كنكر
كنكر:
عده الشيخ في رجاله (تارة) في أصحاب علي بن الحسين(ع)(2)، قائلا: «كنكر يكنى أبا خالد الكابلي، و قيل اسمه وردان»، (و أخرى) في أصحاب الباقر(ع)(5)، قائلا: «وردان أبو خالد الكابلي الأصغر: روى عنه(ع)، و عن أبي عبد الله(ع)، و الكبير اسمه كنكر»، و (ثالثة) في أصحاب الصادق(ع)(تارة)، قائلا: «كنكر أبو خالد القماط الكوفي (9)»، و (أخرى): «وردان أبو خالد الكابلي الأصغر: روى عنهما(ع)، و الأكبر كنكر (26)»، و قال في الكنى من الفهرست (827): «أبو خالد القماط، له كتاب، و قال ابن عقدة اسمه كنكر، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن ابن سماعة، عنه، و أخبرنا به جماعة، عن أبي جعفر ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد و الحميري، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عنه». و عده البرقي من أصحاب علي بن الحسين(ع)، قائلا: «أبو خالد الكابلي، كنكر، و يقال اسمه وردان».
روى أبو خالد الكابلي، عن أبي جعفر(ع)، و روى عنه ضريس. كامل الزيارات: الباب 18، فيما نزل من القرآن بقتل الحسين(ع)، الحديث 4. قال ابن شهرآشوب: «أبو خالد القماط الكابلي: اسمه كنكر، و قيل وردان، و قيل كفكير، ينتمي إليه الغلاة، و له كتب: معالم العلماء في فصل من عرف بكنيته (969)». و قال الكشي (56): أبو خالد الكابلي:
«1- حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب، قال: حدثني محمد بن أورمة، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن ضريس، قال: قال لي أبو خالد الكابلي: أما إني سأحدثك بحديث إن رأيتموه و أنا حي فقلت: صدقني، و إن مت قبل أن تراه ترحمت علي و دعوت لي، سمعت علي بن الحسين(ع)يقول: إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم و لا هم من عزير، و إن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم و لا هم من عيسى، و إنا على سنة من ذلك إن قوما من شيعتنا سيحبوننا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، و ما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا و لا نحن منهم.
2- الكشي: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد الله الحناط، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر(ع)يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد ابن الحنفية دهرا و ما كان يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك، إن لي حرمة و مودة و انقطاعا، فأسألك بحرمة رسول الله(ص)و أمير المؤمنين(ع)إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟ قال: فقال: يا أبا خالد، حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين ع
علي و عليك و على كل مسلم، فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد ابن الحنفية، فجاء إلى علي بن الحسين(ع)، فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه دنا منه، قال: مرحبا يا كنكر، ما كنت لنا بزائر، ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين(ع)، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي، فقال له علي(ع): و كيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال: إنك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، و قد كنت في عمياء من أمري، و لقد خدمت محمد ابن الحنفية دهرا من عمري، و لا أشك إلا و أنه إمام حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله و بحرمة رسوله و بحرمة أمير المؤمنين(ع)فأرشدني إليك، و قال: هو الإمام علي و عليك و على جميع خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك، سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته على كل مسلم.
3- ابن مهران، و الحسن، و أبوه كلهم كذا رووا.
وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر(ع)، قال: سمعته يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين(ع)دهرا من عمره، ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين(ع)، فشكا إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر و مال كثير، و قد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، و يريدون أن يطلبوا معالجا يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه فأته، و قل له: أنا أعالجها لك على أني أشترط عليك أني أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم، فلا تطمئن إليهم و سيعطونك ما تطلب منهم، فلما أصبحوا قدم الرجل و من معه بها، و كان رجلا من عظماء أهل الشام في المال
و المقدرة، فقال: أما من معالج بنت هذا الرجل؟، فقال له أبو خالد: أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم، فإن أنتم وفيتم وفيت لكم على ألا يعود إليها أبدا، فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم، ثم أقبل إلى علي بن الحسين(ع)فأخبره الخبر، فقال: إني لأعلم أنهم سيغدرون بك و لا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بأذن الجارية اليسرى، ثم قل: يا خبيث، يقول لك علي بن الحسين(ع): اخرج من هذه الجارية و لا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره، و خرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع أبو خالد مغتما كئيبا، فقال له علي بن الحسين(ع): ما لي أراك كئيبا يا أبا خالد، أ لم أقل لك إنهم يغدرون بك؟ دعهم فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين(ع)، فعادوا إلى أبي خالد يلتمسون مداواتها، فقال لهم أبو خالد: إني لا أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين(ع)، فإنه لي و لكم ثقة، فرضوا و وضعوا المال على يدي علي بن الحسين(ع)، فرجع أبو خالد إلى الجارية و أخذ بأذنها اليسرى، ثم قال: يا خبيث، يقول لك علي بن الحسين(ع): اخرج من هذه الجارية، و لا تعرض لها إلا بسبيل خير، فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها و لم يعد إليها، و دفع المال إلى أبي خالد، فخرج إلى بلاده».
و تقدم في ترجمة سلمان عده من حواري علي بن الحسين(ع). و تقدم في ترجمة سعيد بن المسيب عن الفضل بن شاذان، أنه من الخمسة الذين كانوا مع علي بن الحسين(ع)في أول أمره، قال الفضل: أبو خالد الكابلي و اسمه وردان، و لقبه كنكر. و تقدم في القاسم بن محمد بن أبي بكر أن أبا خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين(ع)، و يأتي في ترجمة يحيى ابن أم الطويل أنه أحد الثلاثة الذين لم يرتدوا بعد قتل الحسين(ع).
بقي هنا أمران: الأول: ما تقدم من الروايات لا يدل على وثاقة الرجل، لأنه لم يصح أسنادها، نعمم الرواية الأخيرة المذكورة في ترجمة يحيى بن أم الطويل معتبرة إلا أنها تدل على حسن عقيدته فقط. الثاني: أن صريح الشيخ، أن كنكر و وردان رجلان كل منهما يكنى أبا خالد، و كنكر أكبر من وردان، إلا أن الفضل بن شاذان ذكر أن اسمه وردان و لقبه كنكر، فهو رجل واحد، و يؤيد ما ذكره الشيخ ما تقدم من رواية الكشي من أن كنكر كان اسمه الذي سمته به أمه، و يؤيد ما ذكره الفضل من الاتحاد: ما رواه في الخرائج من رواية أن أمه سمته وردان، فجاء أبوه و أمرها بأن تسميه كنكر. البحار: الجزء 46، باب النصوص على الخصوص على إمامته (علي بن الحسين)(ع)، الحديث 48، و كيف كان فلا شك في أنه على فرض التعدد، فالمنصرف من أبي خالد الكابلي هو كنكر، فإنه هو المشهور المعروف الذي كان له كتاب. و طريق الشيخ إليه ضعيف بأبي المفضل، و محمد بن سنان، على أن كلا الطريقين مرسل لا محالة، فإن ابن سماعة، و محمد بن سنان لا يمكن أن يرويا عن أصحاب السجاد(ع).