الركوع
الركوع، أحد الأركان الواجبة في الصلاة، وهو انحناء المصلي إلى حدٍ تصل فيه أصابع يديه إلى ركبتيه، ويلزم أداؤه لمرة واحدة في كل ركعة، إلا في صلاة الآيات، حيث يكون لكل ركعة خمس ركوعات. ورد ذكره في مواضع متعددة من القرآن الكريم، كما أكدت عليه الروايات وعلى أهميته أيضاً، كذلك أُوصي بتطويله إلا في صلاة الجماعة.
مكانه في كل ركعة من الصلاة الواجبة أو المستحبة قبل السجود، والذكر الخاص للركوع هو: «سُبْحانَ رَبِّي الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ»، ويمكن أن يقال بدلاً عنه: «سُبْحانَ اللهِ» ثلاث مرات. للركوع مستحبات كاستحباب التكبير قبل الركوع، وقول «سمع الله لمن حمده» بعده.
معنى الركوع وأهميته
الركوع في اللغة بمعنى انحناء الرأس، وفي الاصطلاح الشرعي بمعنى انحناء المصلي إلى حدٍ تصل فيه أصابع يديه إلى ركبتيه.[١] ورد أنّ الركوع رمزٌ للعبودية، كما تُشير له عشر آياتٍ في القرآن الكريم، مثل الآية 77 من سورة الحج: قالب:قرآن.[٢]
أكدت عليه الروايات عن أهل البيت عليهم السلام وعلى أهميته الخاصة، وقد أوصي بتطويله إلا في صلاة الجماعة،[٣] وورد في كتابي وسائل الشيعة ومستدركه 282 رواية عن أحكام الركوع.[٤]
الركوع أحد أجزاء الصلاة أم عبادة مستقلة
في آياتٍ مثل الآية: 77 من سورة الحج تأمر بالركوع والسجود معاً، وبناءً على ذلك اعتبر بعض المفسّرين أن الركوع عبادة مستقلة، بالإضافة إلى أنه جزء من الصلاة، وعلى هذا الأساس يمكن القيام به في غير الصلاة أيضاً، لكن يرى البعض الآخر من المفسّرين أن معنى الركوع في الآية هو الأمر نفسه بالركوع في الصلاة، وأنه ليس عبادة مستقلة.[٥]
الركوع أحد أركان الصلاة
بالإضافة إلى أن الركوع واجباً في الصلاة، فهو أيضاً ركن من أركانها، ويؤتى به مرة واحدة في كل ركعة من الصلاة الواجبة أو المستحبة. ورد في صلاة الآيات ركعتان وفي كل ركوع خمس ركوعات.[٦] أركان الصلاة هي أجزاء تبطل الصلاة بتركها أو زيادتها سواءٌ كان المصلي متعمداً أو ناسياً.[٧]
قد فصّل بعض الفقهاء القدماء بين الركعتين الأوليتين والركعتين الأخيرتين، وقالوا: إذا لم يركع المصلي في الركعتين الأخيرتين قسراً أو جهلاً، ثم التفت لذلك بعد السجدتين، فيمكنه أن يعود ويأتي بالركوع، ثم يأتي بالسجدتين الثانية، وفي مثل هذه الحالة تكون صلاته صحيحة، ولكن هذا الرأي مخالف للرأي المشهور عند الفقهاء ومراجع التقليد المعاصرين.[٨]
واجبات الركوع
مكانه في كل ركعة من الصلاة الواجبة أو المستحبة قبل السجود، ولأداء هذا الركن يجب ان ينحني المصلي قاصداً للركوع من حالة الوقوف إلى درجة تصل أصابع يديه إلى ركبتيه.[٩] كما اعتبر بعض الفقهاء أن وضع اليد على الركبتين لازمٌ.[١٠] وبعد أن هدأ واستقر الجسم في هذه الحالة، فيؤتى بذكر الركوع باللغة العربية الصحيحة.[١١] والذكر الخاص للركوع هو: «سُبْحانَ رَبِّي الْعَظِيْم وَبِحَمْدِهِ»، ويمكن أن يقال بدل عنه: «سُبْحانَ اللّهِ» ثلاث مرات، كما أن بعض المراجع لم يجوّز أذكاراً غير هذه الأذكار.[١٢]
تعمد ترك الطمأنينة واستقرار البدن في حال الركوع الواجب، يُبطل الصلاة دون تركه سهواً، وفي مثل هذه الحالة لو التفت المصلي قبل أن يقوم من ركوعه، فعليه أن يُعيد الذكر بهدوء، ومن ثم بعد الفراغ من الذكر يجب عليه أن يقوم ويتسقر بدنه، ثم يهوي للسجود.[١٣]
القيام قبل الركوع ركن من أركان الصلاة أيضاً، وتركه سهواً أو عمداً يبطل الصلاة، لذلك فإن المصلين الذين لا يستطيعون الوقوف في تمام الصلاة لابد عليهم من الإتيان بتكبيرة الإحرام حال الوقوف وعند الركوع إن استطاعوا ذلك.[١٤]
مستحبات الركوع ومكروهاته
- استحباب القيام والانتصاب لتكبير الركوع، وقول "الله أكبر" قبل الركوع، وقول " سمع الله لمن حمده" بعد الركوع.[١٥]
- استحباب وضع اليدين على الركبتين مفتوحات الأصابع.[١٦]
- استحباب فتح الذراعين عند الركوع من الجانبين، كجناحين مفتوحين للرجل، وتركه للمرأة.[١٧]
- استحباب رفع اليدين بالتكبير محاذياً للأذنين.[١٨]
- استحباب وضع اليد اليمنى على الركبة اليمنى قبل وضع اليد اليسرى على الركبة اليسرى.[١٩]
- استحباب ردّ الركبتين إلى الخلف مع موازاتهما، وتسوية الظهر، ومدّ العنق موازياً للظهر.[٢٠]
- استحباب تغميض العين في الركوع.[٢١]
- استحباب التسبيح ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً فما زاد.[٢٢]
- استحباب الصلاة على محمد وآل محمد قبل أو بعد ذكر الركوع الواجب.[٢٣]
- استحباب رفع الإمام صوته بالذكر بالركوع[٢٤]
- كراهة تسريح الظهر وإخراج الصدر في الركوع.[٢٥]
- كراهة بسط الظهر وطأطأة الرأس.[٢٦]
- كراهة تقويس الركبتين والرجوع إلى الوراء.[٢٧]
- كراهة وضع اليدين تحت الثياب في الركوع.[٢٨]
- كراهة جعل إحدى الكفين على الأخرى ثم إدخالهما بين ركبتيه.[٢٩]
- كراهة الركوع واليد تحت جميع الثياب.[٣٠]
- كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود.[٣١]
حكم الركوع في حالة الشك والنسيان
من أحكام الركوع في حالة الشك، إذا تذكّر المصلي قبل السجود بأنه لم يركع، فحينئذٍ لابد عليه أن يقف بشكل مستقيم كاملاً ثم يركع، أما إذا تذكّر في السجدة الثانية أو بعدها بأنه لم يركع، فحينئذٍ تبطل صلاته، لأن الركوع ركن من أركان الصلاة وتركها عمداً أو سهواً يبطلها. وإذا شُك في الركوع قبل السجود بأنه قد أُتي به أو لا، فحينئذٍ يجب الإتيان به، أما فيما لو شُك بعد السجدة أو أثنائها، فلا يُعتنى بشكه.[٣٢]
تعمد ترك الذكر في الركوع يبطل الصلاة، لكن إذا التفت المصلي بعد الركوع أنه لم يأتي بالذكر، فلا يجب عليه أن يركع، بل تكون صلاته صحيحة، كما أن بعض مراجع التقليد قالوا إن في مثل هذه الزيادة أو النسيان لابد من الإتيان بسجدتي السهو بعد الانتهاء من الصلاة.[٣٣]
حكم الركوع في صلاة الجماعة
إذا التحق المصلي بإمام الجماعة عند ركوعه، فتكون صلاته صحيحه، وتحسب له ركعة كاملة، أما إذا لم يدرك إمام الجماعة في ركوعه وتبعه بعد ذلك، ففيها خلاف من انفراده أو الاستمرار باتباع إمام الجماعة حتى يقوم الإمام من سجوده.[٣٤]
بناءً على قول المشهور من الفقهاء، فيما لو قام المأموم برفع رأسه في الركوع قبل الإمام، فيجب عليه أن يعود ويتبع الإمام، وهذه الزيادة في الركوع لا تسبب بطلان الصلاة.[٣٥] كذلك بحسب الرأي المشهور أن من بلغ الركعة الثانية من صلاة الجمعة، فيمكن له الالتحاق بالصلاة، كما أنه يقوم بالإتيان بالركعة الثانية في مفرده.[٣٦]
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، يوسف، الحدائق الناضرة في أحکام العترة الطاهرة، بيروت -لبنان، دار الأضواء، 1985 م.
- الحکیم، محسن، مستمسك العروة الوثقی، مؤسسة دار التفسیر، قم - إيران، د.ط، 1416 هـ.
- الحکیم، محسن، مستمسك العروة الوثقی، دار إحياء التراث العربي، بیروت -لبنان، ط 3، 1388 هـ.
- النجفي، محمد حسن، جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، د.ت.
- اليزدي، محمد كاظم، العروة الوثقی، مكتب آية الله السيد السيستاني، قم إيران، د.ط، 1425 هـ.
- الطوسی، محمد بن الحسن، المبسوط في فقه الإمامیة، مکتبة المرتضویة، طهران – إيران، د.ط، د.ت.
- الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافي، دار الکتب الإسلامیة، طهران - إيران، ، ط 4، 1407 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، تهذیب الأحکام، دار الکتب الإسلامیة، طهران - إيران، ، ط 4، 1407 هـ.
- الثقافة الفقهية طبقاً لمذهب أهل بیت علیهم السلام
- بوابة أنهار
- ↑ البحراني، الحدائق الناضرة، ج8، ص234.
- ↑ سورة البقره : 43 و 125؛ سورة الحج: 26 و 77.
- ↑ الكليني، الکافي، ج2، ص77.
- ↑ الطوسي، تهذیب الأحکام، ج2، ص77.
- ↑ مسعى الإسلام
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص69 ؛ اليزدي، العروة الوثقی، ج2، ص537.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص69.
- ↑ الطوسي، المبسوط، ج1، ص109.
- ↑ البحراني، الحدائق الناضرة، ج8، ص236 - 238 ؛ الحكيم، مستمسك العروة الوثقی، ج6، ص11.
- ↑ اليزدي، العروة الوثقی، ج2، ص539.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص89.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص89.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج12، ص275 - 276.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج12، ص275 - 276.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص333-340.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص103 - 113.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص340-342.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص340.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص340-342.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص342.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص341.
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقى، ج6، ص342.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج10، ص116 - 121.
- ↑ بوابة أنهار
- ↑ بوابة أنهار
- ↑ بوابة أنهار
- ↑ الحكيم، مستمسك العروة الوثقی، ج7، ص269 -270.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج11، ص445 - 446.