الشيخ محسن بن الشيخ محمد الخضري

من ويكي علوي
مراجعة ٠١:١١، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== الشيخ محسن بن الشيخ محمد الخضري == ولد الشيخ محسن بن الشيخ محمد بن الشيخ موسى الخضري في مدينة النجف الأشرف عام 1253 ه / 1819 م ، ونشأ بها ، وتوفى فيها عام 1302 ه / 1884 م ، وكان قد تتلمذ على أعلام النجف وفقهائها منهم: 1 - الشيخ مرتضى الأنصاري . 2 - الشيخ راضي بن الشيخ محمد ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محسن بن الشيخ محمد الخضري

ولد الشيخ محسن بن الشيخ محمد بن الشيخ موسى الخضري في مدينة النجف الأشرف عام 1253 ه / 1819 م ، ونشأ بها ، وتوفى فيها عام 1302 ه / 1884 م ، وكان قد تتلمذ على أعلام النجف وفقهائها منهم:

1 - الشيخ مرتضى الأنصاري .

2 - الشيخ راضي بن الشيخ محمد النجفي .

3 - السيد محمد حسن الشيرازي .

4 - الشيخ مهدي كاشف الغطاء .

5 - الشيخ عباس الأعسم .

وقد جمع الشيخ محسن الخضري بين العلم والأدب ، ولكن شاعريته قد طغت على معارفه الأخرى ويقول الشيخ علي كاشف الغطاء : انه كان عالما فاضلا ، وأديبا لبيبا ، وشاعرا ماهرا ، سريع البداهة في نظم الشعر ، منشئا ناثرا ، حسن المفاكهة لطيفا ظريفا ، كثير الهزل ، حاضر الجواب ، أنيسا لا يمل من مسامرته ومطايباته.

وقد ساعدته هذه الخصائص أن يكون من فرسان القريض في عصره ، ومن فحول الشعراء المجيدين ، وفي طليعة الشعراء في القرن الثالث عشر الهجري ويقول الدكتور محمد مهدي البصير : انه شاعر مفلق ، وأديب مقدم ، وعالم جليل القدر ، وكان رجل كلام وفقه علاوة على أنه رجل أدب ويقول الشيخ محمد رضا الشبيبي : انه من شيوخ الأدب ونادرة من نوادر العراق في سرعة البديهة وحضور الخاطر تواتيه الألفاظ ، ويتابعه الكلام ، فهو كما قال الصاحب بن عباد في أبي الحسن السلامي : له بديهة قوية تنوف على الروية ، وكان الشيخ محسن الخضري مشهور بالارتجال وربما ارتجل القصيدة على ما قالوا في المحفل ينعقد لإنشاده وله نوادر ونكت وانشادات وإفادات كانت زاد المتأدبين من بلغة المتهذبين وقد أشارت المصادر إلى مراسلاته ومطارحاته مع شعراء وأدباء عصره ومنها مع السيد حيدر الحلي في رثاء العلامة السيد جعفر القزويني ، حينما أنشد السيد حيدر الحلي قصيدته في الحفل التأبيني في النجف ، صمت النجفيون ازاءها ، ولم يستعيدوا أبياتها ، فاغتاظ السيد حيدر الحلي ووجه عتابه لصديقه الشيخ محسن الخضري ، فأجابه على الفور:

ميزتني بالعتب دون معاشر * سمعوا وما حي سواي بسامع

أخرستني وتقول مالك صامتا * وأمتني وتقول مالك لا تعي

وقد عرف الشيخ محسن الخضري بنوادره وفكاهته ، وحكي في هذا المضمار أن قاضي النجف في العهد العثماني نجم الدين أفندي قد صدر أمر نقله إلى الآستانة فتشفع بالشيخ محسن الخضري لدى أحد ولاة الأمور لإبقائه ، فشفعه بهذين البيتين وبقي في مكانه وهما:

قاض قضى بالعدل ما بيننا * وما قضى إلا بمنصوص

ما أعترض النقص بأحكامه * وأي قاض غير منقوص

ولما نقل متصرف الحلة شريف بك ، وعين خلفه أشرف بك ، زاره الشيخ محسن الخضري فأرتحل قائلا :

متصرف الفيحاء جاء وقبله * قد كنت منعطفا على متصرف

فعدلت عن ذاك الشريف لأنني * أصبحت مشغوفا بحب الأشرف

وحينما حل مفتي بغداد ضيفا عند قاضي النجف نجم الدين أفندي ، أقام لهما الشيخ محسن الخضري مأدبة ، وفي أثنائها دخلت جاريته ( مبروكة ) وهي تحمل ولده ( الجواد ) صغيرا يبكي ، وهو يريد أباه ، فأنشد الخضري في الحال :

أهلا وسهلا بالجواد الذي * يسأل عني بعض أعراض

سوف يكون عالما حاكما * يهزأ بالمفتي وبالقاضي

وعكف الشيخ الخضري على المجالس الأدبية في النجف الأشرف ، وما كان يجري فيها من مفاكهات ومطايبات ، وكان فيها فارس الميدان بما أمتاز من سرعة البديهة وحضور الخاطر ، وقد وصفه السيد حيدر الحلي بقوله : انه بديع هذا الزمان ، ونابغة بني الدنيا لا بني ذبيان ، الذي تشهد أبكار القوافي انه أبو عذرها ، والمجلى إلى الغاية في حلبات نظمها ونثرها ويقول الشيخ محمد حرز الدين :

" أنصرف إلى مزاولة الأدب والشعر ، ومجالسة الشعراء ومنادمتهم ، فكان شاعرا سريع البديهة ، كثير النظم ، ونظمه سهل ممتنع ، يجمع بين المتانة وحسن المآخذ " وقد أشتهر الشيخ الخضري بالموشحات ونازع فحول الوشاحين النجفيين في عصره ، وقد هنأ الشيخ عبد الحسين كاشف الغطاء المتوفى عام 1318 ه بزواجه قائلا:

لك نفس أيها الساقي فدى * ولجفنيك إذا ما هو ما هاتها أعذب من قطر الندى * من لماك العذب يا عذب اللمى

وعارض موشحة ابن سهل الإسرائيلي " هل درى ظبي الحمى " بقوله:

أيها الساقي أدرها كلما * لمعت في الأفق نار الفرس

قهوة أعذب من ماء السما * لاطفتها نسمات القدس

وأشتهر الشيخ محسن الخضري بالتخاميس والتشاطير الشعرية ، فهو قد شطر أبيات الشيخ جابر الكاظمي في مدح السلطان عبد الحميد الثاني بقوله:

أممتع الإسلام ضلة غاشم * وحفيظ دين اللّه أن يتشعبا

شكرا لنعمتك التي اسديتها * فبررت فيها المصطفى والمجتبى

وأشار إلى مدينة النجف الأشرف وخططها بقوله:

إذا الشيح والقيصوم فيه تعانقا * وفاحت جذياك العبير ثناياه

وأمتاز الشيخ الخضري بنثره الجميل وتركيب عباراته ورقة فقراته ، ومنه رسالته التي بعثها لأحد أرحامه جاء فيها : " أيها المستطيل بلا طائل ، المنان من غير نائل ، وقفت على جوابك بل عثارك ، ومن أشنع الخطب سماع خطابك فضلا عن اختفاء آثارك ، زعمت أني لهجاك مستعرض ، وأني لذاك قاصد ومتفرض ، وان ذلك لا ذنب سابق ، ولا لتقصير لاحق ، فأقسم بالبيت ذي الأستار ، وبالنبي المختار ، أني لمن أتبع النظر في مساويك ، ولم أتصفح تبعاتك لا كافيك".

توفى الشيخ محسن الخضري في مدينة النجف الأشرف في العشرة الأولى من صفر عام 1302 ه ، ودفن في حجرة من الصحن الشريف على يسار الخارج من الباب القبلي .