجبائر
تمشي الردى للمسلمين بغصّة * لها عثرة بين الحشا والحناجر
وأرخ وفاته الشيخ يعقوب النجفي بقوله:
يا يوم عاشوراء كم فيك من * خطب بكت حزنا له كل عين
يوم حسين بالحمى أرخوا * ( ذكرنا بالطف يوم الحسين )
وأرخ وفاته الشيخ محمد السماوي بقوله:
وشيخنا الحبر الهمام الكاظمي * محمد الحسين نجل هاشم
مرقده في حجر الصحن علم * تاريخه ( الإسلام ثلمة ثلم )