الشيخ مهدي بن الشيخ علي كاشف الغطاء

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٢٧، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== الشيخ مهدي بن الشيخ علي كاشف الغطاء == ولد الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء في مدينة النجف الأشرف عام 1226 ه ، ونشأ بها وتتلمذ على أعلام أسرته وقد أجازه والده وعمه الشيخ حسن ، كما أنه تتلمذ على الشيخ أحمد بن الشيخ عبد اللّه الدجيلي المتوفى عا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ مهدي بن الشيخ علي كاشف الغطاء

ولد الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء في مدينة النجف الأشرف عام 1226 ه ، ونشأ بها وتتلمذ على أعلام أسرته وقد أجازه والده وعمه الشيخ حسن ، كما أنه تتلمذ على الشيخ أحمد بن الشيخ عبد اللّه الدجيلي المتوفى عام 1265 ه

وأصبح الشيخ مهدي كاشف الغطاء أستاذا كبيرا في مدرسة النجف ، ووصف بشيخ النجف على الإطلاق ، بل شيخ العراق وكان الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري يعظمه ويقدمه في كثير من الأمور الشرعية والعرفية ، وعند وفاة الشيخ الأنصاري عام 1281 ه أصبح المدرس الأوحد في الفقه والأصول ورجع إليه الناس في التقليد في أكثر الأقطار الإسلامية كقفقازية ، وتركستان وإيران وأذربيجان وقرباغ إضافة إلى ذلك العراق ويقول الشيخ حرز الدين :

" كان مقدم العلماء ورئيس الفقهاء الذي أذعنت له جل الوجوه من أهل الحل والعقد " ووصفه السيد الأمين بالقول : انه العالم الأديب أحد أعيان فقهاء عصره ورؤسائه من فقهاء العرب المعدودين في عصره ، وكان عالما فاضلا ، فقيها أصوليا ، مجتهدا ، شاعرا أديبا ، انتهت إليه رئاسة الطائفة الجعفرية ويقول الشيخ محبوبة : كان حسن المحاضرة ، طلق اللسان ، عذب المنطق ، جيد التقرير في البحث وتحرير الدرس ، تراه كالسيل العرم يتحدر في تقرير مطالبه من غير استعانة بلفظ أو كلمة ، وكأن الفقه كله كلمة واحدة في قبضته ، وكان كثير المحافظة فإذا راجع مسألة ليلا فإنه يقرأها نهارا بلفظها ولو زادت على صفحة أو أكثر ، ونقل الشيخ محبوبة عن كتاب " اليتيمة " للسيد محمد علي العاملي قوله : انه الجامع بين المنثور والمنظوم والمحيط خبرا بجميع العلوم ، سلطان العلماء الفحول ، والمنتج الفروع من الأصول ، الممهد مقدماتها بأحكام تمهيده والمشيد قواعدها بمحكم تشييده وقد أضاف لعلومه ، الأدب والشعر والبلاغة والمنطق ، وكانت له مداعبات مع الشاعر عبد الباقي العمري ، وقد قال فيه:

قل لمن ينظم القريض مجيدا * أنت عبد لعبد عبد الباقي

انه أشعر الأنام جميعا * من نواحي الشام بل والعراق

وله في مدير النجف محمد أمين الأفندي أبيات قد خمسها الشيخ احمد قفطان بقوله :

شمس الهنا في أفقنا أسفرت * وروضة البشر لنا أزهرت

وفي أبي نشأة إذ بشرت * اكناف كوفان قد استبشرت

وقد أمتلك الشيخ مهدي كاشف الغطاء صوتا جهوريا ولسانا طليقا وقدرة على التقرير والبيان ، جعلت رجال العلم يلتفون حوله عند المحاضرة وقد تتلمذ عليه جماعة من أعلام النجف وأجاز بعضهم كالسيد محمد رضا بن مير محمد علي الكلهر الكاشاني ، والسيد محمد هاشم الجهار سوقي ، والمولى علي القرجه‌داغي ، ومن أبرز تلاميذه الإمام السيد محمد كاظم اليزدي ، والشيخ حسن المامقاني ، والشيخ عبد اللّه المازندراني ، والسيد إسماعيل الصدر العاملي والشيخ فضل اللّه النوري ، والشيخ جواد الرشتي ، والشيخ علي العلياري التبريزي ، والميرزا بهاء الدين بن نظام الدولة ، والشيخ إسماعيل التنكابني.

وقد استطاع الشيخ مهدي كاشف الغطاء إدارة المدرسة النجفية في عصره والزعامة الدينية ، كما تولى إدارة " اودة " الهندية وتوزيعها في مدينة النجف الأشرف ، فأسس المدرسة المهدية ، ومدرسة دينية أخرى في مدينة كربلاء ، وأوقف لها خانا في كربلاء يصرف ريعه على المدرستين ، وقام بتعمير مقبرة جده الشيخ جعفر الكبير عام 1281 ه وقد أرخها الشيخ احمد قفطان بقوله:

لذلك أيها المهدي أرخ * رفعت إلى قبورهم قبابا

وقد مدحه الشيخ حمادي نوح والسيد صالح القزويني بقصائد ، وكانت له مداعبات شعرية مع معاصريه ، وقد قال فيه أحدهم:

هو العلم المهدي من عم فضله * جميع البرايا من فصيح وأعجم

فتى جعفر رب العلوم وكهفها * عليهم بدين اللّه غير معلم

مليك له صيد الملوك خواضع * لعلياه منهم كل قيل غشمشم

لقد طاول العيوق إذ وطأت له * على هامة العيوق أشرف منسم

به سعدت أيامنا وبيمنه * ترد صروف للقضاء المحتم

وكتب الشيخ مهدي كاشف الغطاء في الفقه ما يلي:

1 - رسالة عملية ، طبعت في تبريز بأمر السلطان مظفر الدين شاه ، يوم كان وليا للعهد ، وترجمت إلى اللغة الفارسية باسم " اللئالئ النجفية " .

2 - رسالة مبسوطة في الصوم والمكاسب المحرمة إلى حرمة التكسب بالغش .

3 - رسالة في حرمة العصير العنبي ونجاسته مستقلا .

4 - الصدقات الثلاث .

5 - كتاب في البيع .

6 - كتاب في الخيارات ، وهو شرح على خيارات كتاب الشرائع .

7 - كتاب الصوم ، استدلالي .

8 - قطعة من المكاسب وما يحرم التكسب به .

9 - قطعة في البيع والمعاطاة .

10 - رسالة في الصوم والصلاة ، ألفها عام 1284 ه .

11 - مناسك الحج .

توفى الشيخ مهدي كاشف الغطاء في 14 صفر عام 1288 ه ، وهناك من يؤرخ وفاته عام 1289 ه ، وقد رثاه السيد محمد الهندي بقوله:

أفي كل يوم للشريعة كوكب * يغيب ويهوى للحتيفي أخشب

وتظفر أظفار المنية بالذي * تنشب عنه في الحوادث مخلب

وأرخ وفاته الشيخ أحمد قفطان بقوله:

سهم رمى كبد الهدى فأصابا * مذ قيل مهدي الخليفة غابا

مذ غيبوه به عيانا قلت في * تاريخه المهدي صدقا غابا

ومن قصيدة للشيخ جواد محيي الدين :

على م بنو الدنيا تطاطأ هامها * أهل فقدت بالرغم منها أمامها

نعم غالها صرف المنون بفادح * عراها فأشجى شيخها وغلامها

ومن قصيدة للشيخ محمد الملة :

العلم بالدمع من فرط البكا غرقا * والمكرمات تلظى قلبها حرقا

وقائل سفت الآمال حفرته * فقلت أرخ سقاه جوده غرقا

وأرخ وفاته الأديب عباس القصاب الكربلائي بقوله :

قد غاب مهدي الأنام فأرخوا * أرخ وحقا غاب مهدي الأمم

ورثاه الشيخ محسن الخضري بقصيدة منها:

يا واقعة إذ أطل معضلها * عنها الرواسي يخفف محملها

أن بحت فيها غصصت في شجن * وأدمع ما برحت أهملها

وسائل قد ألح يسأل عن * غريبة لا يكاد يفعلها

أغمضت عنها وكنت مطلعها * وحين يحفى السؤال أجملها