كوردير
كوردير (رضا)
(مسيحيّ/ أمريكا)
ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة ، ثمّ حصل على شهادة جامعيّة ، ثمّ تعرّف على الدين الإسلاميّ خلال لقائه بشخص مسلم ، فدفعه هذا الأمر إلى البحث حول الإسلام حتّى آل به الأمر إلى اعتناق الدين الإسلاميّ الحنيف.
البحث عن السعادة:
عرف "كوردير" خلال حواره مع صديقه المسلم بأنّ قيمة الحياة بالنسبة للإنسان تتوقّف على نيله للسعادة ، والسعادة لا يمكن الوصول إليها بتوفّر القضايا المادّيّة فحسب ، فكم يوجد هنالك ممّن يمتلكون من وسائل التطوّر المادّي ، ومن لوازم الإشباع الغريزيّ ، ولكنّهم مع ذلك يعانون أقصى حالات الشعور بالشقاء ويعيشون أخطر أزمات التوتّر النفسيّ بحيث قد يدفعهم ذلك إلى الانتحار والتخلّص من الحياة. وسبب هذا الشقاء هو أنّ هؤلاء يعيشون في فراغ نفسيّ قاتل ، ويبحثون عن حقيقة مجهولة لا يمكنهم الوصول إليها فيتخبّطون في الظلام ، ولا يكون حصادهم سوى الشعور بالمعاناة والألم النفسيّ على الرغم من توفّر عوامل الإشباع المادّيّ عندهم.
وقد شاهد "كوردير" هذه الحقيقة في أمريكا ، ورأى العديد من الغارقين في أوحال الحضارة المادّية يعيشون أزمة القلق والضياع والشعور بالمعاناة ، وهم يبحثون عن سعادتهم في وسائل الإشباع المادّيّ فلا يجدونها ، فيدفعهم ذلك إلى الهروب إلى عالم الخيال ، ودفن الواقع في مقبرة الوهم ، ويحاولون التخلّص من الجحيم الذي هم فيه باستخدام المخدّرات.
كما أنّ "كودرير" التقى بالعديد من الأمريكيّين الذي يمتلكون جميع وسائل الإشباع المادّيّ ، ولكنهم لا يستطيعون النوم إلاّ بالأقراص والعقاقير المنوّمة ، وهم يعانون من شتّى أمراض الأعصاب والأمراض النفسيّة.
واستمر "كوردير" في بحثه عن السعادة ، فأدرك في نهاية المطاف بأنّ السعادة لا تأتي عن طريق الإشباع المادّيّ ، وأنّ الذي يبحث عن السعادة في المتع الدنيويّة ، فإنّه يدور في فراغ بائس ، ويهيم في عالم من الخواء والشقاء المروّع.
نيل السعادة الحقيقيّة:
توصّل "كوردير" في نهاية مطاف بحثه إلى هذه النتيجة: وهي أنّ السعادة الحقيقيّة تكمن في الإيمان بالله تعالى ، واتّباع صراطه المستقيم ، ودينه الحقّ ; لأنّ هو السبب الوحيد الذي يدفع الإنسان إلى الشعور بالرضا والغبطة والسرور.
وقد قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
وقال عزّ وجلّ أيضاً: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب}
ومن هذا المنطلق اندفع "كوردير" نحو البحث عن الدين الإلهيّ الصحيح الذي قد ارتضاه الله تعالى لعباده ، وكانت نتيجة البحث أنّه اقتنع بالحجج والبراهين التي بيّنها له صديقه المسلم ، فأعلن بعد ذلك استبصاره ، ثمّ سمّى نفسه "علي رضا" ، تيمناً باسم ولقب الإمام الثامن "عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)".