جونتر هيرمان
جونتر هيرمان (حسين إيماني)
(مسيحيّ / ألمانيا)
ولد في ألمانيا ، ونشأ في أسرة أملت عليه الديانة المسيحيّة ، فبقي على انتمائه العقائديّ الموروث من دون الاهتمام بالبحث عن صحّة هذه المعتقدات أو خطئها ، ثمّ عمل في مجال الهندسة واقتصرت اهتماماته الفكريّة بالدراسات الأكاديميّة فحسب.
الاهتمام بالدين:
نشأ اهتمام "جونتر هيرمان" بالأمور الدينيّة بدءاً من التقائه بأحد علماء الشيعة ، ومن ذلك الحين بدأ "جونتر" يعي ما للدين من أهميّة في البناء النفسيّ والأخلاقيّ للإنسان وماله من دور أساسيّ في صيانة صاحبه من أزمات التوتّرات النفسيّة الناشئة من الفراغ العقائدي والفكريّ الذي يعاني منه.
ومن هنا أدرك "جونتر هيرمان" بأنّ الفكر المادّي على الرغم من وصوله إلى الدرجات العليا في التطوّر المادّي والإشباع الغريزي لكنّه لم يستطع أن يمنح السعادة للبشريّة ، ولهذا يبقى أتباع هذا التّيار في الفراغ نتيجة عدم إشباع فطرتهم الروحيّة ، ولهذا يبحث هؤلاء في دائرتهم المادّيّة عن الحقيقة ، ولكنّهم لا يهتدون إليها ، فيبقون في حالة التخبّط والشعور بالمعاناة والألم النفسي، على الرغم من انهماكهم في الملذّات الدنيويّة.
وبمرور الزمان أدرك "جونتر هيرمان" بأنّ الدين هو الذي يضمن للإنسان السعادة، وهو الذي يفتح آفاق رؤية الإنسان على عوالم فوق المادّة بحيث يدرك الإنسان أنّه فوق الأمور المادّيّة، وأنّه مخلوق لم يخلق ليعيش في أسر الأمور المادّية فحسب.
في رحاب الدين الإلهي:
تغيّرت منهجيّة تفكير "جونتر هيرمان" وذلك نتيجة انفتاح عقله على الساحة الدينيّة ، فاستنارت بصيرته بنور المعارف الإلهيّة ، لكنّه مع ذلك أدرك بأنّ هذا الطريق لا يخلو من أناس يحاولون جعل الدين مطيّة للوصول إلى مآربهم الدنيويّة ، فأملى عليه ذلك توخّي الحذر في البحث عن الدين الإلهيّ الذي يمثّل إرادة اللّه تعالى، ويعكس الصورة الحقيقيّة لما ابتغاه الله تعالى لفلاح البشريّة.
فواصل "جونتر هيرمان" بحثه حتّى أدرك في نهاية المطاف بأنّ الدين الإسلاميّ هو الدين الذي أنزله البارىء تعالى على رسوله محمّد بن عبدالله(صلى الله عليه وآله وسلم)لينقذ البشريّة من الضلال.
ثمّ تبيّن له خلال دراسته للتاريخ الإسلاميّ ما واجه عترة الرسول(عليهم السلام) من ظلم واضطهاد وتشريد من قبل السلطات الجائرة التي استولت على منصّة الحكم بعد اغتصابها للحكم الإسلاميّ ، وكان من أشدّ هذه المظلوميّات التي تأثّر بها "جونتر هيرمان" هي مظلوميّة الإمام الحسين(عليه السلام)، فاستاء لذلك وعرف السرّ الكامن وراء هجران أهل السنّة والجماعة لأهل البيت(عليهم السلام) ، وعرف الدور السلبيّ الذي لعبه حكّام بني أميّة وبني العبّاس لتحريف الدين وإبعاد الناس عن أهل البيت (عليهم السلام).
ومن هذا المنطلق استبصر "جونتر هيرمان" واعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، ثمّ غيّر اسمه ، وسمّى نفسه باسم سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).