محمد بن علي بن أبي الحسن
محمد بن علي بن أبي الحسن:
قال التفريشي في النقد (561): «محمد بن علي بن أبي الحسن الحسني العاملي، (رحمه الله) تعالى: سيد من ساداتنا، و شيخ من مشايخنا، و فقيه من فقهائنا رضي الله عنهم، مات عن قرب إلا أنه كان بالشام، و لم يتفق لقائي إياه، له كتب». و قال الشيخ الحر في أمل الآمل (170): «السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي: كان (عالما) فاضلا، متبحرا، ماهرا، محققا، مدققا، زاهدا، عابدا، ورعا، فقيها، محدثا، كاملا، جامعا للفنون و العلوم، جليل القدر، عظيم المنزلة، قرأ على أبيه و على مولانا أحمد الأردبيلي، و تلامذة جده لأمه الشهيد الثاني، و كان شريك (خاله) الشيخ حسن في الدرس، و كان كل منهما
يقتدى بالآخر في الصلاة و يحضر درسه، و قد رأيت جماعة من تلامذتهما، له كتاب مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام، خرج منه العبادات في ثلاث مجلدات، فرغ منه سنة (998) و هو من أحسن كتب الاستدلال، و حاشية الإستبصار، و حاشية التهذيب، و حاشية على ألفية الشهيد، و شرح المختصر النافع، و غير ذلك. و لقد أحسن و أجاد في قلة التصنيف، و كثرة التحقيق، و رد أكثر الأشياء المشهورة بين المتأخرين في الأصول و الفقه، كما فعله خاله الشيخ حسن، و لما توفي رثاه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي بقصيدة طويلة، منها قوله:
صحبت الشجى ما دمت في العمر باقيا* * * و طلقت أيام الهنا و اللياليا
و عني تجافى صفو عيشي كما غدا* * * يناظر مني ناظر السحب باكيا
و قد قل عندي كل ما كنت واجدا* * * بفقد الذي أشجى الهدى و المواليا
فتى زانه في الدهر فضل و سؤدد* * * إلى أن غدا فوق السماكين راقيا
هو السيد المولى الذي تم بدره* * * فأضحى إلى نهج الكرامات هاديا
و للفقه نوح يترك الصلد ذائبا* * * كما سال دمع الحق يحكي الفؤاديا
و لقد مرت أبيات للشيخ نجيب الدين علي بن محمد في مرثيته، و قد تقدم أن الشيخ حسن الحانيني رثاه بقصيدة، و نقلت منها أبياتا (و رأيت بخط ولده السيد حسين على ظهر كتاب المدارك، الذي عليه خط مؤلفه في مواضع ما هذا لفظه: توفي والدي المحقق مؤلف هذا الكتاب في شهر ربيع الأول، ليلة العاشر منه سنة تسع بعد الألف في قرية جبع)».