قصر أبي الخصيب
قصر أبي الخصيب
ينسب هذا القصر لأبي الخصيب بن ورقاء أحد موالي أبي جعفر المنصور . ويقع في ظاهر الكوفة على مقربة من قصري الخورنق والسدير ، وقد أشار إليه الشاعر بالقول
يا دير غيّر رسمها * مرّ الشمال مع الجنوب
بين الخورنق والسدير * فبطن قصر أبي الخصيب
فالدير فالنجف الأشمّ * جبال أرباب الصليب
ويبدو من خلال هذه الأبيات أن قصر أبي الخصيب يقع في منتصف المسافة بين الخورنق والسدير ، إذ يقع قصر الخورنق في شماله وقصر السدير في جنوبه
وذكر ياقوت الحموي : أن هذا القصر يقع بين الخورنق والسدير ومن المحتمل أن هذا القصر قد نزل فيه أبو الخصيب فنسب إليه في عهد أبي جعفر المنصور أثناء إقامته في مدينة الكوفة ، أو عند بنائه لمدينة الرصافة الواقعة في ظهر الكوفة وذلك قبيل بناء مدينة بغداد عام 145 ه ، وربما أن قصر أبي الخصيب قد تزامن ذكره في الشعر العربي مع الخورنق والسدير ، فإن بناءه يعود للعصر الجاهلي ، ومن المحتمل أن المنصور أعاد بناءه ، وتولّى الإشراف عليه أبو الخصيب بن ورقاء مولاه . ويقع بين القصور الثلاثة ( الخورنق والسدير وأبو الخصيب ) دير مارت مريم ولعله هو الذي أشار إليه الشاعر في الأبيات المتقدمة بلفظ ( الدير ) وكان يعود إلى عصر المناذرة ، ويشرف على النجف وإليه أشار الشاعر الثرواني بقوله
بمارت مريم الكبرى * وظلّ فنائها فقف
فقصر أبي الخصيب المش * رف الموفي على النجف
فأكناف الخورنق وال * سدير ملاعب السلف
إلى النخل المكمم وال * حمائم فوقه ، الهتف
وتذكر المصادر التاريخية أن لمارت مريم في منطقة النجف ديرين متقابلين بينهما مدرجة الحاج وطريق السابلة إلى القادسية ، وهما مشرفان على النجف . ومن أراد الخورنق عدل عن جادّتهما ذات اليسار . وفيهما يقول الثرواني
دع الأيام تفعل ما أرادت * إذا جادت بندمان وكأس
ومارت مريم والصحن فيه * يلوح حديقة من ورد آس
وظبي من لواحظ مقلتيه * نعاس من فتور لا نعاس
ومحتضن لطنبور فصيح * يغنّينا بشعر أبي نؤاس
وما اللذات إلا أن تراني * صريعا بين باطية وكأس
ويبدو أن دير مارت مريم كان يألفه فتيان الكوفة وظرفاؤها ويقضون فيه وطرا من الأنس والطرب ، وقد سكنه قسّ يقال له ( يوشع ) . فقال فيه بكر بن خارجة
بتنا بمارت مريم * سقيا لمارت مريم
ولقسّنا يحيى المهينم * بعد نوم النوّم
وليوشع والخمرة ال * حمراء مثل العندم