سورة المرسلات
سورة المرسلات، هي السورة السابعة والسبعون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها. تتحدث عن حدوث القيامة، كما تتحدث عن جانب من خصوصيات خلق الإنسان، وعن بعض المواهب الإلهية في الأرض. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة (والمرسلات) كُتب أنه ليس من المشركين.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالمرسلات؛ على أول آية منها، والآية الأولى وما يتلوها إلى تمام ست آيات يقسم الله تعالى بأمورٍ يُعبّر عنها بالمرسلات، فالعاصفات، والناشرات، فالفارقات، فالملقيات ذكراً عذراً أو نذراً، [١] وورد في معنى المرسلات: هم الأنبياء الذين جاءوا بالمعروف، والإرسال نقيض الإمساك.[٢] وللسورة تسمية أخرى هي: سورة العُرْفُ.[٣] وآياتها (50)، تتألف من (181) كلمة في (841) حرف.[٤] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٥]
ترتيب نزولها
قالب:مفصلة سورة المرسلات من السور المكية بلا خلاف،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (33)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (77) من سور القرآن.[٧]
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
- (الْمُرْسَلاتِ): المراد بالمرسلات هنا: الرياح أو الملائكة.
- (الْعَاصِفَاتِ): الريح العاصفة الشديدة والقوية.
- (النَّاشِرَاتِ): ويُقصد منها الرياح التي تنشر السحاب وتفرقه، أو المقصود منها هو الملائكة.
- (الْفَارِقَاتِ): يُقصد منها أيضاً الملائكة أو الرياح.
- (أُقِّتَتْ): بلغت الوقت المحدود لها.
- (يَوْمِ الْفَصْلِ): يوم القيامة.
- (مَّاء مَّهِينٍ): ماء حقير ضعيف، وهو ماء الرجل.
- (قَرَارٍ مَّكِينٍ): الرحم، أي: مستقر حصين، والقرار: المكان الذي يمكن طول المكث فيه.
- (كِفَاتًا): أوعية.
- (جِمَالَتٌ صُفْرٌ): جمع جمل، وهو البعير، وصفرٌ هو اللون الأصفر.[٨]
محتواها
تتحدث السورة عن الوقائع المؤسفة للأقوام المذنبين من الأوائل. وتُشير إلى جانب من خصوصيات خلق الإنسان وبعض المواهب الإلهية في الأرض، وعن جانب من عذاب المكذبين. ثم يأتي تكرار الآية في قوله تعالى: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ[٩] عشر مرات بعد كل موضوع جديد من هذه المواضيع.[١٠]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): «من قرأ سورة (والمرسلات) كُتب أنه ليس من المشركين».[١١]
- عن الإمام الصادق: «من قرأها عرّف الله بينه وبين محمدٍصلى الله عليه وآله وسلم».[١٢]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق: «من قرأها في حكومة قَوِيَ على من يحاكمه، وإذا كُتبت ومحيت بماء البصل، ثم شربه مَن به وجع في بطنه، زال عنه بإذن الله تعالى».[١٣]
قبلها سورة الإنسان |
سورة المرسلات |
بعدها سورة النبأ |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 158.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 463.
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 29، ص 261.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1260.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 462؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 233.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 1، ص 168.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 9 - 25.
- ↑ سورة المرسلات: 24 ، 28، 34، 37، 40، 45، 47، 49.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 173.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1737.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 701.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 87.