يحيى بن أحمد بن سعيد
يحيى بن أحمد بن سعيد:
قال ابن داود (1660) من القسم الأول: «يحيى بن أحمد بن سعيد: شيخنا الإمام، العلامة الورع القدوة، و كان جامعا لفنون العلوم الأدبية، و الفقهية و الأصولية، و كان أورع الفضلاء و أزهدهم، له تصانيف جامعة للفوائد، منها: كتاب الجامع للشرائع في الفقه، و كتاب المدخل في أصول الفقه، و غير ذلك، مات في ذي الحجة سنة (290) (قدس الله روحه)». و قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (1070): «الشيخ أبو زكريا يحيى بن سعيد، و هو ابن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي، من فضلاء عصره، يروي عنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب و غيره، كما رأيته بخط ابن طاوس، و يروي عنه العلامة، له كتاب جامع الشرائع، و غيره، و ذكر العلامة (قدس سره): أنه كان زاهدا ورعا. و ذكر الشيخ حسن و غيره: أن نجيب الدين يحيى بن أحمد بن الحسن بن سعيد، ابن عم المحقق جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي. و قال العلامة في إجازة له: كان الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي وزيرا للسلطان هلاكو، فأنفذه إلى العراق، فحضر إلى الحلة فاجتمع عنده فقهاؤها، فأشار إلى الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد، و قال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ فقال: كلهم فاضلون علماء، إن كان واحد منهم مبرزا في فن كان الآخر مبرزا في فن آخر، فقال: من أعلمهم بالأصولين؟ فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر، و إلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهيم، فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام، و أصول الفقه، فتكدر الشيخ يحيى بن سعيد و كتب إلى ابن عمه أبي القاسم يعتب إليه، و أورد في مكتوبه أبياتا و هي:
لا تهن من عظيم قدر و إن* * * كنت مشارا إليه بالتعظيم
فاللبيب الكريم ينقص قدرا* * * بالتعدي على اللبيب الكريم
ولع الخمر بالعقول رمى الخمر* * * بتنجيسها و بالتحريم
كيف ذكرت ابن المطهر، و ابن جهيم و لم تذكرني؟ فكتب إليه يعتذر، و يقول: لو سألك خواجة مسألة (في الأصولين) ربما وقفت و حصل لنا الحياء». (انتهى).