محمود أحمد إبراهيم

من ويكي علوي
مراجعة ٢٣:٤٩، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= محمود أحمد إبراهيم = (شافعي / إثيوبيا) ولد في مدينة "جودي" ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، وبقي على تقليده للموروث العقائدي الذي تلقّاه من سلفه حتّى تهيّأت له أسباب أنارت بصيرته بحقائق دفعته إلى تغيير انتمائه المذهبي. == اليقظة الفكريّة: == كان "محمود أحمد"...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمود أحمد إبراهيم

(شافعي / إثيوبيا)

ولد في مدينة "جودي" ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، وبقي على تقليده للموروث العقائدي الذي تلقّاه من سلفه حتّى تهيّأت له أسباب أنارت بصيرته بحقائق دفعته إلى تغيير انتمائه المذهبي.

اليقظة الفكريّة:

كان "محمود أحمد" يعيش حياته الطبيعيّة مع الالتزام بالفكر الدينيّ الذي أملته عليه الأجواء التي ترعرع فيها ، ولم يخطر على باله ضرورة غربلة موروثه العقائديّ ، فكان محصوراً في دائرة التقليد الأعمى ، حتّى استبصر أخوه محمّد أحمد إبراهيم فتفاجأ لذلك ، وبطبيعة الحال دارت بينه وبين أخيه المستبصر مجموعة حوارات عقائديّة حول أسباب ودوافع التحوّل من المذهب السنّي إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ولكنّها لم تكن مثمرة; لأنّ "محمود أحمد" لم يكن لديه الأدلّة التي يستطيع أن يدافع بها عن العقائد التي يتمسّك بها.

التحرّر من التقليد الأعمى:

إنّ الحوارات التي دارت بين "محمود أحمد" وأخيه المستبصر كشفت له بأنّه يعيش في دائرة التقليد الأعمى ، وأنّه في الواقع متمسّك بمجموعة معتقدات ورثها من آبائه من دون الإلمام بأدلّتها وبراهينها.

وهذا ما دفعه إلى التحرّر من التقليد الأعمى، والتوجّه إلى البحث والمطالعة من أجل امتلاك قدرة الدفاع عن أصول ومبادئ العقيدة التي ينتمي إليها .

مودّة أهل البيت(عليهم السلام):

وجد "محمود أحمد إبراهيم" من خلال بحثه العقائدي أنّ القرآن والسنّة النبويّة الشريفة قد أولت اهتماماً كثيراً بمسألة مودّة أهل البيت(عليهم السلام) منها:

ورد أنّه عندما نزلت الآية: { قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى } قيل يا رسول اللّه ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم؟ قال: "عليّ وفاطمة وابناهما".

وورد أنّ أعرابيّاً جاء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا محمّد، أعرض عليّ الإسلام ، فقال: "تشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله" ، قال : تسألني عليه أجراً؟ قال : "لا ، إلاّ المودّة في القربى" ، قال: قرباي أو قرباك ؟ قال: "قرباي" ، قال: هات أبايعك ، فعلى من لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة اللّه ، قال(صلى الله عليه وآله وسلم): "آمين".

ولهذا أنشد ابن العربي:

رَأَيْتُ ولاَئِي آل طه فضيلةً على رغم أهلِ البعد يورثني القربا
فَما سَأل المبعوث أجراً على الهدى بتبليغه إلاّ المودّة في القربى(4)

الالتفات إلى الحقيقة:

إنّ هذه النصوص وغيرها تؤكّد على أهميّة مودّة أهل البيت (عليهم السلام)، وتبعث في قرارة كلّ باحث الاستفسار عن سبب هذا الاهتمام من قبل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).

وبقليل من التأمل يفهم الباحث أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقصد من اهتمامه بأهل البيت(عليهم السلام)سوى اتّباع الأمّة لهم من بعده ; لأنّهم ذريّة اصطفاها اللّه تعالى على العالمين ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

فكيف لا يتّبع الإنسان أهل البيت(عليهم السلام) وكيف لا يلتزم بمنهجهم وبمدرستهم؟

ألم يقل رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "المرء مع من أحبّ".

فلماذا تكون قلوبنا مع أهل البيت(عليهم السلام) ، ولكنّنا لا نتمسّك بمنهجهم العقائديّ، ونذهب لنأخذ العلم والمعرفة من غيرهم؟

الاهتداء إلى أنوار أهل البيت(عليهم السلام):

ازداد "محمود أحمد" يوماً بعد آخر محبّةً لأهل البيت(عليهم السلام) نتيجة إلمامه بفضائلهم ومكارم أخلاقهم ومنزلتهم عند اللّه سبحانه وتعالى.

ثمّ دفعه هذا الحبّ إلى الاقتداء بسيرتهم والالتحاق بركبهم.

ثمّ توجّه "محمود أحمد" إلى نشر مذهب أهل البيت ، ليزيد من حوله بصيرة بمكانة أهل البيت(عليهم السلام) ، لعلّهم يسلكون السبيل الصحيح باتّباعهم لعترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم); لأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال: "أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة ، وأغصانها في الدنيا ، فمن تمسّك بنا اتخذ إلى ربّه سبيلا"

فلماذا يترك المرء السبيل إلى اللّه تعالى ويتوجّه إلى السبل التي لا تزيد سرعة السير فيها إلاّ بعداً عن الحقّ؟!

وكيف يترك الإنسان أهل البيت(عليهم السلام) ويضمن لنفسه عدم الوقوع في الضلال؟! فإنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمّته في حديث الثقلين بأن يتمسّكوا بالقرآن وبأهل البيت(عليهم السلام) ، وذلك لأنّ عدم الوقوع في أودية الضلال لا يتحقّق إلاّ عن طريق التمسّك بهذين الثقلين ، وأنّ الابتعاد عن أيّ واحد منهما يكون بمثابة الوقوع في الضلال والانحراف.