حكيم بن مناف

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٥٠، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''حكيم بن مناف''' <ref>الجمل أو النصرة في حرب البصرة / 177 ـ 178. </ref> فارس ، شاعر ، حضر وقعة الجمل في البصرة ، وكان في ركب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وجاء أنّ عليّا (عليه السلام) ، لما رأى القوم اجتمعوا على حربه وقتاله ، بعد أن دعاهم إلى النصيحة وا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حكيم بن مناف [١]

فارس ، شاعر ، حضر وقعة الجمل في البصرة ، وكان في ركب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وجاء أنّ عليّا (عليه السلام) ، لما رأى القوم اجتمعوا على حربه وقتاله ، بعد أن دعاهم إلى النصيحة والسلام والصفاء ، واعتزال الحرب ، قام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم قال :

ـ أيها الناس إنّ طلحة والزبير ، قدما البصرة وقد اجتمع أهلها على طاعة الله وبيعتي ، فدعوهم إلى معصية الله تعالى ، وخلافي ، فمن أطاعهما منهم فتنوه ، ومن عصاهما قتلوه ، وقد كان من قتلهما حكيم بن جبلة ، ما بلغكم وقتلهم السبابجة ، وفعلهما بعثمان بن حنيف ما لم يخف عليكم ، وقد كشفوا الآن القناع وأذنوا بالحرب ، وقام طلحة بالشتم والقدح في أديانكم وقد أرعد وصاحبه وأبرقا ، وهذان أمران معهما الفشل ، ولسنا نريد منكم أن تلقوهم ليظنوا ما في نفوسكم عليهم ، ولا ترون ما في أنفسكم لنا ولسنا نرعد حتّى نوقع ولا نسيل حتّى نمطر ، وقد خرجوا من هدى إلى ضلال ، ودعوناكم إلى الرّضا ودعونا إلى السخط فحل لنا ولكم ردّهم إلى الحق والقتال وحلّ لهم بقصاصهم القتل ، وقد والله مشوا إليكم ضرارا وأذاقوكم أمس من الجمر ، فإذا لقيتم القوم غدا فاعذروني الدعاء ، وأحسنوا في التقية واستعينوا بالله ، واصبروا إنّ الله مع الصابرين ـ.

فقام إليه حكيم بن مناف حتّى وقف بين يديه ، وقال :

أبا حسن أيقظت من كان نائما

 

وما كل من يدعى إلى الحق يسمع

 

وأنت امرؤ أعطيت من كل وجهة

 

محاسنها والله يعطي ويمنع

 

وما كل من يعطى الرضا يقبل الرضا

 

وما كل من أعطيته الحق يقنع

 

وما منك بالأمر المؤلم غلطة

 

وما فيك للمرء المخالف مطمع

 

وإنّ رجالا بايعوك وخالفوا

 

هداك وأجروا في الضلال فضيّعوا

 

لأهل لتجريد الصوارم فيهم

 

وسمر العوالي والقنا تتزعزع

 

فإنّي لأرجو أن تدور عليهم

 

رحى الموت حتّى يسكنوا ويصرّعوا

 

وطلحة فيها والزبير قرينه

 

وليس لما لا يدفع الله مدفع

 

فإن يمضيا فالحرب أضيق حلقة

 

وإن يرجعا عن تلك فالسلم أوسع

 

وما بايعوه كارهين لبيعة

 

وما بسطت منهم إلى الكره إصبع

 

ولا بطيا عنها فراقا ولا بدا

 

لهم أحد بعد الذين تجمعوا

 

على نقضها ممن له شد عقدها

 

فقصراهما منه أصابع أربع

 

خروج بأم المؤمنين وغدرهم

 

وعيب على من كان في القلب أشجع

 

وذكرهم قتل ابن عفان خدعة

 

وهم قتلوه والمخادع يخدع

 

فعوّد علينا نبعة هاشمية

 

وعودهما فيما هما فيه خروع

 

  1. الجمل أو النصرة في حرب البصرة / 177 ـ 178.