زين الحبشي

من ويكي علوي
مراجعة ٠١:٤٣، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= زين الحبشي = (شافعي / أندونيسيا) ولد في أندونيسيا، وترعرع في مدينة "جاكرتا" في أسرة شافعيّة المذهب، وواصل حياته في ظلّ هذا المذهب من دون أن يطرء على باله بأنّه يعيش حالة التقليد الأعمى لأسلافه، وأنّه لم يشيّد مرتكزاته العقائدية على ضوء الدليل والبرهان، وأنّه...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

زين الحبشي

(شافعي / أندونيسيا)

ولد في أندونيسيا، وترعرع في مدينة "جاكرتا" في أسرة شافعيّة المذهب، وواصل حياته في ظلّ هذا المذهب من دون أن يطرء على باله بأنّه يعيش حالة التقليد الأعمى لأسلافه، وأنّه لم يشيّد مرتكزاته العقائدية على ضوء الدليل والبرهان، وأنّه يتبع أقوال كبار قومه من دون أي إعمال عقل، وأنّه يؤمن بأن ما ورثه من آبائه كلّه من المسلّمات التي لا تخضع للنقد أبداً.

وبقي "زين الحبشي" على هذه الحالة حتّى استبصر أحد اصدقائه، فاستغرب وغضب غضباً شديداً وذهب إليه وقال له: كيف تسمح لنفسك أن تترك الحقّ وتتّجه نحو الضلال!

ـ ما هو الدليل على أحقّية ما ورثناه ليكون المخالف له باطلاً وضلالاً.

ـ إنّ هذه العقيدة ورثناها من آبائنا، وهل يشكّ أحد بأنّ آباءنا كانوا على ضلال.

ـ إذا كان الأمر كذلك، فاليهودي الذي ورث الديانة من آبائه يكون على الحقّ، والمسيحي الذي ورث الديانة المسيحية من آبائه على الحقّ، ويكون البوذي الذي ورث هذه الديانه من آبائه على حق، لأنّ جميع هؤلاء ورثوا عقائدهم من آبائهم!

استمر الحوار فترة طويلة، ثمّ انقضت الجلسة من دون أن يشعر أي أحد من طرفي الحوار بالاستياء، لأنّ الحوار كان مبتنياً على الأصول الصحيحة، وذهب صديق "زين الحبشي" لشأنه وهو يشعر بالارتياح نتيجة أداء وظيفته الدينية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذهب "زين الحبشي" أيضاً لشأنه وهو يشعر بضرورة اهتمامه بالبحث ولزوم تحرّره من التقليد الأعمى الذي هو عليه.

الاهتمام بالبحوث العقائدية:

خصّص زين الحبشي بعد ذلك اللقاء وقتاً لنفسه للبحث في الصعيد العقائدي، وبدأ يبحث عن الشخصيّات العلمية التي يستطيع أن ينتفع بها خلال البحث والتنقيب.

وواجه "زين الحبشي" العديد من المصاعب في هذا المجال منها عدم تعوده على البحث.

ثانياً: مواجهته للعديد من العقبات في طريقه إلى البحث منها انشغاله بالأمور المعاشية وعدم توفير الجوّ المناسب لذلك، والأصعب من ذلك أنّه كان يرى ازدياد شبهاته بمقدار ازدياد دراسته وبحثه في الصعيد العقائدي، وكانت هذه الشبهات تشكلّ ضغطاً نفسياً عليه وتدعوه إلى الوصول إلى حلّ الإشكال .

وعلى الرغم من جميع المصاعب التي واجهها "زين الحبشي" لم يفتر قط، وواصل طريقه بجد وبذل غاية جهده لاقتحام العقبات وإزالة الموانع وحلّ المشاكل التي واجهها في سبيل معرفته للحقّ، وبمرور الزمان، شعر "زين الحبشي" بثمرة بحثه، فبدأت الحقائق تتكشف له واحدة تلو الأخرى، وكان يشعر زين الحبشي بالسرور والفرح عندما كان يصل في قضية من القضايا إلى النتيجة المطلوبة، وكان يدرك حينئذ قيمة الفكرة التي ينتمي إليها ويعرف الأسباب التي دفعته للاعتقاد بها.

نتائج على غير ما يرام

إنّ المشكلة الأخرى التي واجهها "زين الحبشي" هي أنّ النتائج التي كان يصل إليها من خلال البحث، لم تكن دائماً على ما يروم وما يهوى، بل كانت النتيجة تأتي في بعض الأحيان على خلاف المشهور في أوساطه بل على خلاف الرأي السائد عند أهل السنّة، فكان يعيش "زين الحبشي" حالة التردّد، ويسأل نفسه: هل يمكن التصديق بأنّ جميع علماء مذهبنا مخطئين واكون أنا الصائب في النتيجة التي حصلت عليها خلال البحث.

ولهذا كان يكرّر "زين الحبشي" بحثه ويدقّق في مقدّمات بحثه مرّة أخرى، فإذا كانت النتيجة كما حصل عليها فيما سبق يأخذ بها، لأنّه كان يقول مع نفسه: إنّ الله سوف يحاسبني فإذا قال لي لماذا اتّبعت هذا الرأي العقائدي، فأقول له: بحثت في هذا المجال، وتوصّلت إلى هذه النتيجة. وكان يفكر ويقول في نفسه بأنّ هذا القول أفضل من تركه، وذلك بسبب الأدلة التي توصّل إليها، لأنّ الله تعالى لا يحبّ من يقول له: هذا ما ورثته من آبائي، أو هذا ما أخذته من الآخرين نتيجة اتّباعي الأعمى لهم، لأنّ الله تعالى سيقول له ألم أجعل لك عقل تفكّر به، فلماذا جمدّت عقلك وتوجّهت نحو التقليد وأنت تعلم عدم جواز التقليد في الصعيد العقائدي.

ومن هذا المنطلق واصل "زين الحبشي" بحثه، وتقبّل النتائج التي كانت على غير مرامه، وكان يتحاور مع صديقه المستبصر في بعض الأحيان، واستمرّ على هذا المنوال في بحثه ثم توجّه نحو البحث المقارن وجعل يقارن بين عقائد أهل السنة وعقائد الشيعة، حتّى توصّل إلى هذه النتيجة بأنّ دعم أهل البيت(عليهم السلام)لمذهب التشيع أدّى إلى صيانة هذا المذهب من الانحراف والوقوع في أودية الضلال.

وعرف "زين الحبشي" بأنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام) هو المذهب الوسط بين الإفراط والتفريط، وتجلّت له هذه الحقيقة بصورة واضحة عندما اطّلع على نفي أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) للجبر والتفويض واعتقادهم بالأمر بين الأمرين.

الأمر بين الأمرين:

عرف "زين الحبشي" خلال بحثه بأنّ عقيدة الأشاعرة فيما يخصّ أفعال العباد تستلزم الجبر لأنّهم يقولون بأنّ الله خالق كلّ شيء ولا يوجد خالق غيره، ويقولون بأنّ قدرة الإنسان لا تأثير فيها في صدور الفعل منه، ويقولون بأنّ العبد لا دور له إلاّ كسب الفعل الذي يخلقه الله وبما أنّهم يقولون بأنّ الله خالق كلّ شيء فلازمه قولهم أن يكون الله تعالى هو الخالق للكسب فلا يكون للإنسان أيّ دور في أفعاله، فيكون الإنسان أداة يحرّكها الله تعالى كيفما يشاء، وهذا ما يعني الجبر.

وأما التفويض فهو الرأي الذي ذهبت إليه المعتزلة، فقالت بأنّ الله تعالى فوّض إلى العباد مسألة خلقهم لأفعالهم، فالعبد مستقل بإيجاد أفعاله وفق مشئيته، ولكن يرد على هذا الرأي بأنّه ينافي أصل احتياج الإنسان إلى الله عزّ وجلّ، وهو يوجب الاعتقاد بأنّ الله تعالى عاجز في تدبير أمر خلقه وإدارة شؤونهم.

كما أنّ التفويض يستلزم الشرك في الخالقية، لأنّه يوجب الاعتقاد بوجود خالقين مستقلين أحدهما الله عزّوجل والثاني الإنسان الذي يكون خالقاً مستقلاً وغير محتاجاً إلى الله في بقائه.

وأما مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فهو يتمثّل في المقولة المشهورة للإمام الصادق(عليه السلام)حيث قال: "لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين"

ومعنى "الأمر بين الأمرين" ـ كما قال الشيخ المفيد بـ "إنّ الله تعالى أقدر الخلق على أفعالهم ومكّنهم من أعمالهم، وحدّ لهم الحدود في ذلك ... فلم يكن بتمكينهم من الأعمال مجبراً لهم عليها، ولم يفوّض إليهم الأعمال لمنعهم من أكثرها، ووضع الحدود لهم فيها وأمرهم بحسنها ونهاهم عن قبيحها، فهذا هو الفصل بين الجبر والتفويض"

أتّباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام):

إنّ النورانية التي وجدها "زين الحبشي" في علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)أنارت له الطريق وهدته إلى سواء السبيل وأرشدته إلى اتّباع الحقّ، فأعلن "زين الحبشي" استبصاره بعد اقتناعه الكامل بأحقيّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)ثم التحق بالمعهد الإسلامي في مدينة "بانجيل" ثمّ جنّد نفسه إلى إرشاد الآخرين وهدايتهم إلى سواء السبيل.