ماريو مدينا
ماريو مدينا (عبد الحقّ)
(مسيحي / أمريكا)
ولد سنة 1978 م في مدينة "بروكلاين" في أمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة كاثوليكيّة ، ثمّ تعرّف على الإسلام ومذهب أهل البيت(عليهم السلام) بعد قراءته لبعض الكتب الإسلاميّة ، ولقائه ببعض المسلمين الشيعة ، ثمّ أعلن استبصاره سنة 2001 وسمّى نفسه "عبد الحقّ".
عوامل الصحوة في العالم الإسلاميّ:
رأى "ماريو" بعد استبصاره بأنّ العالم الإسلاميّ قد عاش في القرون المتأخّرة حالة السبات والذهول عن عظمة الإسلام ودوره الرساليّ والقياديّ في الحياة ، وهذا ممّا أدّى إلى تضييع مكانة الإسلام العلميّة والثقافيّة ، وحوّل الأمّة الإسلاميّة من أمّة رائدة في الصعيد الفكريّ والثقافيّ والحضاريّ إلى أمّة متخلّفة تقلّد غيرها ، وتستورد الأفكار والنظريّات من الخارج.
فاستاء "ماريو" لذلك ، وحاول البحث من أجل معرفة عوامل اليقظة في العالم الإسلاميّ ، ووجد على رغم وجود التخلّف في العالم الإسلامي ، أنّ روح النهضة واليقظة والتحرّر بدأت تدبّ في هذا العالم ، فأحبّ أن يبحث ; ليتعرّف على كيفيّة دعم هذه الحركة ، وتقويتها في صعيد الأمّة الإسلاميّة ومن خلال البحث عرف "ماريو" بأنّ من أهمّ عوامل الصحوة في العالم الإسلاميّ هي مواقف علماء الإسلام والحوزات الدينيّة ; لأنّها تلقي بذرة الوعي والإحساس بالمسؤوليّة بين المسلمين ، كما أنّ للمبلغين وخطباء المساجد والمنابر المنتشرين في المدن والقرى والأرياف الأثر البالغ في حفظ الإسلام ، وربط المسلمين بعقيدتهم.
والأمر الآخر الذي ينبغي أن يعيه المسلم هو فشل القوانين والأنظمة المستوردة ، وعجزها عن حلّ مشكلة الإنسان المسلم ، ولهذا ينبغي للجمعيّات الإصلاحيّة والمدارس الدينيّة أن تغرس هذه الفكرة في أذهان المسلمين ، وعليها أن تقوم بمكافحة الفساد والانحطاط الأخلاقيّ عن طريق تعليم أبناء المسلمين وتثقيفهم بالثقافة الإسلاميّة ، وبثّ الوعي الإسلاميّ.
كما ينبغي للهيئات والحركات الإسلاميّة أن تقف بوجه الغزو الفكريّ لبلاد المسلمين ، وينبغي للكتّاب والمفكّرين الإسلاميّين ودور النشر والثقافة الإسلاميّة أن تساهم بصورة فعّالة في نشر العلوم والمعارف والثقافة الإسلاميّة ; لتتمكّن بذلك من مجابهة الهجمة الثّقافية المادّية والعلمانيّة ، والموجة الانحرافيّة التي سبّبتها عوامل التخلّف والانحراف.. كما ينبغي لهؤلاء أن يغنوا الفكر الإسلاميّ ، ويساهموا في إعداد جيل جديد مزوّد بعناصر اليقظة والنهوض الفكريّ.
ومن هذا المنطلق سيتمكّن كلّ مسلم من تحديد المشاكل التي يعاني منها الفرد والمجتمع ، وسيطّلع كلّ مسلم على عناصر النهوض بوضوح ، فيمهّد له ذلك السعي لوضع العلاج لكلّ مشكلة تواجه عمليّة ارتقاء مستوى الفكر الإسلاميّ.
ومن جهة أخرى فإنّ المستبصرين أيضاً ينبغي لهم أن ينشروا المعارف الإسلاميّة بين أبناء مناطقهم ، وعليهم أن يدرؤا الشبهات العالقة في أذهان من حولهم حول الإسلام ; ليتمكّنوا من تصحيح أفكار الآخرين أزاء الدين الإسلاميّ القويم.