سورة المطففين

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤٢، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة المطففين'''، هي السورة الثالثة والثمانون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن التحذير والإنذار الشديد للمطفّفين، كما تُشير إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة إنّما يأتي من عدم رسوخ الإي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة المطففين، هي السورة الثالثة والثمانون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن التحذير والإنذار الشديد للمطفّفين، كما تُشير إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة إنّما يأتي من عدم رسوخ الإيمان، وعن آثار الاستهزاء في الحياة الدنيا، وانعكاس الحال في يوم القيامة، وتعرّضت السورة لجوانب عديدة كعاقبة «الفجّار» في ذلك اليوم العظيم، وما ينتظر المحسنين في الجنّة.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادقعليه السلام: من قرأ في فرائضه ويل للمطففين أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار ولا تراه ولا يراها.

تسميتها وآياتها

سميت هذه السورة بـــ(المطففين)؛ لمطلعها المبارك في الآية الأولى من قوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، بما يحمل هذا المعنى من الانحراف يفسد الثقة بين الناس وهو أكل أموال الناس بالباطل.[١] وتسمى أيضاً سورة (التطفيف). [٢] وآياتها (36) تتألف من (149) كلمة في (751) حرف.[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة المطففين، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (86)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (83) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(لِلْمُطَفِّفِينَ‏): المطففين: جمع مطفّف وهو الذي ينقص في الكيل والوزن، والأصل من الطفيف: وهو الشيء اليسير لأنّ السرقة في هذا الأمر شيء قليل.
(رَانَ‏): الرّين: الصدأ الذي يعلو الشيء الجليل.
(مَرْقُومٌ‏): من الرقم: وهو كما يقول الراغب: الخط الغليظ، وقيل: هو تعجيم الكتاب.
(تَسْنِيمٍ): التسنيم: عين في أعلى الجنة، وهي أشرف الشراب فيها يكون صرفاً للمقربين وممزوجاً للأبرار. ‏
(‏يَتَغَامَزُونَ): الغمز: الإشارة بالجفون والحواجب استهزاء، وقد يراد بالغمز‏ العيب.[٧]

محتواها

يتلخص محتوى السورة في خمس محاور:

الأول: تحذير وإنذار شديد للمطفّفين.
الثاني: الإشارة إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة إنّما يأتي من عدم رسوخ الإيمان بالبعث والمعاد.
الثالث: عرض لجوانب من عاقبة «الفجّار» في ذلك اليوم العظيم.
الرابع: عرض لجوانب ما ينتظر المحسنين في الجنّة من نِعم إلهية وعطاء ربّاني جزيل.
الخامس: الإشارة لآثار استهزاء الكفّار بالمؤمنين في الحياة الدنيا، وانعكاس الحال في يوم القيامة.[٨]

شأن النزول

  • قوله تعالى‏: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ،[٩] جاء في كتب التفسير: إنّ الآية نزلت عندما قَدِمَ نبي اللهصلى الله عليه وآله وسلم المدينة، كانوا من أبخس الناس كيلاً، فأنزل الله هذه الآية.[١٠] وقيل: إنهصلى الله عليه وآله وسلم قَدِم المدينة وبها رجل يُقال له أبو جهينة، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، فنزلت الآية.[١١]
  • قوله تعالى: وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ،[١٢] جاء في كتب التفسير: لما مرّ الإمام عليعليه السلام ونفر من المسلمين بجماعة من المنافقين فضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم، وقالوا: رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه. فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليعليه السلام إلى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.[١٣]

صدأ الذنوب

قال المفسرون: إنكار القيامة لا يستند على المنطق السليم والتفكير الصائب، بل هو نابع من حبّ الاعتداء وارتكاب الذنوب والآثام، فإنّ للممارسات السيئة أثر سلبي على عقيدة الإنسان، مثلما للعقيدة من أثر على سلوك وتوجهات الإنسان.[١٤] وروي عن الإمام الباقرعليه السلام: «ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزاد به حتى تغلب عليه، فيصير أسفله أعلاه، وأعلاه أسفله».[١٥]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن الإمام الصادقعليه السلام: لم تُقرأ قَطُّ على شيء إِلاَّ وحُفِظ وَوُقِي من حشرات الأرض بإذن الله تعالى.[١٨]


قبلها
سورة الانفطار
سورة المطففين

بعدها
سورة الانشقاق


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلى، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 144.
  2. الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 384.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1262.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 545؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 31، ص 81.‏
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 145 ـ 159.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 8.‏
  9. سورة المطففين: 1.‏ ‏
  10. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 261.
  11. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 429.
  12. سورة المطففين: 30.‏
  13. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 537ـ 538.
  14. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 17.‏
  15. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 263.
  16. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1764.
  17. الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 137.
  18. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 121.