محمد بن الفضيل الأزدي
محمد بن الفضيل الأزدي:
صيرفي، يرمى بالغلو، له كتاب، من أصحاب الرضا(ع)، رجال الشيخ (35). و عده أيضا (تارة) من أصحاب الصادق(ع)(283)، قائلا: «محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الكوفي الصيرفي». و أخرى من أصحاب الكاظم(ع)(25)، قائلا: «محمد بن الفضيل الكوفي الأزدي، ضعيف». و عده البرقي من أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «محمد بن الفضيل الأزدي الصيرفي: عربي، كوفي». أقول: يظهر من عبارات الشيخ، و توصيفه محمد بن الفضيل بالأزدي في جميع هذه الموارد، و بالكوفي في موردين: أن محمد بن الفضيل الأزدي رجل واحد، أدرك الصادق(ع)، و الكاظم(ع)، و الرضا(ع). و قال النجاشي: «محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الأزدي، أبو جعفر الأزرق: روى عن أبي الحسن موسى(ع)، و الرضا(ع)، له كتاب و مسائل. أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا ابن الوليد، عن الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن الفضيل بكتابه، و هذه النسخة يرويها جماعة». (انتهى). أقول: صريح هذا الكلام أن من يروي عن الكاظم(ع)، و الرضا(ع)رجل واحد، كما أن صريحه أن الموصوف بالأزرق إنما هو هذا الرجل، و عليه فيتحد ما ذكره النجاشي مع ما ذكره الشيخ في الفهرست، حيث قال (633): «محمد بن الفضيل الأزرق: له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن سعد، و الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، و أحمد بن أبي
عبد الله، عن علي بن الحكم، عنه». و قال ابن داود (1450) من القسم الأول: «محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الرقي أبو جعفر الأزرق (ق)- (م) (ضا) (جخ) (كش)» انتهى. أقول: إن كلامه صريح في الاتحاد، و كلمة (كش) في كلامه مصحف (جش)، كما وقع ذلك في غير مورد. بقي هنا أمور: الأول: أن ما ذكره الشيخ من أن محمد بن الفضيل من أصحاب الصادق(ع)، و الكاظم(ع)، و الرضا(ع)، يصدقه ما في الروايات، فإنه قد روى عنهم(ع)في عدة موارد، نذكر بعضها: فقد روى محمد بن يعقوب بإسناده، عن علي بن المنذر الزبال، عن محمد بن الفضيل، عن أبي عبد الله(ع). الكافي: الجزء 5، كتاب المعيشة 2، باب فضل شراء الحنطة و الطعام (66)، الحديث 2. و روى بإسناده، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى(ع). الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب الظلال للمحرم 90، الحديث 15. و روى بإسناده عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن الرضا(ع). الكافي: الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب صلة الرحم (68)، الحديث 26، بل إن محمد بن الفضيل، روى عن أبي جعفر الثاني(ع)أيضا، فقد روى الكليني بسند صحيح، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي جعفر الثاني(ع). الكافي: الجزء 2، كتاب الدعاء 2، باب القول عند الإصباح و الإمساء (48)، الحديث 36. و روى بسنده الصحيح أيضا عنه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي جعفر الثاني(ع). الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب ما يجزئ من حجة الإسلام و ما
لا يجزئ 38، الحديث 9. و رواها الصدوق في الفقيه: الجزء 2، باب حج الصبيان، الحديث 1297. الأمر الثاني: أن محمد بن الفضيل وقع في أسناد كامل الزيارات، روى عن إسحاق بن عمار، و روى عنه الحسن بن علي بن أبي عثمان، الباب 39، في زيارة الملائكة الحسين بن علي(ع)، الحديث 3، و قد عد الشيخ المفيد في رسالته العددية محمد بن الفضيل، من الفقهاء و الرؤساء الأعلام، الذين يؤخذ منهم الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام، و لا يطعن عليهم بشيء، و لا طريق لذم واحد منهم، إلا أن ذلك معارض بما عرفت من تضعيف الشيخ إياه، إذا لم تثبت وثاقة الرجل فلا يعتمد على روايته. الأمر الثالث: أن محمد بن الفضل الصيرفي، قد عرفت روايته عن الرضا(ع)فهو معاصر مع محمد بن القاسم بن الفضيل الآتي، و قد اشتركا في عدة من الرواة عنهما، و فيمن يرويان عنه، و لأجل ذلك جزم الأردبيلي في جامعه، بأن محمد بن الفضيل الذي وقع في أسناد هذه الروايات، هو محمد بن القاسم بن الفضيل الثقة، و أن إطلاق ابن الفضيل عليه من باب الإسناد إلى الجد، و هذا الذي ذكره و إن كان محتملا كما ذكره المجلسي في الوجيزة، إلا أن الجزم به في غير محله، فإن محمد بن الفضيل الأزدي الصيرفي هو رجل معروف ذو كتاب، و له روايات كثيرة، فإطلاق محمد بن الفضيل، و إرادة محمد بن القاسم بن الفضيل، من دون قرينة إطلاق على خلاف قانون المحاورة، فلا يصار إليه. قال السيد التفريشي في ترجمة إبراهيم بن نعيم العبدي (127): «و روى عنه محمد بن الفضيل كثيرا: و يحتمل أن يكون محمد بن الفضيل هذا، هو محمد بن القاسم بن الفضيل الثقة، لأن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه، روى كثيرا في الفقيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، ثم قال في مشيخته: و ما كان فيه عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري، صاحب
الرضا(ع)، فقد رويته عن فلان، عن فلان (إلى آخره) و لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمد بن الفضيل أصلا، إلا أن يقال: إن الشيخ (الصدوق) لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمد بن الفضيل، كما لم يذكر طريقه إلى أبي الصباح الكناني و غيره، مع أن روايته في الفقيه عنه كثيرة و الله أعلم». انتهى. أقول: إن روايات أبي الصباح في الفقيه أكثر من روايات محمد بن الفضيل، و روى الصدوق(قدس سره) في الفقيه، عن أشخاص يزيد عددهم على مائة، و لم يذكر طريقه إليهم في المشيخة، و فيهم من هو كثير الرواية مثل محمد بن الفضيل، منهم: أبو عبيدة، و بريد، و جميل بن صالح، و حمران بن أعين، و موسى بن بكر، و يونس بن عبد الرحمن إذا لا دليل على أن محمد بن الفضيل الذي يروي عن أبي الصباح الكناني، هو محمد بن القاسم بن الفضيل. و كيف كان، فطريق الشيخ إليه صحيح، و إن كان فيه ابن أبي جيد فإنه ثقة على الأظهر.