زاذان فروخ
زاذان فروخ
من دهاقين أسفل الفرات ، وكان مواليا لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، قتل على يد الخوارج سنة 38 ه. فقد جاء أنّ قرظة بن كعب بن عمرو الأنصاري ، أحد عمال عليّ (عليه السلام) كتب إليه الكتاب التالي وهو :
(لعبد الله عليّ أمير المؤمنين من قرظة بن كعب. سلام عليك فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو أما بعد :
فإنّي أخبر أمير المؤمنين ، أنّ خيلا مرّت من قبل الكوفة متوجّهة نحو نفر ، وإنّ رجلا من دهاقين أسفل الفرات قد أسلم وصلّى ، يقال له : زاذان فرّوخ أقبل من عند أخواله بناحية نفر ، فعرضوا له فقالوا له : أمسلم أنت أم كافر؟
قال : بل مسلم ، قالوا : فما تقول في عليّ؟ قال : أقول فيه خيرا. أقول : إنّه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وسيد البشر ، ووصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فقالوا : كفرت يا عدوّ الله. ثم حملت عليه عصابة منهم فقطعوه بأسيافهم ، وأخذوا معه رجلا من أهل الذمة يهوديا ، فقالوا له : ما دينك؟ قال : يهودي ، فقالوا : خلوا سبيل هذا لا سبيل لكم عليه ، فأقبل إلينا ذلك الذمّي ، فأخبرنا الخبر ، وقد سألت عنهم فلم يخبرني أحد عنهم بشيء. فليكتب إليّ أمير المؤمنين فيهم برأي أنته إليه إن شاء الله).
فكتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) :
أما بعد ، فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصابة التي مرّت بعملك ، فقتلت البر المسلم ، وأمن عندهم المخالف المشرك ، وإن أولئك قوم استهواهم الشيطان ، فضلوا كالذين حسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا فأسمع بهم وأبصر ، يوم تحشر أعمالهم ، فألزم عملك ، وأقبل على خراجك ، فإنّك كما ذكرت في طاعتك ونصيحتك والسلام).[١]
- ↑ أعيان الشيعة 7 / 40. تاريخ الطبري 6 / 67. شرح ابن أبي الحديد 2 / 266. الغارات 1 / 339.