المفضل بن صالح أبو جميلة
المفضل بن صالح أبو جميلة:
قال الشيخ 764: «مفضل بن صالح، يكنى أبا جميلة، له كتاب. و كان نخاسا يبيع الرقيق، و يقال إنه كان حدادا، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عنه». و عده في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(565)، قائلا: «المفضل بن صالح أبو علي، مولى بني أسد يكنى بأبي جميلة أيضا، مات في حياة الرضا ع». و عده البرقي من أصحاب الصادق(ع)أيضا، قائلا: «أبو جميلة المفضل بن صالح الأسدي، مولى نخاس، كان يبيع الرقيق و يقال: إنه حداد». و تقدم عن النجاشي في ترجمة جابر بن يزيد قوله: «روى عنه جماعة غمز فيهم و ضعفوا، منهم عمرو بن شمر، و المفضل بن صالح ..» إلى آخر ما ذكره. و قال ابن الغضائري: «المفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي النخاس، مولاهم، ضعيف، كذاب، يضع الحديث، حدثنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا
علي بن محمد بن الزبير، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: سمعت معاوية بن حكيم يقول: سمعت أبا جميلة يقول: أنا وضعت رسالة معاوية إلى محمد بن أبي بكر، و قد روى المفضل عن أبي عبد الله(ع)و أبي الحسن ع». بقي هنا أمران: الأول:
أن المفضل بن صالح، وقع في إسناد كامل الزيارات، فقد روى عن أبي أسامة زيد الشحام، و روى عنه محمد بن عبد الحميد العطار، الباب 17، في قول جبرئيل لرسول الله(ص)إن الحسين تقتله أمتك من بعدك، الحديث 2.
و قد تقدم وقوعه في إسناد تفسير علي بن إبراهيم، كما تقدم في عنوان المفضل بن صالح، و قد شهد بوثاقة جميع من وقع في إسناد كتابه. و لكنه معارض بما ذكره النجاشي، من أن ضعف المفضل بن صالح كان من المتسالم عليه عند الأصحاب، و مع ذلك فقد مال المحقق الوحيد إلى إصلاح حاله، لرواية الأجلة و من أجمعت العصابة إلى تصحيح ما يصح عنه، كابن أبي عمير، و ابن المغيرة، و الحسن بن محبوب، و البزنطي في الصحيح، و الحسن بن علي بن فضال، يشهد بوثاقته و الاعتماد عليه، و يؤيده كونه كثير الرواية سديدة مفتى بها (انتهى). أقول: مر غير مرة أن كثرة الرواية، و رواية الأجلة و أصحاب الإجماع عن رجل لا تدلان على وثاقته، و على تقدير تسليم الدلالة، فلا يمكن الأخذ بها مع ما سمعته من النجاشي، من التسالم على ضعف الرجل، و الله العالم. الأمر الثاني: أن المفضل بن صالح روى عن أبي عبد الله(ع)في غير مورد، و هي كثيرة منها:
ما رواه محمد بن يعقوب بسنده، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول: (من مشى في حاجة أخيه ثم لم يناصحه فيها، كان كمن خان الله و رسوله، و كان الله خصمه). الكافي:
الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب من لم يناصح أخاه المؤمن 153، الحديث 4.
و قد ذكر ابن الغضائري روايته عن أبي الحسن(ع)، و كذلك ذكر العلامة في الخلاصة (3) من الباب (3)، في حرف الميم في القسم الثاني. و الأمر كما ذكراه، فقد روى محمد بن يعقوب بسنده الصحيح، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، قال: كتبت إلى أبي الحسن(ع).. (الحديث). و روى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر. الكافي: الجزء 7، باب قبل باب من لا تجوز وصيته من البالغين 30، الحديث 3. و رواها الشيخ بسنده الصحيح، عن أبي المفضل بن صالح مثله. التهذيب: الجزء 9، باب الوصية المبهمة، الحديث 839. أقول: بل روى عن الرضا(ع)أيضا، و روى عنه أحمد بن محمد بن أبي نصر. الكافي: الجزء 7، الباب المتقدم، الحديث 1. و رواها الصدوق بسنده الصحيح، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جميلة، عن الرضا(ع)، مثله. الفقيه: الجزء 4، باب الرجل يوصي لرجل بسيف، أو صندوق، أو سفينته، الحديث 561. الأمر الثالث: أنك قد عرفت أن الشيخ ذكر، أن المفضل بن صالح مات في حياة الرضا(ع)، و اعترض عليه بعضهم بأنه ينافي روايته عن الجواد(ع)، فقد روى الشيخ بسنده عن عبيس بن هشام، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر(ع). التهذيب: الجزء 7، باب من الزيادات بعد باب الإجارات، الحديث 1012. أقول: إن المعترض تخيل أن أبا جعفر(ع)في هذه الرواية، هو الجواد(ع)، اغترارا بأن المفضل بن صالح لم يدرك الباقر(ع)، و قد نشأ تخيله هذا من غلط النسخة، و وقوع السقط في نسخة التهذيب: فإن
محمد بن يعقوب، روى هذه الرواية بعينها بالسند المذكور في التهذيب، عن أبي جميلة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر(ع)، و المراد به الباقر(ع)بلا ريب، فلا تنافي هذه الرواية ما ذكره الشيخ ((قدس الله نفسه)).
طبقته في الحديث
وقع بعنوان المفضل بن صالح أبي جميلة في أسناد عدة من الروايات تبلغ خمسة و عشرين موردا. فقد روى عن أبي الحسن(ع)، و أبان بن تغلب، و جابر بن يزيد، و زرارة، و زيد الشحام، و سعد بن طريف، و عبد الله بن سليمان، و محمد بن مسلم، و محمد الحلبي. و روى عنه ابن أبي نجران، و ابن فضال، و أحمد بن محمد بن أبي نصر، و ثعلبة، و الحسن بن علي، و علي بن الحكم، و عمر بن عثمان، و محمد بن عبد الحميد. أقول: هذا متحد مع من بعده.