محمد نبي البلخي
محمّد نبي البلخي
(حنفيّ / أفغانستان)
ولد حوالي سنة 1934 م في بلدة "كامرد" من أب حنفيّ يدعى "محمّد سوراب" وأمّ شيعيّة من أسرة تعرف بـ"تاجيك" ، ثمّ قرأ القرآن وكتب اللغة والأدب في المكتب ، ثمّ التحق بمدرسة "ايوبك" لدراسة الفقه الحنفي على يد المولوي "قاري سيلان" ودرس الكثير من الكتب منها: فقه الجيلاني والمختصر وقدوري وشرح الوقاية.
تعرفه على مذهب التشيّع:
لم يكن "محمّد نبي البلخي" غريباً عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ، فقد كانت أمّه تحدّثه عن فضائل الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، وتدعوه إلى الاعتقاد بهم والتمسّك بتعاليمهم ; لكنّه كان تابعاً لمذهب أبيه الحنفيّ ، وكان يرى بأنّ المذاهب الإسلاميّة الصحيحة هي المذاهب الأربعة المعروفة التي نالت الصفة الرسميّة من قبل الحكّام ، حيث اعترفوا بهذه المذاهب وروّجوا لها ، ولم يجيزوا التعبّد بغيرها.
مع ذلك لم يكن "محمّد نبي البلخي" ممّن يعيش حالة الاتّباع الأعمى لكلّ ما يقرأه في كتب مذهبه، فقد لفت نظره في احدى أيّام الدراسة وجود مثل هذه العبارة في كتاب "قدوري": "إنّ جلد الكلب يطهر بالدباغة ، أمّا جلد الخنزير والإنسان فلا يطهران بتاتاً" ، فتعجّب من ذلك وقال في نفسه: هل الإنسان أنجس من الكلب وأخبث؟!
توسّله بالإمام علي (عليه السلام):
تعرّض "محمّد نبي البلخي" ذات يوم لمرض "التيفوس" وزادت عنده الحمّى بحيث لم يستطع التنفّس إلاّ بصعوبة بالغة ، وفي اليوم الثالث انقطع رجاؤه من الحياة ، فتذكّر كلام أمّه حول توسّل الشيعة بالإمام علي(عليه السلام) عند الشدائد، فتوجّه إلى الإمام علي(عليه السلام)بتواضع، وجعله الوسيلة إلى الله تعالى ، فنادى من أعماق قلبه ثلاث مرّات: اغثني يا امير المؤمنين. وفي المرّة الثالثة أحسّ بتحسّن حاله ، وتصبّب منه العرق حتّى ابتلّت ثيابه ، ثمّ غادرته الحمّى فوراً ، واستطاع القيام من فراش المرض ، فنذر زيارة المزار المشهور المنسوب لأمير المؤمنين(عليه السلام)في بلدة "مزار شريف" في شمال أفغانستان ، وبقي فيه عدّة أيّام ثمّ اشتدّت علاقته الروحيّة بأمير المؤمين علي ابن أبي طالب(عليه السلام) حتّى رآه في المنام، وهو يدعوه إلى أتّباع الطّريق المستقيم.
بحثه عن الحقيقة:
قرّر "محمّد نبي البلخي" بعد ذلك أن يعيد النظر في معتقداته الموروثة وأن يبذل غاية جهده لمعرفة المذهب المنسوب للإمام علي(عليه السلام).
ومن هذا المنطلق دخل "محمّد" في رحاب التشيّع ، وكان يوم بعد آخر يزداد محبةً للإمام علي(عليه السلام) نتيجة معرفته لمكانته وفضائله ومواقفه وسيرته.
ولم تمض فترة حتّى أعلن "محمّد" تشيّعه ، وكان ذلك سنة 1956 م ، ثمّ التحق بالحوزة العلميّة ليزداد إلماماً بعلوم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام).