هاشم بن حيان
هاشم بن حيان
قال النجاشي: «هاشم بن حيان أبو سعيد المكاري: روى عن أبي عبد الله(ع)، له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن حبشي بن قوني، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل». و قال في الكنى: «أبو سعيد المكاري، له كتاب». و تقدم عنه في ترجمة ابنه الحسين أنه كان هو و أبوه وجهين في الواقفة، و عد الشيخ هشام بن حيان الكوفي مولى بني عقيل، أبا سعيد المكاري في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(21)، و في الكنى من الفهرست (876): «أبو سعيد المكاري له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن أبي محمد القاسم بن إسماعيل القرشي، عنه». و عد البرقي أبا سعيد المكاري من أصحاب الصادق(ع).
و قال ابن شهرآشوب: «علي بن إبراهيم قال: دخل أبو سعيد المكاري و كان واقفيا على الرضا(ع)، و قال: له أ بلغ من قدرك أنك تدعي ما ادعاه أبوك؟ فقال: ما لك أطفأ الله نورك، و أدخل الفقر بيتك، أ ما علمت أن الله عز و جل أوحى إلى عمران، أني واهب لك ذكرا، يبرئ الأكمه و الأبرص، فوهب له مريم، و وهب لمريم عيسى، فعيسى من مريم، و مريم من عيسى، فعيسى و مريم شيء واحد، و أنا من أبي، و أبي مني، و أنا و أبي شيء واحد، فقال: أسألك عن مسألة، فقال سل لا إخالك تقبل مني، و لست من غنمي و لكن هلمها، قال: ما تقول في رجل قال عند موته كل عبد لي قديم فهو حر لوجه الله (المسألة)، قال: فخرج من عنده و ذهب بصره و كان يسأل على الأبواب حتى مات». المناقب: الجزء (4) باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى(ع)، في (فصل في خرق العادات له ع).
أقول: هذه الرواية رواها محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن داود النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن أبي سعيد المكاري على
أبي الحسن الرضا(ع)، فقال: له ..، فذكر مثل الحديث بأدنى اختلاف. الكافي: الجزء 6، كتاب العتق و التدبير و الكتابة 3، باب نوادر 16 الحديث 6. و رواها الكشي بإسناده، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن المكاري على الرضا(ع)، فقال له .. (الحديث). و تقدمت الرواية في ترجمة الحسين بن أبي سعيد المكاري. و رواها الشيخ بإسناده، عن محمد بن يعقوب، نحوه. التهذيب: الجزء 8، باب العتق و أحكامه، الحديث 835. و رواها أيضا بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا(ع)، فقال له: أسألك عن مسألة .. (الحديث). التهذيب: الجزء 8، باب النذور، الحديث 1183. و رواها الصدوق(قدس سره) عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا(ع)، فقال له: أبلغ الله من قدرك .. (الحديث). معاني الأخبار: باب معنى القديم من المماليك (212)، الحديث 1. و رواها في العيون: الجزء (1)، بإسناده عن داود بن محمد النهدي، مثله. باب ما جاء عن الإمام علي بن موسى(ع)من الأخبار المتفرقة (28)، الحديث 71. و رواها في الفقيه: الجزء 3 مرسلا، باب نوادر العتق، الحديث 351. و تقدم عن الكشي بإسناده، عن علي بن عمر الزيات، عن ابن أبي سعيد المكاري، رواية أخرى قريبة من ذلك في ترجمة الحسين بن أبي سعيد المكاري. و المتحصل من جميع ذلك: أن من وردت الروايات في ذمه و دعاء الإمام ع
عليه بالفقر و الابتلاء، هو ابن أبي سعيد المكاري لا أبو سعيد المكاري كما ذكره في المناقب. و الظاهر أن ابن شهرآشوب اعتمد فيما نقله على ما في تفسير علي بن إبراهيم، فإن المذكور فيه على ما في نسختنا هو أبو سعيد المكاري، و لكنه تحريف جزما. فإن المشايخ رووا هذه الواقعة عن علي بن إبراهيم في شأن ابن أبي سعيد المكاري، فلا يعتد بما في تفسير علي بن إبراهيم، فلم يبق في إثبات كون أبي سعيد هاشم بن حيان واقفيا غير ما ذكره النجاشي في ترجمة ابنه الحسين، و هو(قدس الله نفسه) و إن كان خريت هذه الصناعة، إلا أنه لا يعتمد على قوله هنا، و ذلك لعدم ذكر الكشي إياه في الواقفة، و عدم تعرض الصدوق، و الشيخ بوقفه عند تعرضهما للواقفة، و يؤكد ذلك أن النجاشي لم يتعرض لوقفه في ترجمته، فلو كان واقفيا لكان الأنسب أن يتعرض له في ترجمة نفسه. هذا من جهة مذهبه، و أما من جهة وثاقته فهي غير ثابتة، بل و لم يثبت حسنه. و أما قول النجاشي في ترجمة ابنه- كان هو و أبوه وجهين في الواقفة، و كان الحسين ثقة-، فهو لا يدل على المدح، لأن كونه وجها عند الواقفة لا يلازم كونه وجها عند أصحابنا، بل إن قوله: و كان الحسين ثقة، فيه إشعار بعدم وثاقة أبيه، و الله العالم. و قد يستدل على وثاقته برواية صفوان في الصحيح عنه. الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب ما يجب بعقد الإحرام 77، الحديث 4. و رواها الشيخ بإسناده، عن محمد بن يعقوب، مثله. التهذيب: الجزء 5، باب صفة الإحرام، الحديث 197. و برواية ابن أبي عمير في الصحيح عنه، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 5، باب الكفارة عن خطإ المحرم، الحديث 1257. و الجواب عن ذلك قد تقدم في غير مورد.
و كيف كان، فطريق الشيخ إليه ضعيف، بأبي المفضل، و بقاسم بن إسماعيل.