الشيخ جعفر بن محمد علي التستري
الشيخ جعفر بن محمد علي التستري ( الشوشتري )
ولد الشيخ جعفر بن محمد علي التستري ( الشوشتري ) في مدينة تستر ، ونشأ بها ، ثم هاجر مع والده إلى مدينة الكاظمية ، وقرأ المقدمات على أعلامها ، وصحب العلامة الشيخ محمد حسن آل ياسين ، وبعد انتشار وباء الطاعون عام 1246 ه عاد إلى تستر ، وبعد مدة هاجر إلى مدينة كربلاء وحضر على شريف العلماء ، والشيخ محمد حسن الأصفهاني ، ومنها إلى مدينة النجف الأشرف وتتلمذ على علمائها منهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .
2 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .
3 - الشيخ راضي النجفي .
4 - الشيخ مرتضى الأنصاري .
5 - الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء .
وأصبح عالما فقيها واعظا ، وفي عام 1255 ه عاد إلى تستر ، ثم كرر العودة إلى مدينة النجف ، ويقول الشيخ الطهراني : انه عاد إلى النجف عند نبوغ الشيخ الأنصاري ، حيث تتلمذ عليه ، ومن ثم عاد إلى تستر وصار مرجعا للتقليد وكان في أثناء مكوثه في النجف يرتقي المنبر ويعظ الناس ، وكان يمتلك القدرة الواسعة على الوعظ والإرشاد ولا يمل منه وان طال بالسامع المقام ، ويحضر مجلسه جل علماء عصره وفضلائه كالشيخ محمد حسين الكاظمي النجفي ، والميرزا حسين الخليلي ، والشيخ محمد الزريجاوي ، والشيخ محمد حرز الدين النجفي ، وكان يحضر مجلسه أيضا عدد كبير من الأخيار والكسبة والتجار وقد لقب بلقب " الواعظ " وأصبح مضرب المثل في تقواه وعبادته ، ويقول الشيخ حرز الدين : وكان مسجد وعظه الذي أدركناه في مسجد الخضرة ، يجتمع فيه خلق كثير ، ويملأ الناس المسجد وثلثي الدار الواسعة ، ثم أنتقل مجلس وعظه إلى الصحن الشريف عصرا مما يلي باب الساباط الشمالي وتكية البكتاشية حتى إيوان العلماء ويقول الشيخ النوري : انه العالم الجليل والمعظم النبيل والشيخ الأعظم الرفيع الشأن ، اللامع البرهان ، كشاف حقايق الشريعة بطرائق البيان ، ناموس العصر وفريد الدهر ويقول الشيخ القمي : انه شيخ المسلمين ومروج المذهب والدين وقد جمع في تآليفه بين شتات العلوم من معقولها ومنقولها وحاز أنواع الفنون من فروعها وأصولها وهي على النحو الآتي:
أولا : الفقه والأصول
1 - رسالة في واجبات الصلاة .
2 - شكوك الصلاة أو الشكيات .
3 - منهج الرشاد ، رسالة عملية في الفقه ، مرتبة على مقدمة ومقاصد وخاتمة وفي مكتبة الحسينية في النجف الأشرف نسخة منها .
ثانيا : الكلام الواعظ
1 - أصول الدين .
2 - الخصائص الحسينية ، ترجمه إلى الفارسية السيد محمد حسين الشهرستاني .
3 - فوائد الشواهد ، جمعه تلاميذه ، وهو في ثمانين مجلسا ، وكتب من إملائه المولى محمد بن علي الأشرف الطالقاني النجفي ثم رتبه على مجالس وهذبه وذكر في أخره طريق روايته .
4 - قضاء أمير المؤمنين عليه السلام .
5 - مجالس البكاء في خمسة عشر مجلدا .
6 - المجالس في أيام عاشوراء .
7 - مجالس الوعظ .
8 - رسالة في أجازته للميرزا محمد الهمداني عام 1291 ه يروي فيها عن الإمام الشيخ صاحب الجواهر والإمام الشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .
ولمكانة الشيخ جعفر التستري العلمية في المدرسة النجفية كتب عنه تلميذه الميرزا محمد الهمداني كتابا سماه " غنيمة السفر في أحوال الشيخ جعفر " وكتب الشيخ حيدر المرجاني بحثا بعنوان " الشيخ جعفر التستري " نشره في مجلة العرفان الجزء الرابع من المجلد الثامن والثلاثين عام 1370 ه / 1951 م ، وورد في بعض الكتابات أسمه سهوا أو تصحيفا " جعفر بن الحسين بن الحسن بن علي التستري النجار النجفي " ، أو " جعفر بن حسين بن علي التستري "
توفى الشيخ جعفر التستري في كرند عند عودته من خراسان إلى النجف ليلة العشرين من صفر عام 1303 ه / 1886 م ، ودفن في حجرة في الصحن الشريف ، تحت الساباط ، ورثاه جمع من الشعراء والأدباء ، وتاريخ وفاته " كواكب قد نثرت " ومن قصيدة للسيد جعفر الحلي :
قف بالمنازل سائلا ما بالها * ذهبت بشاشتها وغير حالها
عهدي بها أندى المنازل مرتعا * فعلى قوض صحوها نزّالها
أعلي أن خلت الديار غضاضة * أن ترتوي بمدامعي أطلالها
سرت الظعائن بالحسان وليتها * وقفت لشكوى العاشقين جمالها
ومن قصيدة للسيد إبراهيم الطباطبائي:
ما للمنون تهب في قنواتها * أدرت لمن أردت بصدر قناتها
عادت بقاصمة الفقار ولم تزل * عثراتها تجري على عاداتها
ويح الليالي كم رمت لبني الهدى * بيضا جحاجحة بسود بناتها
نفت بها الدنيا وكم من أنفس * تذوى العلى يحيى بيوم مماتها
ورثاه الشيخ كاظم السبتي بقوله:
أطل على الهدى رزء عظيم * تهادت إذا طل به النجوم
وما للشهب ما تهوي وتبكي * له وجه البسيطة والتخوم
فما ولدت له أم الرزايا * شبيها فهي ما ولدت عقيم
وأرخ الشيخ يعقوب النجفي تاريخ وفاته بقوله:
قضى جعفر فالعلم يبكيه والتقى * ويرثيه محراب ويندب منبر
بكت رزءه شهب السما فتناثرت * وحق على أمثاله الشهب تنثر
إلى الواحد الفرد التجأنا فجعفر * قضى شرعه أرخت ( مذ راح جعفر )