محمد بن إدريس العجلي

من ويكي علوي
مراجعة ١١:١١، ١١ يناير ٢٠٢٤ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' === محمد بن إدريس العجلي: === قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته: «الشيخ محمد بن إدريس العجلي بالحلة، له تصانيف، منها: كتاب السرائر، شاهدته بالحلة، و قال شيخنا سديد الدين (محمود الحمصي) رفع الله درجته: هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه». و قال ابن داود في (412) من القسم الثان...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن إدريس العجلي:

قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته: «الشيخ محمد بن إدريس العجلي بالحلة، له تصانيف، منها: كتاب السرائر، شاهدته بالحلة، و قال شيخنا سديد الدين (محمود الحمصي) رفع الله درجته: هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه».

و قال ابن داود في (412) من القسم الثاني: أنه كان شيخ الفقهاء بالحلة متقنا للعلوم، كثير التصانيف، لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت(ع)بالكلية. و قال السيد مصطفى (106) بعد نقله كلام ابن داود: «و لعل ذكره في باب الموثقين أولى، لأن المشهور منه أنه يعمل بخبر الواحد، و هذا لا يستلزم الإعراض بالكلية، و إلا لانتقض بغيره مثل السيد المرتضى و غيره». و قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (717): «و قد أثنى عليه علماؤنا المتأخرون، و اعتمدوا على كتابه، و على ما رواه في آخره من كتب المتقدمين و أصولهم، يروي عن خاله أبي علي الطوسي بواسطة و غير واسطة، و عن جده لأمه أبي جعفر الطوسي (رحمه الله)، و أم أمه بنت المسعود ورام، و كانت فاضلة صالحة، و من مؤلفاته السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، و هو الذي تقدم ذكره [و له أيضا كتاب التعليقات كبير، و هو حواش و إيرادات على التبيان لشيخنا الطوسي (رحمه الله) شاهدته بخطه في فارس]، و قد ذكر أقواله العلامة و غيره من علمائنا في كتب الاستدلال و قبلوا أكثرها انتهى». أقول: أما ما ذكره الشيخ محمود الحمصي من أن ابن إدريس مخلط، لا يعتمد على تصنيفه، فهو صحيح من جهة و باطل من جهة، أما إنه مخلط في الجملة فمما لا شك فيه، و يظهر ذلك بوضوح من الروايات التي ذكرها فيما استطرفه من كتاب أبان بن تغلب، فقد ذكر فيها عدة روايات ممن لم يدرك الصادق(ع)، و كيف يمكن أن يروي أبان المتوفى في حياة الصادق(ع)عمن هو متأخر عنه بطبقه أو طبقتين. و من جملة تخليطه أنه ذكر روايات استطرفها من كتاب السياري، و قال: و اسمه أبو عبد الله صاحب موسى(ع)، و الرضا(ع)عليهما من الله آلاف التحية و الثناء، و هذا فيه خلط واضح، فإن السياري هو أحمد بن محمد بن السيار أبو عبد الله،

و هو من أصحاب الهادي(ع)، و العسكري(ع)، و لا يمكن روايته عن الكاظم(ع)، و الرضا(ع). و أما قوله لا يعتمد على تصنيفه فهو غير صحيح، و ذلك فإن الرجل من أكابر العلماء و محققيهم، فلا مانع من الاعتماد على تصنيفه في غير ما ثبت فيه خلافه. و أما قول ابن داود إنه أعرض عن أخبار أهل البيت(ع)بالكلية فهو باطل جزما، فإنه اعتمد على الروايات في تصنيفاته، و كتابه مملوء من الأخبار، غاية الأمر أنه لا يعمل بالأخبار الآحاد، فيكون حاله كالسيد المرتضى و غيره ممن لا يعملون بالخبر الواحد غير المحفوف بالقرائن، و لأجل ذلك ذكر السيد التفريشي ما تقدم منه، كما تقدم عن الشيخ الحر ما ذكره من أن علماءنا المتأخرين قد أثنوا عليه و اعتمدوا على كتابه. بقي هنا شيء: و هو أن المعروف في الألسنة أن ابن إدريس تجاسر على شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي(قدس سره)، جسارة لا ينبغي صدورها عن الجاهل فضلا عن مثل ابن إدريس، و هذه القصة لا أساس لها. و من الغريب أن الشيخ المامقاني نسب ذلك إلى كتاب ابن إدريس، و قال: «و أقول في مواضع من السرائر أعظم مما نقله (العلامة) حتى إنه في كتاب الطهارة عند إرادة نقل قول بالنجاسة عن الشيخ يقول: و خالي شيخ الأعاجم أبو جعفر الطوسي يفوه من فيه رائحة النجاسة، و هذا منه قد بلغ في إساءة الأدب النهاية». أقول: إن ما ذكره(قدس سره) خلاف الواقع، و ليس من ذلك في كتاب السرائر عين و لا أثر، و يدل على ذلك أن الشيخ أبا جعفر الطوسي لم يكن خالا لابن إدريس، و إنما هو جده لأمه، و الشيخ المامقاني لم يلاحظ كتاب ابن إدريس و إنما ذكر ذلك اعتمادا على ما سمعه من أفواه الناس، و كيف يتكلم ابن إدريس

بمثل ذلك و هو يعظم الشيخ أبا جعفر في موارد عديدة؟ منها: قوله في أوائل الكتاب في توبيخ المتمسكين بالأخبار الآحاد حتى في أصول الدين: فقد قال الشيخ السعيد الصدوق أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه و تغمده الله تعالى برحمته. و منها ما قاله في باب صلاة الجمعة و أحكامها، فإنه ذكر بعد نقل كلام عن السيد المرتضى حكاه الشيخ أبو جعفر الطوسي(قدس سره): و لم أجد للسيد المرتضى تصنيفا و لا مسطورا بما حكاه شيخنا عنه (إلى أن قال) و لعل شيخنا أبا جعفر سمعه من المرتضى في الدرس و عرفه منه مشافهة دون المسطور، و هذا هو العذر البين، فإن الشيخ ما يحكي بحمد الله تعالى إلا الحق اليقين، فإنه أجل قدرا و أكثر ديانة من أن يحكي عنه ما لم يسمعه و يحققه منه (انتهى). و غير ذلك من الموارد. و أما منشأ هذه القصة التي لا أساس لها فهو قصور الفهم عن درك مراد ابن إدريس(قدس سره)، من العبارة التي نذكرها، فإنه(قدس سره)، ذهب إلى أن الماء المتمم كرا طاهر، حتى فيما إذا كان المتمم و المتمم نجسين، و استشهد على ذلك بما رواه من أن الماء إذا بلغ كرا لم يحمل خبثا ثم أيد ذلك بأنه يستفاد و يستشم من كلام أبي جعفر الطوسي(قدس سره)، قال: فالشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) الذي يتمسك بخلافه و يقلد في هذه المسألة و يجعل دليلا يقوي القول و الفتيا بطهارة هذا الماء في كثير من أقواله، و أنا أبين إن شاء الله أن أبا جعفر (رحمه الله) يفوه من فيه رائحة تسليم المسألة بالكلية (طهارة الماء المتمم كرا) إذا تأمل كلامه و تصنيفه حق التأمل و أبصر بالعين الصحيحة و أحرز له الفكر الصافي، فإنه فيه نظر و لبس، إلى آخر ما ذكره- فترى أنه في عبارته يستظهر من الشيخ(قدس سره)، القول بالطهارة استنصارا لمذهبه، و أين هذا من القصة الفظيعة و الله العاصم.

بقي هنا شيء، و هو: أن الشيخ الحر ذكر رواية ابن إدريس، هذا عن خاله أبي علي الطوسي بلا واسطة، و الظاهر أنه غير ممكن فإن ابن إدريس توفي سنة (598)، فكيف يمكن روايته عن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي المتوفى سنة (460) بلا واسطة.