روبرت تايلور
روبرت تايلور (علي إمامي)
(مسيحيّ / أمريكا)
ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة ، وحصل على شهادة جامعيّة أهّلته للعمل في مجال تقنية صناعة الطيران.
إلمامه بعظمة القرآن:
تعرّف "روبرت" على الإسلام عن طريق لقائه بأحد علماء الشيعة خلال سفره إلى إيران ، ثمّ دفعه حبّ الاستطلاع إلى قراءة القرآن الكريم ، فوجد في كلّ موضوع من القرآن آيات تحرّض الإنسان على فعل الخير.
كما وجد "روبرت" أنّ القرآن صحّح الكثير من الأخطاء التي كانت البشريّة تتخبّط فيها، وأنّه دعا إلى طلب العلم ، وشجّع الناس إلى رفع مستواهم المعرفيّ; لئلاّ يقعوا في مصائد شياطين الإنس والجنّ.
والأمر الذي دعا "روبرت" إلى الاستغراب هو أنّ هذا القرآن على الرغم من مضي أربعة عشر قرناً عليه ، فإنّه قادر على التلاؤم مع زماننا المعاصر ، وفيه الكثير من القضايا العلميّة المنسجمة مع مبادىء العلوم العصريّة.
وشعر "روبرت" خلال قراءته للقرآن أنّ هذا الكتاب يمنحه العلم والحقّ والخير والأهداف السامية ، وأنّه يدفع القارىء إلى تشغيل عقله بكلّ ما فيه من طاقات ويدعوه إلى التفكّر والتأمّل والتدبّر، وإلى كلّ ما يؤدّي إلى تنمية العقل.
فالقرآن يعلّم البشرية كيف يعيشون في هذه الحياة ، وكيف يوحّدون صفوفهم ويجمعون كلمتهم ، وكيف يتعاملون مع ربّهم عن طريق التحلّي بالصفات الحسنة، والتمسّك بالمثل العليا.
وكان "روبرت" يعاني خلال اعتناقه للديانة المسيحيّة من إفراط هذه الديانة في الجانب الروحي ، ولكنّه وجد القرآن يبسط أمام الإنسان طريقاً وسطاً لا تتجرّد فيه الروح عن البدن ولا البدن عن الروح ، بل يكون وسطاً بين المادّة والروح ، ويدفعه إلى الاهتمام بشؤون بدنه على أن لا ينسى أنّه كائن روحي قبل كلّ شيء.
ولهذا فإنّ القرآن ليس كتاب دين فقط ، بل هو أعظم هاد إلى سعادة الفرد والمجتمع ، وهو القانون العام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو صالح لكلّ زمان ومكان، وأنّ المسلمين لو تمسّكوا به حقّاً لأصبحوا سادة للامم ، ولكن المشكلة أنّهم لا يلتزمون بما جاء به القرآن.
تأثّره بالاسلام لا بالمسلمين:
كان "روبرت" يدرك أنّ الإسلام شيء ، والمسلمين شيء آخر ، وأنّ المسلمين لا يمثّلون الإسلام إلاّ بعد التزامهم الكامل بالتعاليم التي جاء بها الإسلام ، وينبغي للباحث الموضوعيّ أن لا ينسب الأخطاء الموجودة في المسلمين إلى الإسلام ; لأنّ المسلم قد يكون غير ملتزم بدينه ، فهو يتحمّل مسؤولية عمله ، ولا يحقّ له أن يُعمّم الخطأ وينسبه إلى الإسلام.
وعرف "روبرت" أنّ الذي زرع القناعة الكاملة في نفسه بأحقيّة الإسلام هو الدليل والبرهان ، وهذا ما ألزمه التمسّك بهذا الدين ، وإذا كان بعض المسلمين بعيدين عن دينهم ، فلا ينبغي أن يؤثّر ذلك فيه ، بل عليه أن يكون بنفسه المسلم الملتزم بالتعاليم الإسلاميّة.
ومن هذا المنطلق أعلن "روبرت" اعتناقه للإسلام ، ثمّ توجّه إلى نشر المبادىء الإسلاميّة ، وكان دائماً يحثّ المسلمين الذين يلتقي بهم على أن يكونوا زيناً للإسلام ، وأن لا يكونوا سبباً في تشويه صورة الإسلام أمام الآخرين.