عمار بن مروان الكلبي
عمار بن مروان الكلبي:
ذكره الصدوق(قدس سره) في المشيخة: و طريقه إليه: محمد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه-، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمار بن مروان، و الطريق صحيح. روى عن أبي عبد الله(ع). الفقيه: الجزء 2، باب ما يجب على المسافر في الطريق من حسن الصحابة، الحديث 802. أقول: يأتي الكلام في اتحاده مع ما بعده و عدم اتحاده معه.
قال النجاشي: «عمار بن مروان، مولى بني ثوبان بن سالم، مولى يشكر، و أخوه عمرو، ثقتان، روى عن أبي عبد الله(ع)، له كتاب. أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم، عن محمد بن سنان، عنه بالكتاب». و قال الشيخ (526): «عمار بن مروان، له كتاب، أخبرنا به المفيد (رحمه الله)، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، و الحميري، و محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، و محمد بن الحسين، جميعا، عن محمد بن سنان، عنه». و عده في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(455)، قائلا: «عمار بن مروان اليشكري: مولاهم الخزاز الكوفي».
عمار بن مروان الثوباني، مولى بني ثوبان موالي بني يشكر: كوفي، روى عن أبي الحسن(ع)، و أبي عبد الله(ع)، ذكره ابن الغضائري. روى عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران، و روى عنه محمد بن سنان. كامل الزيارات: الباب 19، في علم الأنبياء بقتل الحسين بن علي(ع)، الحديث 2. روى عن منخل، و روى عنه محمد بن سنان. تفسير القمي: سورة النور، في تفسير قوله تعالى: (في بيوت أذن اللٰه أن ترفع و يذكر فيها اسمه). ثم إنه لا إشكال في وثاقة عمار بن مروان اليشكري، و إنما الإشكال في اتحاده مع عمار بن مروان الكلبي، الذي ذكره الصدوق في المشيخة، فظاهر الأردبيلي في جامعه هو الاتحاد، و لكن الجزم به مشكل جدا، كيف و إن الكلبي لم يثبت أنه ذو كتاب، و على تقدير ثبوته فراوي كتاب اليشكري هو محمد بن سنان، على ما عرفت من النجاشي، و الشيخ، و أما الراوي عن الكلبي فهو أبو أيوب الخزاز، رواه عن الحسن بن محبوب، فهما رجلان، و الكلبي لم تثبت وثاقته. و الذي يسهل الخطب: أن المذكور في الروايات، و هي كثيرة عمار بن مروان بلا تقييد، و لا ينبغي الشك في انصرافه إلى من هو المعروف المشهور و له كتاب، و هو عمار بن مروان اليشكري، و عليه فلا يبقى أثر مهم للبحث عن الاتحاد و عدمه.
نعم روى الصدوق في الخصال، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبد الله(ع)، يقول: فيما يخرج من المعادن و البحر و الغنيمة و الحلال المختلط بالحرام إذا لم يعرف صاحبه و الكنوز، الخمس.
و هذه الرواية صحيحة، إذا كان راويها عمار بن مروان اليشكري، و لكنه غير ثابت، فإن الراوي عنه، هو الحسن بن محبوب، و هو الذي روى عن أبي أيوب
الخزاز، عن عمار بن مروان الكلبي، على ما في المشيخة، فمن المحتمل قويا أن يكون عمار بن مروان في هذه الرواية، هو الكلبي دون اليشكري. بقي هنا شيء، و هو أن الصدوق روى بإسناده، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبد الله(ع). الفقيه: الجزء 2، باب وجوب التقصير في الصوم في السفر، الحديث 409، و الشيخ في التهذيب: الجزء 4، باب حكم المسافر و المريض في الصيام، الحديث 640. و الظاهر- بملاحظة ما ذكره في المشيخة-: أن المراد بعمار بن مروان فيها هو الكلبي، و لكن محمد بن يعقوب روى هذه الرواية، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مروان (الكلبي). الكافي: الجزء 4، باب من لا يجب له الإفطار و التقصير في السفر، من كتاب الصيام، الحديث 3. و بذلك يظن أن المذكور في المشيخة فيه تحريف من سهو القلم أو من غلط النساخ، و الصحيح محمد بن مروان الكلبي، و هو الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر(ع)، و أما عمار بن مروان الكلبي فلا وجود له في كتب الرجال. و يؤكد ذلك أن الصدوق روى عن محمد بن مروان و ابتدأ به في السند. الفقيه: الجزء 2، باب فضل شهر رمضان و ثواب صيامه، الحديث 261. و الجزء 3، باب العتق و أحكامه، الحديث 241، مع أنه لم يذكر إليه طريقا في المشيخة، فمن المظنون أن الطريق المزبور، هو طريقه إلى محمد بن مروان الذي روى الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عنه، كما في الكافي، و الله العالم. و كيف كان فطريق الشيخ إلى عمار بن مروان ضعيف بمحمد بن سنان.