المفضل بن عمر أبو عبد الله

من ويكي علوي
مراجعة ٠٣:١٨، ١٤ يناير ٢٠٢٤ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' === المفضل بن عمر أبو عبد الله: === المفضل الجعفي. قال النجاشي: «مفضل بن عمر أبو عبد الله، قيل أبو محمد الجعفي: كوفي، فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به، و قيل: إنه كان خطابيا، و قد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها، و إنما ذكرنا للشرط الذي قدمناه، كتاب ما افترض الل...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

المفضل بن عمر أبو عبد الله:

المفضل الجعفي. قال النجاشي: «مفضل بن عمر أبو عبد الله، قيل أبو محمد الجعفي: كوفي، فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به، و قيل: إنه كان خطابيا، و قد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها، و إنما ذكرنا للشرط الذي قدمناه، كتاب ما افترض الله على الجوارح من الإيمان، و هو كتاب الإيمان و الإسلام، و الرواة له مضطربو الرواية له. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي الفائدي، عن الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد بن معاوية، عن أبي عمر، و عن الزبيري، عن المفضل بن عمر، و له كتاب يوم و ليلة، و كتاب فكر». أقول: هو المعروف بتوحيد المفضل. «كتاب في بدء الخلق و الحث على الاعتبار، وصية المفضل، كتاب علل الشرائع. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن عمران بن موسى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن سنان، عن المفضل». و قال الشيخ 757: « (المفضل) بن عمر، له وصية يرويها، أخبرنا بها ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، و الحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عنه.

و له كتاب، أخبرنا به جماعة عن التلعكبري، عن ابن همام، عن حميد، عن أحمد بن الحسن البصري، عن أبي شعيب المحاملي، عنه». و ذكره في رجاله تارة: في أصحاب الصادق(ع)(554)، قائلا: «مفضل بن عمر الجعفي الكوفي». و أخرى: في أصحاب الكاظم(ع)(23)، قائلا: «مفضل بن عمر، لقي أبا عبد الله ع». و عده البرقي في أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «المفضل بن عمر الجعفي مولى، كوفي». و قال ابن الغضائري: «المفضل بن عمر الجعفي أبو عبد الله، ضعيف متهافت، مرتفع القول، خطابي، و قد زيد عليه شيء كثير، و حمل الغلاة في حديثه حملا عظيما، و لا يجوز أن يكتب حديثه، و روى عن أبي عبد الله(ع)، و أبي الحسن ع». (انتهى). روى عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه محمد بن سنان. كامل الزيارات: الباب 10، في ثواب زيارة أمير المؤمنين(ع)، الحديث 2. و قد عده الشيخ المفيد من خاصة أبي عبد الله(ع)و بطانته، و ثقاته الفقهاء الصالحين ممن روى النص بالإمامة من أبي عبد الله(ع)على ابنه أبي الحسن موسى(ع). الإرشاد: باب ذكر الإمام القائم بعد أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع)(فصل في النص عليه، بالإمامة من أبيه ع). و عده الشيخ من الممدوحين.

و روى بإسناده، عن هشام بن الأحمر، قال: حملت إلى أبي إبراهيم ع

إلى المدينة أموالا، فقال: ردها فادفعها إلى المفضل بن عمر، فرددتها إلى الجعفي، فحططتها على باب المفضل. الغيبة: فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء، في ذكر الممدوحين.

و روى الشيخ رواية بسنده، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، و قال في ذيلها: فأول ما في هذا الخبر أنه لم يروه غير محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، و محمد بن سنان مطعون عليه، ضعيف جدا. التهذيب: الجزء 7، باب المهور و الأجور، الحديث 1464. أقول: كلام الشيخ هذا كالصريح في اعتماده على المفضل بن عمر، و أنه غير مطعون عليه. و عد ابن شهرآشوب المفضل بن عمر الجعفي من خواص أصحاب الصادق(ع). المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع)، فصل في تواريخه و أحواله. و عده من الثقات الذين رووا صريح النص على موسى بن جعفر(ع)من أبيه، ذاك الجزء و الباب، (فصل في معالي أموره ع)، و ذكر أن المفضل بن عمر الجعفي باب موسى بن جعفر(ع)، ذاك الباب في (فصل في أحواله و تواريخه). هذا، و قد روى الكشي في شأن المفضل عدة روايات، منها مادحة و منها ذامة، أما المادحة فهي كما تلي (154):

«محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن خلف، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثني موسى بن بكير، قال: سمعت أبا الحسن(ع)يقول لما أتاه موت المفضل بن عمر، قال: (رحمه الله)، كان الوالد بعد الوالد، أما إنه قد استراح.

محمد بن مسعود، عن إسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرنا محمد بن

الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد الله(ع)لمحمد بن كثير الثقفي: ما تقول في المفضل بن عمر؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه، لو رأيت في عنقه صليبا، و في وسطه (كستيجا) لعلمت أنه على الحق، بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول. قال: (رحمه الله)، لكن حجر بن زائدة، و عامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي فقلت لهما: لا تفعلا فإني أهواه، فلم يقبلا فسألتهما و أخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما، أما إني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي، و لقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول:

لقد علمت بالغيب أني أخونها* * *

إذا هو لم يكرم علي كريمها

. أما إني لو كرمت عليهما لكرم من يكرم علي.

حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح- و كان غاليا-، حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري- و هو غال و كان من أركانهم أيضا-، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون- و هو أيضا منهم-، قال: حدثني محمد بن سنان- و هو كذلك-، عن بشير النبال أنه قال: قال أبو عبد الله(ع)لمحمد بن كثير الثقفي- و هو من أصحاب المفضل بن عمر أيضا-: ما تقول في المفضل بن عمر؟

و ذكر مثل حديث إسحاق بن محمد البصري سواء.

حدثني إبراهيم بن محمد، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد، عن أسد بن أبي العلاء، عن هشام بن أحمد، قال: دخلت على أبي عبد الله(ع)، و أنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، و هو في ضيعة له في يوم شديد الحر، و العرق يسيل على صدره، فابتدأني فقال: نعم و الله الذي لا إله إلا هو، المفضل بن عمر الجعفي، حتى أحصيت نيفا و ثلاثين مرة يقولها و يكررها، قال: إنما هو والد بعد الوالد.

قال الكشي: أسد بن أبي العلاء يروي المناكير، لعل هذا الخبر إنما روي في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا». أقول: و هذه الرواية رواها الشيخ بإسناده، عن هشام بن أحمر باختلاف يسير. الغيبة: في الموضع المتقدم.

«و حكى نصر بن الصباح، عن ابن أبي عمير بإسناده، أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث خرجوا إلى أبي عبد الله(ع)فقالوا: أقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا و ما نحتاج إليه من الأحكام. قال: لا تحتاجون إلى ذلك، متى ما احتاج أحدكم عرج إلي و سمع مني و ينصرف، فقالوا: لا بد. فقال: قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه و اقبلوا عنه، فإنه لا يقول على الله و علي إلا الحق، فلم يأت عليه كثير شيء حتى شنعوا عليه و على أصحابه، و قالوا أصحابه لا يصلون، و يشربون النبيذ، و هم أصحاب الحمام، و يقطعون الطريق و المفضل يقربهم و يدنيهم.

حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن عمر بن سعيد الزيات، عن محمد بن حريز، قال: حدثني بعض أصحابنا من كان عند أبي الحسن الثاني(ع)جالسا، فلما نهضوا قال لهم: القوا أبا جعفر(ع)، فسلموا عليه و أحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت إلي و قال: يرحم الله المفضل، إنه كان ليكتفي بدون هذا».

أقول: رواها محمد بن يعقوب بإسناده، عن يحيى بن حبيب الزيات، قال: أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا(ع)جالسا، و ذكر مثل ما ذكره الكشي باختلاف يسير. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني(ع)73، الحديث 1.

«و حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح الجوان،

قال: قال لي أبو الحسن(ع): ما يقولون في المفضل بن عمر؟ فقلت: يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا و هو يقوم بأمر صاحبكم، قال: ويلهم ما أخبث ما أنزلوه، ما عندي كذلك، و ما لي فيهم مثله.

علي بن محمد، قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن(ع)، و لم أكن أرى شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل بن عمر، و لربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه، و يقول: أوصله إلى المفضل».

أقول: هذه الرواية رواها الشيخ أيضا بإسناده، عن موسى بن بكر في الموضع المتقدم من الغيبة.

«علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن كليب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، قال: بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لأبي الحسن(ع)الحيتان، فيأخذ رءوسها و يبيعها و يشتري بها حيتانا شفقة عليه.

حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن عيسى بن سليمان، عن أبي إبراهيم(ع)، قال: قلت: جعلني الله فداك، خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت الله له، قال: رحم الله المفضل قد استراح، قال: فخرجت إلى أصحابنا فقلت لهم قد و الله مات المفضل، قال: ثم دخلت الكوفة و إذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام.

علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن ظبيان، قال: قلت لأبي عبد الله(ع): جعلت فداك، لو كتبت إلى هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل فإنهما له مؤذيان، فقال: إذن أغريهما به، كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في مودتي،

حيث يقول:

لقد علمت بالغيب ألا أحبها* * *

إذا هو لم يكرم علي كريمها

. أما و الله لو كرمت عليهم لكرم من عليهم أقرب و أوقر».

و رواها محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، جميعا عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان. (و فيها:) فقال: من هذا الرجل و من هذين الرجلين، قلت أ لا تنهى حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة، عن المفضل بن عمر، فقال: يا يونس قد سألتهما أن يكفا عنه فلم يفعلا، فدعوتهما و سألتهما و كتبت إليهما، و جعلته حاجتي إليهما فلم يكفا عنه، فلا غفر الله لهما .. و في آخرها: أما و الله لو أحباني لأحبا من أحب. الروضة: الحديث 561.

أقول: يظهر من الرواية الثانية من روايات الكشي، أن المراد بالرجل في هذه الرواية هو المفضل بن عمر، و المراد بالرجلين حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة. و أما الروايات الذامة فهي كما تلي، قال الكشي (154):

«جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا كافر يا مشرك ما لك و لابني، يعني إسماعيل بن جعفر و كان منقطعا إليه، يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعده.

حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، و حماد بن عثمان، عن إسماعيل بن جابر، قال: قال أبو عبد الله: ائت المفضل، و قل له: يا كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني، تريد أن تقتله؟.

حدثني الحسين بن علي بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و الحسن بن

موسى، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، قال: دخل حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله(ع)، فقالا له: جعلنا فداك، إن المفضل بن عمر يقول: إنكم تقدرون أرزاق العباد، فقال: و الله ما يقدر أرزاقنا إلا الله، و لقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري، و أبلغت إلى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم، فعندها طابت نفسي، لعنه الله و برئ منه. قالا: أ فتلعنه و تتبرأ منه؟ قال: نعم فالعناه و ابرءا منه، برئ الله و رسوله منه.

حدثني حمدويه، و إبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن عمر أنه كان يشير أنكما لمن المرسلين. قال الكشي: و ذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها،

عن المفضل أنه قال: لقد قتل مع أبي إسماعيل- يعني أبا الخطاب- سبعون نبيا كلهم رأى و هلك نبينا فيه، و أن المفصل قال: دخلنا على أبي عبد الله(ع)و نحن اثنا عشر رجلا، قال: فجعل أبو عبد الله يسلم على رجل رجل منا، و يسمي كل رجل منا باسم نبي، و قال لبعضنا: السلام عليك يا نوح، و قال لبعضنا: السلام عليك يا إبراهيم، و كان آخر من يسلم عليه و قال: السلام عليك يا يونس، ثم قال: لا تخاير بين الأنبياء.

قال أبو عمرو الكشي:

قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين(ع)، قلت لشريك: إن أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث، فقال: أخبرك القصة، كان جعفر بن محمد رجلا صالحا، مسلما، ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه و يخرجون من عنده، و يقولون حدثنا جعفر بن محمد، و يحدثون بأحاديث كلها منكرات، كذب موضوعة على جعفر، ليستأكلون الناس بذلك، و يأخذون منهم الدراهم، فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، و سمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك و منهم من أنكر، و هؤلاء مثل المفضل بن عمر و بنان و عمرو النبطي و غيرهم، ذكروا أن

جعفرا حدثهم أن معرفة الإمام تكفي من الصوم و الصلاة، و حدثهم عن أبيه عن جده، و أنه حدثهم قبل يوم القيامة، و أن عليا(ع)في السحاب يطير مع الريح، و أنه كان يتكلم بعد الموت، و أنه كان يتحرك على المغتسل، و أن إله السماء و إله الأرض الإمام، فجعلوا لله شريكا جهال ضلال، و الله ما قال جعفر شيئا من هذا قط، كان جعفر أتقى لله و أورع من ذلك، فسمع الناس ذلك فضعفوه، و لو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس.

وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي في كتابه، حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، و إسحاق بن عمار، قالا: خرجنا نريد زيارة الحسين(ع)، فقلنا لو مررنا بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجيء معنا، فأتينا الباب فاستفتحناه فخرج إلينا فأخبرناه، فقال: استخرج الحمار فأخرج، فخرج إلينا و ركب و ركبنا، و طلع لنا الفجر على أربعة فراسخ من الكوفة، فنزلنا فصلينا، و المفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا: يا أبا عبد الله لا تصلي؟ فقال: صليت قبل أن أخرج من منزلي.

حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل بن عامر، قال: دخلت على أبي عبد الله(ع)، فوصفت إليه الأئمة حتى انتهيت إليه، فقلت: إسماعيل من بعدك، فقال: أما ذا فلا، فقال حماد: فقلت لإسماعيل و ما دعاك إلى أن تقول و إسماعيل من بعدك؟ قال: أمرني المفضل بن عمر.

قال: نصر بن الصباح رفعه عن محمد بن سنان، عن عدة من أهل الكوفة كتبوا إلى الصادق(ع)، فقالوا: إن المفضل يجالس الشطار، و أصحاب الحمام، و قوما يشربون الشراب، ينبغي أن تكتب إليه و تأمره ألا يجالسهم، فكتب إلى المفضل كتابا و ختمه و دفعه إليهم، و أمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل، فجاءوا بالكتاب إلى المفضل، منهم زرارة، و عبد الله بن بكير، و محمد

بن مسلم، و أبو بصير، و حجر بن زائدة، و دفعوا الكتاب إلى المفضل ففكه و قرأه، فإذا: (بسم الله الرحمن الرحيم اشتر كذا و كذا و اشتر كذا)، و لم يذكر فيه قليلا و لا كثيرا مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة، و دفع زرارة إلى محمد بن مسلم، حتى دار الكتاب إلى الكل، فقال المفضل: ما ذا تقولون؟ قالوا: هذا مال عظيم، حتى ننظر و نجمع و نحمل إليك، ثم لم ندرك إلا نراك بعد ننظر في ذلك، و أرادوا الانصراف، فقال المفضل: تغدوا عندي فأجلسهم لغدائه، و وجه المفضل إلى أصحابه الذين سعوا بهم، فجاءوا و قرأ عليهم كتاب أبي عبد الله(ع)، فرجعوا من عنده و جلس هؤلاء ليتغدوا، فرجع الفتيان و حمل كل واحد منهم على قدر قوته ألفا و ألفين و أقل و أكثر، فحضروا و أحضروا ألفي دينار و عشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء، فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون أن الله تعالى محتاج إلى صلاتكم و صومكم».

أقول: هذه الروايات أيضا ضعاف، إلا الروايتين الثانية و الرابعة، ثم إن الكشي ذكر رواية في ترجمة المفضل لا مادحة، و لا ذامة، و هي هذه:

«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان، قال: كنت أنا و المفضل بن عمر و ناس من أصحابنا بالمدينة، و قد تكلمنا في الربوبية، قال فقلنا مروا على باب أبي عبد الله(ع)حتى نسأله، فقمنا بالباب، قال: فخرج إلينا و هو يقول: بل عبٰاد مكرمون لٰا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون