أحمد عارفين
أحمد عارفين
(شافعي ـ أندونيسيا)
ولد في أندونيسيا ونشأ في مدينة "بانجيل"، كان شافعي المذهب، ولكنّه على أثر التتبّع والبحث اكتشف بأنّه بحاجة إلى إعادة النظر في مرتكزاته العقائديّة، ليكون على بصيرة من أمر دينه، فواصل البحث حتّى لاح لبصره أنوار العلوم، والمعارف التي ورثها أهل البيت(عليهم السلام) من الرسول(صلى الله عليه وآله)، والتي حاولوا أن يحافظوا عليها من تلاعب الأهواء والمغرضين الذين أرادوا أن يجعلوا الدين جسراً لتحقّق مآربهم الدنيويّة.
تعيين النبيّ للوصيّ من بعده:
وجد "أحمد عارفين" بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أعلن في العديد من المواقف بأنّ عليّ بن أبي طالب هو إمام الأمّة وقائدها وهو الخليفة من بعده ومن هذه النصوص:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمام بني هاشم وقد أخذ برقبة علي بن أبي طالب: "هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا"
ولا يخفى بأنّ النبيّ لا يقول شيئاً من تلقاء نفسه وإنّما هو تابع لأوامر الله تعالى، وقد أكدّ القرآن الكريم على هذه الحقيقة في العديد من المرّات حيث جاء فيه:
{قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي}
{إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}
ومن هنا يمكن الاستنتاج بأنّ تنصيب النبيّ(صلى الله عليه وآله) الإمام علي(عليه السلام) خليفة من بعده كان بأمر من الله تعالى.
وقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}
ولهذا فالحديث عن مسألة الشورى واجتماع الأمّة حول اختيار الخليفة بعد رسول الله كلام لا طائل تحته، وهو أمر يعارض القرآن والسنّة، وإنّما يجب على الأمّة في هذا الأمر أن تتّبع أوامر الله تعالى، فمن التزم بأوامر الله تعالى فقد اهتدى، ومن لم يلتزم فإنّه لم يضر إلاّ نفسه.
التسليم لأمر الله تعالى:
وجد "أحمد عارفين" بعد البحث بأنّه يجب أن يستسلم لأمر الله تعالى في أمر خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإنّ اتباع الأكثريّة في هذا المجال لا يرشده إلى الحق، وقد قال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}
ومن هذا المنطلق أعلن "أحمد عارفين" استبصاره واتبّاعه لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)سنة 1410هـ (1990م)، ثمّ التحق بالمعهد الإسلامي في مدينة "بانجيل"، ثمّ طلباً للمزيد من معارف أهل البيت(عليهم السلام) وارتقاء لمستواه الديني هاجر إلى إيران لطلب العلم من خلال انتسابه إلى المركز العالمي للدراسات الإسلاميّة في مدينة قم، وبقي فيها فترة ليحيط علماً بأصول وفروع دينه، وليؤهّل نفسه بعد ذلك لخدمة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)ثمّ عاد إلى وطنه وشرع بالتدريس في معهد الهادي في مدينة "بكلونجن".