سورة الرحمن

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٥٧، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة الرحمن'''، المعروفة بـ'''عروس القرآن'''، هي السورة الخامسة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المختلف في مكيتها {{و}}مدنيتها، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن النِعم الإلهية التي تت...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة الرحمن، المعروفة بـعروس القرآن، هي السورة الخامسة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المختلف في مكيتها ومدنيتها، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن النِعم الإلهية التي تتعلّق بخلق الإنسان والميزان والحساب وسائر النِعم الأخرى، كما توضّح خلق الإنسان والجن، وتوضّح الدلائل الإلهية في الأرض والسماء.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (60): هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ وتحتوي على أقصر آية في سور القرآن الكريم وهي قوله تعالى في الآية (64): مُدْهَامَّتَانِ.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة الرحمن أدّى شكر ما أنعم الله عليه.

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بالرحمن؛ لبدايتها بذكر صفة الرحمن في الآية الأولى الخاصة بالله تعالى، وتنحصر فيه، وهي مبالغة في الرحمة،[١] وتسمى أيضاً بــ(عروس القرآن[٢] وآياتها (78)، تتألف من (352) كلمة في (1648) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]

ترتيب نزولها

سورة الرحمن مختلف فيها،[٤] فمنهم من قال: إنها مدنية،[٥] ومنهم من قال: إنها مكية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (97)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السابع والعشرين بالتسلسل (55) من سور القرآن.[٧]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الأَكْمَامِ): جمع كم، وهو وعاء الثمر.
(صَلْصَالٍ): هو الطين اليابس غير المطبوخ الذي له صلصلة، أي: صوت.
(مَّارِجٍ): اللهب الذي يعلو النار، وقيل: هو المختلط بسواد.
(مَرَجَ): الاختلاط والمزج.
(يَبْغِيَانِ): لا يطغيان، ولا يتجاوز أحدهما على الآخر.
(الْجَوَارِ): جمع جارية، وهي: السفينة.
(شُوَاظٌ): اللهب الذي لا دخان له.
(الدِّهَانِ): الدهن.
(أَفْنَانٍ): جمع فنن، وهي: الأغصان الطرية الدقيقة.
(مُدْهَامَّتَانِ): سوداوتان من شدة الخضرة.
(عَبْقَرِيٍّ): فُرُش من فَرشِ الجنة.[٨]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في ثلاثة أقسام:

الأول: يشمل أول آيات السورة، وتتحدث عن النعم الإلهية الكبيرة، سواء التي تتعلّق بخلق الإنسان أو تربيته وتعليمه، أو الحساب والميزان، وسائر الأمور الأخرى.
الثاني: يتناول توضيح مسألة خلق الإنسان والجن.
الثالث: يتضمن توضيح الآيات والدلائل الإلهية في الأرض والسماء.[٩]

شأن نزولها

جاء في كتب التفسير: إنّ سبب نزول هذه السورة هو قول المشركين: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا،[١٠] وذلك عندما طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السجود للرحمن، فسألوه (وما الرحمن)؟ فجاءت السورة لتوضيح ذلك، فقال سبحانه: الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ.[١١] كما ورد أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سورة الرحمن نزلت فينا من أولها إلى آخرها.[١٢]

معنى مرج البحرين واللؤلؤ والمرجان

جاء في كتب التفسير: إنّ الله تعالى خلق البحرين العذب والمالح، يلتقيان، ثم لا يختلط أحدهما بالآخر، وهو قوله تعالى: بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ أي: حاجز من قدرة الله، فلا يبغي الملح على العذب فيفسده، ولا العذب على الملح فيختلط به. وقيل: البحرين هما بحر السماء وبحر الأرض، فإنّ في السماء بحراً يمسكه الله بقدرته، ينزل منه المطر فيلتقيان في كل سنة، وبينهما حاجز يمنع بحر السماء من النزول وبحر الأرض من الصعود، وقيل: إنهما بحر فارس وبحر الروم.[١٣]

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: عليٌ وفاطمة قالب:عليهما السلام بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه يخرج منها اللؤلؤ والمرجان قال: الحسن والحسين قالب:عليهما السلام.[١٤]

آياتها المشهورة

  • قوله تعالى: هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ،[١٥] جاء في كتب التفسير: هو قانون عام في منطق القرآن الكريم، حيث يشمل الله سبحانه والخلق والعباد، والمسلمون جميعاً يعملون بعمومية هذا القانون وعليهم مقابلة كل خير بزيادة، ويؤكد سبحانه أنّ جزاءه مقابل أعمال عباده مناسب لكرمه ولطفه وليس لأعمالهم، فإن طاعتهم وعبادتهم إنما هي بتوفيق الله ولطفه.[١٦]
  • قوله تعالى: مُدْهَامَّتَانِ،[١٧] جاء في كتب التفسير: إنّ الإدهام من الدهمة وهي اشتداد الخضرة بحيث تضرب إلى السواد وهو ابتهاج الشجرة،[١٨] وتعتبر هذه الآية من أقصر الآيات (باستثناء الحروف المقطعة) في سور القرآن الكريم.[١٩]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها عليه أمِنَ، وهان عليه كل أمر صعب؛ وإن عُلّقت على من به رمد يبرأ بإذن الله تعالى».[٢٢]


قبلها
سورة القمر
سورة الرحمن

بعدها
سورة الواقعة

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، القرآن في الإسلام، ترجمة: السيد أحمد الحسيني، بيروت-لبنان، دار الزهراء، ط 1، 1393 هـ/1973 م.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية


قالب:الجودة

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 296.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 27، ص 137.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1253.
  4. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 69؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 483؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 73.
  5. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1578.
  6. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 203.
  7. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
  8. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 299-326.
  9. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 230.
  10. سورة الفرقان: 60.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 232.
  12. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 181.
  13. الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 497.
  14. الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 213.
  15. سورة الرحمن: 60.
  16. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 274.
  17. سورة الرحمن: 64.
  18. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 115.
  19. الطباطبائي، القرآن في الإسلام، ج 1، ص 122.
  20. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1585.
  21. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 473.
  22. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 179.