عبد الرحمن ابن محمد بن زياد المحاربي السكوني
عبد الرحمن (أبو محمد) ابن محمد بن زياد المحاربي السكوني المتوفى 95 ه.
فارس ، حضر وقعة صفين ، قال ابنه عبد الرحيم المتوفى سنة 111 ه ، عن أبيه : ـ إنّ عليا أمير المؤمنين حرّض الناس ، فقال : إنّ الله عزّ وجل قد دلكم على تجارة تنجيكم من العذاب ، وتشفى بكم على الخير ، إيمان بالله ورسوله ، وجهاد في سبيل ، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، ورضوان من الله أكبر فأخبركم بالّذي يحب فقال : «إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنّهم بنيان مرصوص» فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص ، وقدموا الدارع وأخّروا الحاسر. وعضوا على الأضراس فإنّه أنبى للسيوف عن الهام ، واربط للجأش واسكن للقلوب ، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، وأولى بالوقار. والتووا في أطراف الرماح ، فإنّه أمور للأسنة. وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها ، ولا تجعلوها إلّا في أيدي شجعانكم المانعي الذمار ، والصبر عند نزول الحقائق أهل الحفاظ ، الذين يحفون براياتكم ويكتنفونها ، يضربون خلفها وأمامها ولا تضيعوها أجزأ كل امرئ منكم ـ (رحمه الله) ـ وقذ قرنه وواسى أخاه بنفسه ، ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه ، فيكتسب بذلك لائمة ويأتي به دناءة. وأنّى هذا وكيف يكون هذا؟ هذا يقاتل اثنين ، وهذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه وقائما ينظر إليه. من يفعل هذا يمقته الله فلا تعرّضوا لمقت الله ، فإنّما مردّكم إلى الله. قال الله لقوم : «قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلّا قليلا». وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة. استعينوا بالصدق والصبر. فإنّه بعد الصبر ينزل النصر[١]
- ↑ تاريخ الطبري 6 / 9. تهذيب التهذيب 6 / 265. شرح ابن أبي الحديد 6 / 45. الكامل في التاريخ 3 / 351. وقعة صفين / 235.