يحيى بن هرثمة

من ويكي علوي
مراجعة ٠٠:٥٤، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= يحيى بن هرثمة (حشوي / العراق) = == ورد في كتاب الخرائج والجرائح: == روي عنه قال: دعاني المتوكّل، فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممّن تريد واخرجوا إلى الكوفة فخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا إلى طريق البادية إلى المدينة، فأحضروا علي بن محمّد بن الرضا إلى عندي مكرّماً معظّ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يحيى بن هرثمة (حشوي / العراق)

ورد في كتاب الخرائج والجرائح:

روي عنه قال: دعاني المتوكّل، فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممّن تريد واخرجوا إلى الكوفة فخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا إلى طريق البادية إلى المدينة، فأحضروا علي بن محمّد بن الرضا إلى عندي مكرّماً معظّماً مبجّلاً.

قال: ففعلت، وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة، وكان لي كاتب يتشيّع، وأنا على مذهب الحشويّة، وكان ذلك الشاري يناظر ذلك الكاتب وكنت أستريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق.

فلمّا صرنا إلى وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب أنّه ليس من الأرض بقعة إلاّ وهي قبر أو سيكون قبراً؟ فانظر إلى هذه البريّة أين من يموت فيها حتّى يملأها اللّه‏ قبوراً كما يزعمون؟

قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟

قال: نعم.

قلت: صدق أين يموت في هذه البريّة العظيمة حتّى تمتلئقبوراً؟! وتضاحكنا ساعة إذا انخذل الكاتب في أيدينا.

قال: وسرنا حتّى دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن علي بن محمّد بن الرضا عليه‏السلام فدخلت إليه فقرأ كتاب المتوكّل، فقال: انزلوا، وليس من جهتي خلاف.

قال: فلمّا صرت إليه من الغد وكنّا في تموز أشدّ ما يكون من الحرّ، فإذا بين يديه خيّاط وهو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه. ثُمّ قال للخيّاط: اجمع عليها جماعة من الخيّاطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكرّ بها إليّ في هذا الوقت، ثُمّ نظر إليّ وقال: يا يحيى اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم واعمل على الرحيل غداً في هذا الوقت.

قال: فخرجت من عنده، وأنا أتعجّب من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تموز وحرّ الحجاز، وإنّما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيّام فما يصنع بهذه الثياب؟!

ثُمّ قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر، وهو يقدّر أنّ كلّ سفر يحتاج فيه إلى مثل هذه الثياب، وأتعجّب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا.

فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد أُحضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس، ثُمّ قال: أرحل يا يحيى.

فقلت في نفسي: هذا أعجب من الأوّل، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتّى أخذ معه اللبابيد والبرانس؟

فخرجت وأنا أستصغر فهمه! فسرنا حتّى إذا وصلنا إلى موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودّت، وأرعدت، وأبرقت حتّى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت علينا برداً مثل الصخور، وقد شدّ على نفسه وعلى غلمانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد والبرانس.

قال لغلمانه ادفعوا إلى يحيى لبّادة وإلى الكاتب برنساً، وتجمّعنا والبرد يأخذنا حتّى قتل من أصحابي ثمانين رجلاً، وزالت ورجع الحرّ كما كان.

فقال لي: يا «يحيى» أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من قد مات من أصحابك، فهكذا يملأ اللّه‏ هذه البريّة قبوراً.

قال: فرميت بنفسي عن دابّتي وعدوت إليه وقبّلت ركابه ورجله، وقلت: أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّكم خلفاء اللّه‏ في أرضه، وقد كنت كافراً، وإنّني الآن قد أسلمت على يديك يا مولاي.

قال «يحيى»: وتشيّعت ولزمت خدمته إلى أن مضى.