صلاة الغفيلة
صلاة الغفيلة من الصلوات النوافل (المستحبّة)، وهي عبارة عن ركعتين تُقام بين صلاتي المغرب والعشاء، عبّر عنها بعضهم بأنّها في غاية الإعتبار.
الوجه في التسمية بالغفيلة
قال السيد الخوئي (رحمه الله):
والوجه في تسمية ما بين صلاتي المغرب و العشاء بـ(ساعة الغفلة): أن ديدنهم - في عصر النبي ـ جرى على إتيانهم بصلاة المغرب عند المغرب ثم الإيواء إلى بيوتهم ومنازلهم، وإذا مضت برهة من الزمان كانوا يعودون إلى المسجد لإقامة صلاة العشاء، فكانوا فيما بين الصلاتين - على الأغلب - مشغولين بالأكل أو الشرب أو بغيرهما من أعمالهم، ومن ثمة سميّت تلك الساعة بـ(ساعة الغفلة).
كيفيتها
هي ركعتان يبدأ وقتها من بعد الانتهاء من صلاة المغرب إلى حين زوال الحمرة المغربية، ويقرأ فيها:
- في الأولى بعد الحمد ﴿وذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلَماتِ اَنْ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ﴾.
- وفي الثّانية: بعد الحمد ﴿وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها اِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَّرِ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة اِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّة في ظُلِماتِ الاَْرْضِ وَلا رَطْب وَلا يَابِس اِلاّ فِي كِتاب مُبين﴾.
- وفي القنُوت يقول: «اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الْغَْيِبِ الَّتي لا يَعْلَمُها اِلاّ اَنْتَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا» ويذكر الحاجة المُرادة.
- ثمّ يقول: «اَللّـهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتي وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي تَعْلَمُ حاجَتي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لي... » ويسأل الحاجة المرادة.
رواية الغفيلة
لقد ذكرت المصادر الحديثة مجموعة من الروايات عن رسول الله (ص) وأهل البيت في تعيين وقت صلاة الغفيلة، ومنها:
- روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله : «تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما تورثان دار الكرامة. قيل: يا رسول الله، وما ساعة الغفلة؟ قال: ما بين المغرب والعشاء».
- وروى الشيخ الطوسي عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن وهب أو عن السكوني ، عن جعفر، عن أبيه قال: «قال رسول الله : (تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما يورثان دار الكرامة)، قيل يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟ قال: (ما بين المغرب والعشاء) ».
- وروى الشيخ أيضاً عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله أنه قال: من صلى بين العشائين ركعتين يقرء في الأولى الحمد ﴿وذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً... إلى قوله... وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ﴾، وفي الثانية الحمد وقوله: ﴿وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَيْبِ... إلى آخر الآية﴾ ، فإذا فرغ من القراءة رفع يديه وقال: اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الْغَْيِبِ الَّتي لا يَعْلَمُها اِلاّ اَنْتَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا. اَللّـهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتي وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي تَعْلَمُ حاجَتي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لي، وسأل الله حاجته، أعطاه الله ما سأل».
معنى خفيفتين
روى السيد ابن طاووس رواية الصدوق نفسها، وفي ذيلها زيادة: «قيل: يا رسول الله، وما معنى خفيفتين؟ قال: (تقرأ فيهما الحمد وحدها) ».
أحكامها
لصلاة الغفيلة عدّة أحكام، ومنها:
- النية فيها: أصلي ركعتي (أو صلاة) الغفيلة قربةً إلى الله تعالى.
- يجوز ـ عند أكثر الفقهاء المتأخرين ـ الجمع بين نافلة المغرب والغفيلة بنية واحدة فهو من تداخل المستحبين.
- الاكتفاء بصلاة الغفيلة لا يعادل الإتيان بنافلة المغرب .
- يجواز أداؤها ما بين المغرب والعشاء مطلقاً في أي وقت.
- يجوز إتيانها عن قيام أو جلوس اختياراً ، والأولى ـ عند أغلب الفقهاء ـ أن تكون الركعتين من جلوس عن واحدة من قيام .
- قال بعضهم: يجوز أداء صلاة الغفيلة بعد الانتهاء من صلاة العشاء بناءً على أنها تقع أثناء الحمرة المغربية.
- لابد في صلاة الغفيلة من الاتيان بما اعتُبر فيها من قرائة الآيتين بعد الفاتحة من الركعتين والقنوت فيها بما ورد استحبابه، ولاتضر قراءة سورة قصيرة بعد قراءة الفاتحة نسياناً، ولكنها ليست جزءً منها ، فيمكنك أن قراءة الآية بعد ذلك وإتمام صلاة الغفيلة على ما ورد.