محمد بن الحسن بن زين الدين
محمد بن الحسن بن زين الدين:
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (152): «الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد العاملي: كان عالما، فاضلا، محققا، مدققا، متبحرا، جامعا، كاملا، صالحا، ورعا، ثقة، فقيها، محدثا، متكلما، حافظا، شاعرا، أديبا، منشئا، جليل القدر، عظيم الشأن، حسن التقرير، قرأ على أبيه و على السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، و على ميرزا محمد بن علي الأسترآبادي، و غيرهم، من علماء عصره، له كتب كثيرة منها: شرح تهذيب الأحكام، و شرح الإستبصار ثلاث مجلدات في الطهارة و الصلاة، و حاشية على شرح اللمعة، مجلدان إلى كتاب الصلح، و حاشية المعالم، و حاشية أصول الكافي، و حاشية الفقيه، و حاشية المختلف، و شرح الإثني عشرية لأبيه، و حاشية المدارك،
و حاشية المطول، و كتاب روضة الخواطر و نزهة النواظر، ثلاث مجلدات، و رسالة في تزكية الراوي، و رسالة التسليم في الصلاة، و رسالة للتسبيح و الفاتحة فيما عدا الأوليين، و ترجيح التسبيح، و كتاب مشتمل على مسائل و أحاديث، و كتاب مشتمل على مسائل جمعها من كتب شتى، و حاشية كتاب الرجال لميرزا محمد، و ديوان شعره، و رسالة سماها تحفة الدهر في مناظرة الغنى و الفقر، و غير ذلك. و له شعر حسن. أروي عن عمي الشيخ علي بن محمد بن علي الحر، و عن خال والدي الشيخ علي بن محمود العاملي، و عن ولده الشيخ زين الدين و غيرهم، عنه. و قد ذكره ولده الشيخ علي، في كتاب الدر المنثور، في الجزء الثاني، فقال: كان عالما، عاملا، و فاضلا كاملا، و ورعا عادلا، و طاهرا زكيا، و عابدا تقيا، و زاهدا مرضيا، يفر من الدنيا و أهلها، و يتجنب الشبهات، جيد الحفظ و الذكاء، و الفكر و التدقيق، كانت أفعاله منوطة بقصد القربة، صرف عمره في التصنيف و العبادة، و التدريس و الإفادة و الاستفادة .. و أطال في مدحه، و ذكر من قرأ عليهم و انتقاله إلى كربلاء و إلى مكة، و غير ذلك من أحواله، و قد ذكر مؤلفاته السابقة و جملة من شعره، و منه قصيدة في مرثية السيد محمد بن أبي الحسن العاملي، و قصيدة في مدحه، و منها قوله:
يا خليلي باللطيف الخبير* * * و بود أضحى لكم في الضمير
خصصا بالثنا إماما جليلا* * * و خليلا أضحى عديم النظير
و قوله من قصيدة:
ما لفؤادي مدى بقائي* * * قد صار وقفا على العناء
و ما لجسمي حليف سقم* * * بدا به اليأس من شفائي
و أورد له قصائد طويلة بتمامها، منها: هاتان القصيدتان و السابقتان. أقول: و قد رأيت من شعره بخطه قصيدة في مرثية الحسين(ع)،
منها قوله:
كيف ترقى دموع أهل الولاء* * * و الحسين(ع)الشهيد في كربلاء
جده المصطفى الأمين على* * * الوحي من الله خاتم الأنبياء
و أبوه أخو النبي(ص)علي* * * آية الله سيد الأوصياء
أمه البضعة البتول أخوه* * * صفوة الأولياء و الأصفياء
يا لها من مصيبة أصبح الدين* * * بها في مذلة و شقاء
ليت شعري ما عذر عبد محب* * * جامد الدمع ساكن الأحشاء
و ابن بنت النبي(ص)أضحى ذبيحا* * * مستهاما مرملا بالدماء
و حريم الوصي في أسر ذل* * * فاقدات الآباء و الأبناء
و علي(ع)خير العباد أسير* * * في قيود العدى حليف العناء
مثل هذا جزاء نصح نبي* * * كل عن نعته لسان الثناء
أسس السابقون بيعة غدر* * * و بنى اللاحقون شر بناء
حرفوا بدلوا أضاعوا أقاموا* * * بدعا بالعناد و الشحناء
و استبدوا بإمرة نصبوها* * * شركا للأئمة النجباء
منعوا فاطم البتول تراثا* * * من أبيها بفاسد الآراء
يا بني الوحي لا يخفف وجدا* * * نالنا من شماتة الأعداء
غير ذي الأمر نور وحي إله* * * حجة الله كاشف الغماء
لهف نفسي على زمان أرى* * * فيه مزيلا لدولة الأشقياء
أ ترى يمسح الزمان بهذا* * * و يحوز الراجون خير رجاء