بارق
بارق
يقع موضع ( بارق ) بالقرب من الكوفة ، وقيل : هو جبل بالسواد قريب من الكوفة ويقول المستشرق ماسنيون : هو الحدّ بين القادسية والبصرة . بينما يحدده الشيخ علي الشرقي بالقول : إن منطقة بارق هي الواقعة بين النجف وكربلاء وقد أشار الشاعر الأسود بن يعفر النهشلي إلى بارق ضمن البقعة الجغرافية التي تضم قصور الحيرة الواقعة على متن النجف بقوله :
أهل الخورنق والسدير وبارق * والقصر ذي الشرفات من سنداد
ومما يؤيد هذا أن كسرى لما غزا قبيلة أياد ، ارتحلت هذه القبيلة فنزلت سنداد ونواحيها ، ثم انتشرت ما بين سنداد إلى كاظمة وإلى بارق والخورنق وهذا مما يفند الرأي الذي ذهب إليه أبو الفرج الأصفهاني وياقوت الحموي من أن قبيلة أياد نفيت إلى ( أنقرة الرومية ) ، ولكن الصحيح أنها نفيت إلى ( أنقرة النجفية ) كما أشار إلى ذلك النص المتقدم ، ولعل موضع ( بارق ) يقع بالقرب أنقرة وقصور الحيرة ، كما أشار إلى ذلك الشاعر الأسود بن يعفر . وذكر الدكتور جواد علي وجود أكثر من موضع يحمل اسم ( بارق ) فيقول : إن هناك موضعا آخر لبارق يقع في السواد على مبعدة من الكوفة وقد ورد لفظ ( بارق ) في الحديث النبوي الشريف ، عن عبد اللّه بن عباس :
( الشهداء على بارق نهر في الجنة يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ) ويبدو أنه لا صلة بين الحديث المذكور وموضع ( بارق ) الذي ذهب إليه اللغوي ابن فارس بأنه نسبة إلى بارق والد سعد بن عدي بن حارثة بن امرئ القيس ، وأصبح ولده يقال لهم بنو بارق وقد حدد الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي موقعه بالقول
تذكّرت ما بين العذيب وبارق * مجرّ عوالينا ومجرى السوابق
وذكره أبو العلاء المعري بالقول
ما هاجني البارق من بارق * يوما ولا هزّ لهزان