الفضل بن شاذان
الفضل بن شاذان:
قال النجاشي: «الفضل بن شاذان بن الخليل أبو الأزدي النيشابوري كان أبوه من أصحاب يونس، و روى عن أبي جعفر الثاني(ع)و قيل الرضا(ع)أيضا(ع)، و كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء و المتكلمين، و له جلالة في هذه الطائفة، و هو في قدره أشهر من أن نصفه، و ذكر الكشي [الكنجي أنه صنف مائة و ثمانين كتابا، وقع إلينا منها: كتاب النقض على الإسكافي في تقوية الجسم، كتاب العروس و هو كتاب العين، كتاب الوعيد، كتاب الرد على أهل التعطيل، كتاب الاستطاعة، كتاب مسائل في العلم، كتاب الأعراض و الجواهر، كتاب العلل، كتاب الإيمان، كتاب الرد على الثنوية، كتاب إثبات الرجعة، كتاب الرجعة حديث، كتاب الرد على الغالية المحمدية، كتاب تبيان أصل الضلالة، كتاب الرد على محمد بن كرام، كتاب التوحيد في كتب الله، كتاب الرد على أحمد بن الحسين، كتاب الرد على الأصم، كتاب في الوعد و الوعيد آخر، كتاب الرد على البنان بن رباب، كتاب الرد على الفلاسفة، كتاب محنة الإسلام، كتاب السنن، كتاب الأربع مسائل في الإمامة، كتاب الرد على المنانية، كتاب الفرائض الكبير، كتاب الفرائض الأوسط، كتاب الفرائض الصغير، كتاب المسح على الخفين، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الرد على القرامطة، كتاب الطلاق، كتاب مسائل البلدان، كتاب الرد على البائسة، كتاب اللطيف، كتاب القائم(ع)، كتاب الملاحم، كتاب حذو النعل بالنعل، كتاب الإمامة الكبير، كتاب فضل أمير المؤمنين(ع)، كتاب معرفة الهدى و الضلالة، كتاب الثغري و الحاصل، كتاب الخصال في الإمامة، كتاب المعيار و الموازنة، كتاب الرد على
الحشوية، كتاب النجاح في عمل شهر رمضان، كتاب الرد على الحسن البصري في التفضيل، كتاب النسبة بين الجبرية و البترية [الخيرية و الشرية. أخبرنا أبو العباس بن نوح، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن إدريس بن أحمد، قال: حدثنا علي بن أحمد بن قتيبة النيشابوري، عنه بكتبه». و قال الشيخ (564): الفضل بن شاذان النيشابوري فقيه، متكلم، جليل القدر، له كتب و مصنفات، منها: كتاب الفرائض الكبير، كتاب الفرائض الصغير، كتاب الطلاق، كتاب المسائل الأربع في الإمامة، كتاب الرد على ابن كرام، كتاب المسائل و الجوابات، كتاب النقض على الإسكافي في الجسم، كتاب المتعتين متعة النساء و متعة الحج، كتاب الوعيد، المسائل في العالم و حدوثه، كتاب الأعراض و الجواهر، كتاب العلل، كتاب الإيمان، كتاب الرد على الدامغة الثنوية، كتاب في إثبات الرجعة، كتاب الرد على الغلاة، كتاب تبيان أصل الضلالة، كتاب التوحيد من كتب الله المنزلة الأربعة، و هو كتاب الرد على يزيد بن بزيع الخارجي، كتاب الرد على أحمد بن يحيى، كتاب الرد على الأصم، كتاب الوعد و الوعيد، كتاب الحسني، كتاب الرد على يمان بن رباب الخارجي، كتاب النقض على من يدعي الفلسفة في التوحيد و الأعراض و الجواهر و الجزء، كتاب الرد على المثلثة، كتاب المسح على الخفين، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الرد على الباطنية و القرامطة، كتاب النقض على أبي عبيد في الطلاق، كتاب جمع فيه مسائل متفرقة للشافعي و أبي ثور و الأصفهاني و غيرهم سماها تلميذه علي بن محمد بن قتيبة، كتاب الديباج، كتاب مسائل البلدان، كتاب التنبيه في الجبر و التشبيه، و له غير ذلك مصنفات كثيرة لم تعرف أسماؤها، و ذكر ابن النديم أن له على مذهب العامة كتبا كثيرة منها: كتاب التفسير، كتاب القراءة، كتاب السنن في الفقه، و أن لابنه العباس كتبا، و أظن أن هذا الذي ذكره الفضل بن شاذان
الرازي الذي تروي عنه العامة، أخبرنا برواياته و كتبه هذه أبو عبد الله المفيد (رحمه الله)، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عنه، و رواها أيضا محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن حمزة بن محمد العلوي، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان، عن أبيه، عنه». و عده في رجاله (تارة) في أصحاب الهادي(ع)(1)، قائلا: «الفضل بن شاذان النيشابوري، يكنى أبا محمد». (و أخرى) في أصحاب العسكري(ع)(2) و ذكر مثل ذلك. روى عن صفوان بن يحيى، و ابن أبي عمير، و روى عنه محمد بن إسماعيل. كامل الزيارات: الباب 6، في فضل إتيان المشاهد بالمدينة و ثواب ذلك، الحديث 1. و عده الكشي من جملة العدول و الثقات ممن روى عن محمد بن سنان في ترجمته (370). و قال في ترجمة الفضل نفسه (416): أبو محمد الفضل بن شاذان (رحمه الله):
سعد بن جناح الكشي، قال: سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي، يقول: خرجت إلى الحج، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق و الصلاح و الورع و الخير، يقال له بورق البوشنجاني (قرية من قرى هراة) و أزوره و أحدث به عهدي. قال: فأتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان (رحمه الله)، فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة، و يختلف في الليلة مائة مرة إلى مائة و خمسين مرة، فقال له بورق: خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي، فرأيته شيخا فاضلا في أنفه اعوجاج و هو القنا، و معه عدة و رأيتهم مغتمين محزونين، فقلت لهم: ما لكم؟ فقال: إن أبا محمد (ع) قد حبس،
قال بورق: فحججت و رجعت، ثم أتيت محمد بن عيسى و وجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر؟ قال: قد خلي عنه، قال: بورق فخرجت إلى سرمنرأى و معي كتاب يوم و ليلة، فدخلت على أبي محمد (ع) و أريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك إني رأيت أن تنظر فيه، فلما (قال) نظر فيه و تصفحه ورقة ورقة، فقال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به، فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، و يقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه، لما ذكروا عنه أنه قال: إن وصى إبراهيم خير من وصي محمد ص!، و لم يقل جعلت فداك هكذا، كذبوا عليه فقال: نعم كذبوا عليه رحم الله الفضل رحم الله الفضل. قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبو محمد (ع): رحم الله الفضل.
جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال: سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول: أنا خلف لمن مضى، أدركت محمد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيى، و غيرهما، و حملت عنهم منذ خمسين سنة، و مضى هشام بن الحكم (رحمه الله)، و كان يونس بن عبد الرحمن (رحمه الله) خلفه، كان يرد على المخالفين، ثم مضى يونس بن عبد الرحمن، و لم يخلف خلفا غير السكاك فرد على المخالفين حتى مضى (رحمه الله) و أنا خلف لهم من بعدهم (رحمهم الله).
محمد بن الحسين بن محمد الهروي، عن حامد بن محمد الأزدي البوشنجي، عن الملقب بغورا من أهل البوزجان- من نيشابور- أن أبا محمد الفضل بن شاذان (رحمه الله) كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن علي(ع)، فذكروا أنه دخل على أبي محمد(ع)، فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في ردائه، فتناوله أبو محمد(ع)و نظر فيه، و كان الكتاب من تصنيف الفضل بن شاذان، و ترحم عليه و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان، و كونه بين أظهرهم.
محمد بن الحسين، عن عدة أخبروه، أحدهم أبو سعيد بن محمود الهروي، و ذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري، و ذكر له أن أبا محمد(ع)ترحم عليه ثلاثا ولاء.
و الفضل بن شاذان (رحمه الله) كان يروي عن جماعة منهم: محمد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيى، و الحسن بن محبوب، و الحسن بن علي بن فضال، و محمد بن إسماعيل بن بزيع، و محمد بن الحسن الواسطي، و محمد بن سنان، و إسماعيل بن سهل، و عن أبيه شاذان بن الخليل، و أبي داود المسترق، و عمار بن المبارك، و عثمان بن عيسى، و فضالة بن أيوب، و علي بن الحكم، و إبراهيم بن عاصم، و أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، و القاسم بن عروة، و ابن أبي نجران. هذا، و قد ذكر الكشي أخبارا تدل على ذم الفضل بن شاذان، و هي كما يلي:
ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: أن الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور، بعد أن دعى به و استعلم كتبه و أمره أن يكتبها، قال: فكتب تحته: الإسلام الشهادتان و ما يتلوهما، فذكر أنه يحب أن يقف على قوله في السلف، فقال أبو محمد: أتولى أبا بكر و أتبرأ من عمر، فقال له: و لم تتبرأ من عمر؟ فقال: لإخراجه العباس من الشورى، فتخلص منه بذلك.
أقول إن أمارة التقية في قول الفضل ظاهرة، و يؤكد ذلك أنه لا يوجد في المسلمين من يتولى أبا بكر و يتبرأ من عمر. ثم قال:
و قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة: و مما وقع عبد الله بن حمدويه البيهقي، و كتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم و خالف بعضهم بعضا، و بها قوم يقولون إن النبي(ص)عرف جميع لغات أهل الأرض و لغات الطيور و جميع ما خلق الله، و كذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك، و يعلم ما يضمر الإنسان، و يعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم
و منازلهم، و إذا لقي طفلين فيعلم أيهما مؤمن و أيهما يكون منافقا، و أنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا و أسماء آبائهم، و إذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه، و يزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع، و النبي(ص)لم يكن عنده كمال العلم، و لا كان عند أحد من بعده، و إذا حدث الشيء في أي زمان كان و لم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان، أوحى الله إليه و إليهم. فقال(ع): كذبوا لعنهم الله و افتروا إثما عظيما، و بها شيخ يقال له الفضل بن شاذان يخالفهم في هذه الأشياء و ينكر عليهم أكثرها، و قوله شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و أن الله عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل، و أنه ليس بجسم فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير، و أن من قوله أن النبي(ص)قد أتى بكمال الدين، و قد بلغ عن الله عز و جل ما أمره به، و جاهد في سبيله و عبده حتى أتاه اليقين، و أنه(ص)أقام رجلا مقامه من بعده، فعلمه من العلم الذي أوحى الله، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال و الحرام و تأويل الكتاب و فصل الخطاب، و كذلك في كل زمان لا بد من أن يكون واحد يعرف هذا، و هو ميراث من رسول اللهص يتوارثونه، و ليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين إلا بالعلم الذي ورثوه عن النبي(ص)، و هو ينكر الوحي بعد رسول الله(ص)، فقال: قد صدق في بعض و كذب في بعض، و في آخر الورقة: قد فهمنا رحمك الله كل ما ذكرت، و يأبى الله عز و جل أن يرشد أحدكم و أن يرضى عنكم و أنتم مخالفون معطلون، الذين لا يعرفون إماما و لا يتولون وليا، كلما تلاقاكم الله عز و جل برحمته و أذن لنا في دعائكم إلى الحق، و كتبنا إليكم بذلك، و أرسلنا إليكم رسولا لم تصدقوه، فاتقوا الله عباد الله، و لا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة، و اعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم، فاقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك السعادة في الدارين عن الله عز و جل إن شاء الله، و هذا الفضل بن شاذان ما لنا و له يفسد علينا موالينا، و يزين لهم الأباطيل، و كلما كتبت إليهم كتابا أعرض علينا في ذلك، و أنا أتقدم إليه أن يكف عنا، و إلا و الله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا و لا في الآخرة، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي، و اقرأهم بهذه الرقعة إن شاء الله.