عبد الرحمن بن محمد البدري

من ويكي علوي
مراجعة ٢٣:٥٩، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== عبد الرحمن بن محمّد البدري (سنّي / العراق) == ورد في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: أخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن أحمد الصفواني، قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي مولان...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الرحمن بن محمّد البدري (سنّي / العراق)

ورد في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي:

أخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن أحمد الصفواني، قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمّد العسكريّين(عليهما السلام)وحجب بعد الثمانين، وردّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيّام.

وذلك أنّي كنت مقيماً عنده بمدينة الران من أرض آذربايجان، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه على يد أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري، وبعده على ]يد[ أبي القاسم بن روح، فانقطعت عنه المكاتبة نحواً من شهرين، فقلق لذلك.

فبيننا نحن عنده نأكلّ إذ دخل البوّاب مستبشراً، فقال له: فيج العراق لا يسمّى بغيره، فاستبشر القاسم وحوّل وجهه إلى القبلة فسجد ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه، وعليه جبّة مصريّة، وفي رجله نعل محامليّ، وعلى كتفه مخلاة.

فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه، ودعا بطشت وماء فغسّل يده وأجلسه إلى جانبه، فأكلنا وغسلنا أيدينا، فقام الرجل فأخرج كتاباً أفضل من النصف المدرج فناوله القاسم فأخذه وقبّله ودفعه إلى كاتب له يقال له ابن أبي سلمة فأخذه أبو عبد الله ففضّه وقرأه حتّى أحسّ القاسم بنكاية.

فقال: يا أبا عبد الله خير.

فقال: ويحك خرج في شيء.

فقال: أبو عبد الله: ما تكره فلا.

قال: القاسم: فما هو؟

قال: نعي الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوماً، وقد حمل إليه سبعة أثواب.

فقال: القاسم: في سلامة من ديني؟

فقال: في سلامة من دينك، فضحك رحمه الله.

فقال: ما أُؤمّل بعد هذا العمر.

فقام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة أُزُر وحبرة يمانيّة حمراء وعمامة وثوبين ومنديلاً فأخذه القاسم، وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبو الحسن(عليه السلام)، وكان له صديق يقال له عبد الرحمن بن محمّد البدري، وكان شديد النصب، وكان بينه وبين القاسم مودّة في أُمور الدنيا شديدة وكان القاسم يودّه، وقد كان عبد الرحمن وافى إلى الدار لإصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمدانيّ وبين ختنة ابن القاسم.

فقال لشيخين من مشايخنا المقيمين معه أحدهما يقال له أبو حامد بن عمران المفلس والآخر أبو علي بن جحدر: أن أقرأ هذا الكتاب عبد الرحمن بن محمّد فإنّي أحبّ هدايته وأرجو أن يهديه الله بقراءة هذا الكتاب، فقالا له: الله الله الله فإنّ هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف «عبد الرحمن بن

محمّد».

فقال أنا أعلم أنّي مفش لسرّ لا يجوز لي إعلانه، لكن من محبّتي «لعبد الرحمن بن محمّد» وشهوتي أن يهديه الله عزّ وجلّ لهذا الأمر هوذا، أقرئه الكتاب، فلمّا مرّ ذلك اليوم - وكان يوم الخميس لثلاث عشر خلت من رجب - دخل «عبد الرحمن بن محمّد» وسلم عليه، فأخرج القاسم الكتاب فقال له: اقرأ هذا الكتاب وانظر لنفسك، فقرأ «عبد الرحمن» الكتاب فلمّا بلغ إلى موضع النعي رمى الكتاب عن يده وقال للقاسم: يا أبا محمّد اتّق الله فإنّك رجل فاضل في دينك، متمكّن من عقلك، والله عزّ وجلّ بقول:

﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ﴾

وقال: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾

فضحك القاسم وقال له: أتمّ الآية: ﴿إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول﴾، ومولاي(عليه السلام) هو الرضا من الرسول، وقال: قد علمت أنّك تقول هذا ولكن أرّخ اليوم فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرّخ في هذا الكتاب فاعلم أنّي لست على شيء، وإن أنا متّ فانظر لنفسك، فأرّخ «عبد الرحمن» اليوم وافترقوا.

وحمّ القاسم يوم السابع من ورود الكتاب، واشتدّت به في ذلك اليوم العلة . . . ، فلمّا كان في يوم الأربعين وقد طلع الفجر مات القاسم، فوافاه «عبد الرحمن» يعدو في الأسواق حافياً حاسراً وهو يصيح: وا سيّداه، فاستعظم الناس ذلك منه وجعل الناس يقولون: ما الذي تفعل بنفسك؟! فقال: اسكتوا فقد رأيت مالم تروه وتشيّع ورجع عمّا كان عليه، ووقف الكثير من ضياعه