مجمع البيان في تفسير القرآن (كتاب)
مجمع البيان في تفسير القرآن من أهم تفاسير القرآن الكريم، وهو من تأليف العالم والمفسر الشيعي الفضل بن الحسن الطبرسي (وفاة 548 هـ) ،ويُعدّ هذا التفسير من التفاسير القيمة الذي وقع موقع القبول عند الشيعة والسنة، واعتبره الفريقين من أقدم المصادر التفسير ية ، كما أن الدارسين والباحثين يرون لهذا التفسير أهمية من حيث الدقة والترتيب والإتقان والوضوح.
ومن مميّزات هذا التفسير أن المؤلف تطرق فيه لتفسير القرآن الكريم معتمدًا في ذالك على اللغة، ثم الإعراب، ثم الحجة، ثم القراءة، ثم المعنى، وما اقتصر على آراء مذهب دون آخر، بل ذكر آراء جميع المذاهب الإسلامية، فجاء هذا التفسير مميزاً عن سائر التفاسير ومعترفاً به من قبل الأمة الإسلامية قاطبة.
المؤلف
قالب:مفصلة مؤلف التفسير هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي الملقب بأمين الإسلام ، فكان مفسراً ومحدثاً وفقيهاً ومتكلماً وأديباً ولغوياً ، وعالماً بالرياضيات ومن أبرز علماء الشيعة في القرن السادس الهجري . له العديد من التأليفات ومن أهمها تفسير مجمع البيان الذي يعد من التفاسير المهمة عند الشيعة.
ولد الطبرسي في مدينة مشهد سنة 468 أو 469هـ. وعائلته أسرة علمية : ابنه الحسن بن الفضل صاحب كتاب مكارم الأخلاق وحفيده علي بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب نثر اللئالي وكتاب مشكاة الانوار وهو كتاب مكمل لكتاب مكارم الأخلاق.
هناك خلاف في نسبته إلى لفظ الطبرسي والمرجح أنها تعود إلى مدينة تفريش القريبة من قم الواقعة على طريق مدينة أراك أو ساوة، وليست إلى طبرستان.
توفي سنة 548 هـ في مدينة سبزوار, وكان قد قضى آخر خمسة وعشرين سنة من عمره هناك . وبعد وفاته نقل جثمانه إلى مشهد ودفن بالقرب من الحرم الرضوي.
حول التفسير
امتاز الطبرسي بتفسيره، حيث تطرق للتفسير من جميع جوانبه: أولا اللغة، ثم الإعراب، ثم الحجة، ثم القراءة، ثم المعنى. وما اقتصر على آراء مذهب دون آخر، بل ذكر آراء جميع المذاهب الإسلامية وعلمائها، فجاء هذا التفسير مميزاً عن سائر التفاسير ومعترفا به من قبل الأمة الإسلامية.[١]
منهجية التفسير واتجاهه
يتحدث المؤلف عن منهجه في هذا التفسير، ويقول:
- وقدمت في مطلع كل سورة ذكر مكيها ومدنيها، ثم ذكر الاختلاف في عدد آياتها، ثم ذكر فضل تلاوتها، ثم اقدم في كل آية الاختلاف في القراءات، ثم ذكر العلل والاحتجاجات، ثم ذكر العربية واللغات، ثم ذكر الإعراب والمشكلات، ثم ذكر الأسباب والنزولات، ثم ذكر المعاني والأحكام والتأويلات، والقصص والجهات، ثم ذكر انتظام الآيات. على أني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهو بحمد الله للأديب عمدة، وللنحوي عدة، وللمقرئ بصيرة، وللناسك ذخيرة، وللمتكلم حجة، وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة.[٢]
مكانة تفسير مجمع البيان
تفسير مجمع البيان من أهم وأفضل تفاسير المسلمين ، وقد اعترف بمكانته السامية علماء الشيعة و السنة.
ومما ورد في حق هذا التفسير ما كتبه الشيخ محمود شلتوت شيخ جامع الأزهر ومن مؤسسي "دار التقريب بن المذاهب الإسلامية" في مقدمة لإحدى طبعات هذا التفسير، وأشار في ذلك إلى إنصاف الطبرسي وصفاؤه الباطني ونزاهته من كلّ تعصب طائفي، وأنه أورد أقوال السلف من المفسرين بكل أمانة وحياد دون النظر إلى مذاهبهم، وفي ختام المقدمة يقول الشيخ شلتوت :
- إنّ تفسير مجمع البيان بما فيه من مزايا يفضل على جميع تفاسير القرآن المؤلفة من قبل علماء الإسلام على اختلاف مسالكهم ومذاهبهم طوال مئآت السنين.[٣]
ويقول الشيخ عبد المجيد سليم –شيخ الجامع الأزهر آنذاك ووكيل جماعة التقريب- عن هذا التفسير:
- "... هو كتاب جليل الشأن غزير العلم كثير الفوائد وحسن الترتيب. لا أحسبني مبالغاً إذا قلت إنه في مقدمة كتب التفسير التي تعد مراجع لعلومه وبحوثه , وجدت صاحبه عميق التفكر عظيم التدبر ، متمكنا من علمه ، قويا في أسلوبه وتعبيره، شديد الحرص على أن يجلى للنّاس كثيرا من المسائل التي يفيدهم علمها".
عدد النشر والترجمة
طبع تفسير مجمع البيان لعدة مرات في مصر وبيروت وطهران، ولا يسع الإشارة إلى جميع الطبعات ، لكن من أفضل طبعات هذا التفسير طبعة طهران والذي حقّقه ، وعلق عليه العلامة أبو الحسن الشعراني، وهو يتضمن فوائد أدبية وتاريخية وتفسيرية وكلامية وعقائدية قيمة ، والجدير بالذكر أن في مقدمة هذه الطبعة تطرق المحقّق إلى ترجمة المؤلف ومناقشة التفسير من جوانب عديدة. فمن طبعات المعروفة لمجمع البيان هي:
- طهران، المكتبة العلمية، تصحيح وتعليق: أبو الحسن الشعراني.
- القاهرة، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، بمقدمة للإمام الشيخ محمود شلتوت ، 12 جزءاً.
- بيروت، دار إحياء التراث العربي، 5 أجزاء، 1379 هـ.
المصادر والمراجع
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1995م.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان لعلوم القرآن، رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، 1997م.