سورة الحاقة

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٢٠، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة الحاقة'''، هي السورة التاسعة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآيات الأولى للسورة، ويدور محتواها حول ثلاثة محاور: في مسائل وخصوصيات يوم القيامة، وعن مصير الكفّار ومن أنكر يوم ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة الحاقة، هي السورة التاسعة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآيات الأولى للسورة، ويدور محتواها حول ثلاثة محاور: في مسائل وخصوصيات يوم القيامة، وعن مصير الكفّار ومن أنكر يوم البعث، وعن عظمة القرآن الكريم ومقام النبي صلی الله عليه وآله وسلم.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ التي تتحدث عن تنزيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما نسبه إليه المشركون من أنه قد افترى على الله، فنزلت الآية موضحة أنه لو افترى لنكّل الله به أشد تنكيل، وبما أنه لم ينتقم منه، فهو إذن الصادق الأمين.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُويَ عن الإمام الباقر عليه السلام: أكثروا من قراءة الحاقة، فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله، ولن يُسلب قارئها دينه حتى يلقى الله .

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بالحاقة؛ على الآيات الثلاثة الأولى منها؛ والحاقة اسم من أسماء القيامة، سُميت بذلك لأنها الساعة التي يحقّ فيها الجزاء على الأعمال،[١] وآياتها (52)، تتألف من (261) كلمة في (1133) حرف. وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٢]

ترتيب نزولها

سورة الحاقة من السور المكية،[٣] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (78)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (69) من سور القرآن.[٤]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْحَاقَّةُ): القيامة، سُميت بذلك؛ لثبوتها وقطعية وقوعها، أو التي تُحقّ فيها الأمور، أي: تُعرف.
(الْقَارِعَةِ): القيامة، سميت بذلك لأنها تقرع الناس بالأهوال.
(صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ): الصَرصَر: شديد الصوت والبرد، والعاتية: بالغة العنف.
(الْمُؤْتَفِكَاتُ): المنقلبات.
(رَّابِيَةً): زائدة في الشدّة.
(غِسْلِينٍ): غسالة أبدان الكفّار في النار.
(الْوَتِينَ): الوريد: وهو العِرق المتصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه، وقيل: هو عِرق يسقي الكبد إذا انقطع مات صاحبه.[٥]

محتواها

يتلخّص موضع سورة الحاقة حول ثلاثة محاور:

الأول: وهو أهم محاور هذه السورة، يرتبط بمسائل يوم القيامة، وبيان خصوصياتها، وقد وردت فيه ثلاثة أسماء من أسماء يوم القيامة وهي: (الحاقة، والقارعة، والواقعة).
الثاني: تدور أبحاثه حول مصير الأقوام الكافرين، خصوصاً قوم عاد وثمود وفرعون، وتشتمل على إنذارات شديدة لجميع الكفّار ومنكري يوم البعث والنشور.
الثالث: يتحدث حول عظمة القرآن الكريم، ومقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وجزاء المكذّبين.[٦]

آياتها المشهورة

  • قوله تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ[٧] جاء في كتب التفسير: إنّ محمداً منزه عما ينسبه إليه المشركون من الافتراء على الله، ولو تعمّد ذلك لانتقم الله منه، ونكّل به أشدّ تنكيل، وبما أنّ الله لم يفعل ذلك بمحمدٍصلى الله عليه وآله وسلم فهو إذن الصادق الأمين، والمفترون هم المشركون الذين نسبوا الافتراء إليه.[٨]

وفي تفسير البرهان وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام إنه قال: «لما قال النبي صلی الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فعليٌ مولاه؛ قال العَدَوي: لا والله ما أمره الله بهذا، وما هو إلا شيء يَتَقوّله، فأنزل الله تعالى هذه الآية».[٩]

كرامة الإمام علي (ع)

قوله تعالى: لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ،[١٠] قال المفسرون: إنّ قوله تعالى (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً) هي أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقوله تعالى (تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سألت ربي أن يجعلها أُذن علي، وكان علي عليه السلام يقول: ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً فنسيته.[١١]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا كُتبت وعُلّقت على حامل، حَفِظت الجنين، وإذا سُقيَ منها الولد ذكّاه وسلّمه الله تعالى، ونشأ أحسن نشوء بإذن الله تعالى».[١٤]


قبلها
سورة القلم
سورة الحاقة

بعدها
سورة المعارج

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت - لبنان، مؤسسة الميرة، ط 1، 1430 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية


قالب:الجودة

  1. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 320.
  2. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1258.
  3. الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 90؛ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 621.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  5. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 289-310.
  6. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 358.
  7. سورة الحاقة: 44-45-46.
  8. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 410.
  9. البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 26-27.
  10. سورة الحاقة: 12.
  11. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 79؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 412-413.
  12. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1685.
  13. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 621.
  14. البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 17.