علي بن يقطين
علي بن يقطين:
قال النجاشي: «علي بن يقطين بن موسى البغدادي: سكنها، و هو كوفي الأصل، مولى بني أسد، أبو الحسن، و كان أبوه يقطين بن موسى داعية طلبه مروان فهرب. و ولد علي بالكوفة سنة أربع و عشرين و مائة و كانت أمه هربت به و بأخيه عبيد إلى المدينة حتى ظهرت الدولة و رجعت. مات سنة اثنتين و ثمانين و مائة في أيام موسى بن جعفر(ع)ببغداد، و هو محبوس في سجن هارون بقي فيه أربع سنين، قال أصحابنا: روى علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(ع)حديثا واحدا، و روى عن موسى(ع)فأكثر، له كتاب مسائله. أخبرني أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن علي بن عمران، عن رجل من أهل المدائن، عن علي بن يقطين». و قال الشيخ (390): «علي بن يقطين (رحمة الله عليه): ثقة، جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى(ع)، عظيم المكان في الطائفة، و كان يقطين من وجوه الدعاة فطلبه مروان فهرب. و ابنه علي بن يقطين هذا ولد
بالكوفة سنة أربع و عشرين و مائة، و هربت به أمه و بأخيه عبيد بن يقطين إلى المدينة، فلما ظهرت الدولة الهاشمية، ظهر يقطين، و عادت أم علي بعلي و عبيد، فلم يزل يقطين في خدمة السفاح و المنصور و مع ذلك كان يتشيع و يقول بالإمامة، و كذلك ولده، و كان يحمل الأموال إلى جعفر الصادق(ع). و نم خبره إلى المنصور و المهدي فصرف الله عنه كيدهما، و توفي علي بن يقطين (رحمه الله) بمدينة السلام ببغداد، سنة اثنتين و ثمانين و مائة و سنه يومئذ سبع و خمسون سنة، و صلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد، و توفي أبوه بعده سنة خمس و ثمانين و مائة، و لعلي بن يقطين (رضي الله عنه) كتب منها: كتاب ما سئل عنه الصادق(ع)من الملاحم، و كتاب مناظرة الشاك بحضرته(ع)، و له مسائل عن أبي الحسن موسى بن جعفر(ع). أخبرنا بكتبه و مسائله، الشيخ المفيد (رحمه الله)، و الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، و محمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله، و الحميري، و محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، كلهم عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه علي بن يقطين، و رواها أبو جعفر ابن بابويه، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عنه». و عده في رجاله في أصحاب الكاظم(ع)(17)، قائلا: «علي بن يقطين: مولى بني أسد»، و كذلك ذكره البرقي. و عده الشيخ المفيد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى(ع)بالإمامة من أبيه، من خاصته، و ثقاته، و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته. الإرشاد: باب ذكر القائم بعد أبي الحسن(ع)من ولده، فصل فيمن روى النص عليه بالإمامة من أبيه. و عده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الكاظم(ع). المناقب:
الجزء 4، باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر(ع)، في فصل في أحواله و تواريخه(ع). و قال الكشي (304): 1- «قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولى بني أسد، و كان قبل يبيع الأبزار، و هي التوابل، و مات في زمن أبي الحسن موسى(ع)، و أبو الحسن(ع)محبوس سنة ثمانين و مائة، و بقي أبو الحسن(ع)في الحبس أربع سنين، و كان حبسه هارون».
«حمدويه و إبراهيم قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي بن يقطين أن أبا الحسن(ع)قد ضمن له الجنة».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: قلت لأبي الحسن(ع): إن علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له، فقال: في أمر الآخرة؟ فقلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره فقال: ضمنت لعلي بن يقطين الجنة و ألا تمسه النار أبدا».
«محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: خرجت عاما من الأعوام و معي مال كثير لأبي إبراهيم(ع)، و أودعني علي بن يقطين رسالة يسأله الدعاء، فلما فرغت من حوائجي و أوصلت المال إليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له، قال: للآخرة؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، و جبرئيل بن أحمد، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال: سمعت أبا الحسن الخراساني(ع)يقول: أما إن علي بن يقطين مضى و صاحبه عنه راض
- يعني أبا الحسن ع-».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، و حدثني حمدويه و إبراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: كنت عند أبي إبراهيم(ع)إذ أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسن(ع)إلى أصحابه فقال: من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله(ص)فلينظر إلى هذا المقبل، فقال له رجل من القوم: هو إذن من أهل الجنة، فقال أبو الحسن(ع): أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة».
«حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى و محمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال: كنت عند أبي إبراهيم(ع)إذ أقبل علي بن يقطين و ذكر مثله سواء».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، قال: سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا و عبيدا ابني يقطين، أدخلا على أبي عبد الله(ع)، فقال: قربوا مني صاحب الذؤابتين، و كان عليا، فقرب إليه فضمه إليه و دعا له بالخير».
«محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي، قال: دخلت على أبي الحسن(ع)يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد و أنا على الموقف إلا علي بن يقطين فإنه ما زال معي و ما فارقني حتى أفضت».
«حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد الله(ع)في الروضة، و عليه جبة خز سفرجلية».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: قال العبيدي:
قال يونس: إنهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة و خمسين ملبيا».
«حدثني حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قال أبو الحسن(ع): من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف».
«محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا أنه لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر(ع)العراق، قال علي بن يقطين: أ ما ترى حالي و ما أنا فيه؟ فقال: يا علي إن لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه و أنت منهم يا علي».
«محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال: قال أبو الحسن(ع)لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا، فقال علي: جعلت فداك و ما الخصلة التي أضمنها لك، و ما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ قال: فقال أبو الحسن(ع): الثلاث اللواتي أضمنهن لك أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، و لا فاقة، و لا سقف سجن، قال: فقال علي: و ما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال: فقال: يا علي، و أما الخصلة التي تضمن لي أن لا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته، قال: فضمن له علي الخصلة و ضمن له أبو الحسن(ع)الثلاث».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: روى بكر بن محمد الأشعري أن أبا الحسن الأول(ع)قال: إني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز و جل البارحة فوهبه لي، إن علي بن يقطين بذل ماله و مودته فكان لذلك منا مستوجبا. و يقال: إن علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلى ثلاثمائة ألف درهم. و إن أبا الحسن(ع)زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم: أبو الحسن الثاني(ع)فكتب إلى علي بن يقطين: و إني قد صيرت مهورهم [هن إليك.
قال محمد بن عيسى: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين (رحمه الله) وجه إلى جواريه حتى حمل حبالهن ممن باعه، فوجه إليه بما فرض عليه من مهورهم، و زاد عليه ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة».
«حدثني حمدويه، و إبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر عن الحسن بن علي و ذكر مثله. محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: زعم الحسن بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاثمائة ملب له، أو مائة و خمسين ملبيا، و لم يكن يفوته من يحج عنه، و كان يعطي بعضهم عشرين ألف، و بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي و عبد الرحمن بن الحجاج و غيرهما، و يعطي أدناهم ألف درهم، و سمعت من يحكي في أدناهم خمسمائة درهم، و كان أمره بالدخول في أعمالهم، فقال: إن كنت لا بد فاعلا فانظر كيف تكون لأصحابك، فزعم أمية كاتبه و غيره أنه كان يأمر بجنايتهم [بجبايتهم في العلانية و يرد عليهم في السر، و زعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني(ع): ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين.
و قال أبو الحسن(ع): من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف. و زعم ابن أخي الكاهلي، أن أبا الحسن(ع)قال لعلي بن يقطين: اضمن لي الكاهلي و عياله أضمن لك الجنة.
و زعم ابن أخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام و الدراهم و جميع أبواب النفقات مستغنين في ذلك حتى مات أهل الكاهلي كلهم و قراباته و جيرانه.
و قال أبو الحسن(ع): إن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم ...
دعوة أبي عبد الله(ع)علي بن يقطين و ما ولد، فقال: ليس حيث تذهب، أ ما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة يكون في المزبلة، يصيبها المطر فيغسلها و لا يضر الحصاة شيئا.
محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب، قال: أخبرنا بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري- قصر ابن هبيرة-، عن إسماعيل بن سلام، و إسماعيل بن جميل، قالا: بعث إلينا علي بن يقطين فقال: اشتريا راحلتين و تجنبا الطريق- و دفع إلينا أموالا و كتبا- حتى توصلا ما معكما من المال و الكتب إلى أبي الحسن موسى(ع)، و لا يعلم بكما أحد، قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين و تزودنا زادا و خرجنا نتجنب الطريق، حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا و وضعنا لها العلف و قعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك إذ راكب قد أقبل و معه شاكري، فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن(ع)فقمنا إليه و سلمنا عليه، و دفعنا إليه الكتب و ما كان معنا، فأخرج من كمه كتبا فناولنا إياها، فقال: هذه جوابات كتبكم، فقلنا: إن زادنا قد فني، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله(ص)و تزودنا بزاد، فقال: هاتا ما معكما من الزاد، فأخرجنا الزاد فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما إلى الكوفة، و أما رسول الله(ص)فقد [رأيتماه رأيتما و إني صليت معهم الفجر و إني أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله.
حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيى بن محمد بن سديد الرازي، عن بكر بن صالح بإسناده مثله. علي، و خزيمة، و يعقوب، و عبيد بنو يقطين، كلهم من أصحاب أبي الحسن(ع).
طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى العلوي، فقال: سمعت إسماعيل بن موسى عمي، قال: رأيت العبد الصالح ع
على الصفا يقول: إلهي في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.
جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة و خمسين رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم و أكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم».
أقول: إن كثرة الروايات المادحة و الدالة على جلالة علي بن يقطين أغنتنا عن التعرض لأسانيدها على أن بعضها صحيحة، و فيها الكفاية. و يزيد على ما ذكره الكشي
ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن علي بن يقطين، قال: سألت أبا إبراهيم(ع)، عن التقصير بمكة؟ فقال: أتم و ليس بواجب، إلا أني أحب لك ما أحب لنفسي. الكافي: الجزء 4، باب إتمام الصلاة في الحرمين، من كتاب الحج 200، الحديث 3.
بقي الكلام في أمور: الأول: قد عرفت عن النجاشي أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق(ع)إلا حديثا واحدا، و قد مر عن الكشي روايته عن علي بن يقطين أنه رأى أبا عبد الله(ع)في الروضة، و عليه جبة خز سفرجلية، و قد يقال: إن هذا لا يجتمع مع ما ذكره الشيخ من أن له كتاب ما سئل عنه الصادق(ع)من الملاحم، و لكنه واضح البطلان، فإن علي بن يقطين إنما جمع السؤالات و لم يكن هو السائل كما توهم القائل. نعم روى الشيخ بإسناده، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 1، باب حكم الحيض و الاستحاضة، الحديث 476. و لكن هذه الرواية بعينها مذكورة في الإستبصار: الجزء 1، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله(ع)، باب الرجل هل يجوز له وطء المرأة إذا
انقطع عنها دم الحيض، الحديث 464. و أيضا روى الشيخ بإسناده، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 5، باب نزول منى، الحديث 587، و الطريق صحيح، و أيضا: روى الشيخ بإسناده، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 7، باب من أحل الله نكاحه، الحديث 1199، و الطريق صحيح أيضا. و على ذلك فلا يتم ما ذكره النجاشي من أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق(ع)إلا حديثا واحدا. و من الغريب ما صدر عن بعض الأفاضل في المقام، حيث قال ما ملخصه: أن علي بن يقطين، ولد سنة (124) فهربت أمه به إلى المدينة و رجعت بعد ظهور الدولة العباسية، و بما أن ظهورها كان سنة (132) فكان عمر علي بن يقطين عند رجوعه من المدينة ثمان سنوات، فلم يكن قابلا للرواية عن أبي عبد الله ع!. وجه الغرابة أنه لا تنحصر رواية علي بن يقطين، عن الصادق(ع)أن تكون بالمدينة قبل رجوعه منها، فيمكن أن تكون الرواية بعد ذلك، و لو كان في أيام تشرف علي بن يقطين للحج أو لزيارة قبر الرسول الأكرم(ص). الثاني: أن ما ذكره الشيخ من أن يقطين كان يتشيع و كان يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد(ع)، و نم خبره إلى المنصور و المهدي لا يتم من وجهين: الوجه الأول: أن يقطين لم يظهر أنه كان يتشيع، فضلا عن أن يحمل الأموال إلى جعفر الصادق(ع)، بل كان هو من دعاة بني العباس كما ذكره النجاشي، و يدل على أن يقطين لم يكن شيعيا ما
رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن أبي الحسن
موسى(ع)، قال: قلت له: إني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله(ع)على يقطين و ما ولد، فقال: يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجيء المطر فيغسل اللبنة و لا يضر الحصاة شيئا. الكافي: الجزء 2، باب كون المؤمن في صلب الكافر، من كتاب الإيمان و الكفر 7، الحديث 2.
و هذه الرواية هي التي تقدمت عن الكشي مع سقط و تحريف. دلت هذه الصحيحة على أن الصادق(ع)دعا على يقطين فخاف علي بن يقطين من أن يشمله الدعاء، فقال له الإمام(ع): إنما المؤمن في صلب الكافر .. (إلخ)، فبين(ع)أن الدعاء لا يشمله و هو مؤمن، و إنما يختص بأبيه غير المؤمن. و يدل على ذلك أيضا
ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، قال لي أبو الحسن(ع): الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة، قال: و قال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، و قيل لكم فلم يكن؟! قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر، فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و أن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني ..، الحديث. الكافي: الجزء 1، باب كراهية التوقيت، من كتاب الحجة 82، الحديث 6.
دلت هذه الرواية على أن يقطين لم يكن يعتقد بما يعتقد ابنه علي، و أنه و ابنه علي كانا من حزبين متقابلين، و لكن الرواية ضعيفة بالسياري. الوجه الثاني:
أن الصادق(ع)توفي في حياة المنصور، فكيف يمكن أن ينم خبر حمل يقطين الأموال إليه(ع)إلى المهدي؟، بل الصحيح أن حمل الأموال إنما كان من علي بن يقطين إلى الكاظم(ع)، و قد نم
خبره إلى هارون فصرف الله عنه كيده بواسطة الإمام الكاظم(ع). ذكره المفيد في الإرشاد: باب ذكر طرف من دلائل أبي الحسن موسى(ع).
الأمر الثالث: أن ما ذكره الشيخ من أن عمر علي بن يقطين كان سبعا و خمسين سنة لا يجتمع مع قوله: ولد سنة (124) و توفي سنة (182)، نعم يجتمع ذلك مع ما ذكره الكشي من أن علي بن يقطين مات سنة (180). ثم إن ما ذكره من رواية أحمد بن هلال، عنه، بكتابه، عجيب، فإن أحمد بن هلال على ما مر في ترجمته عن النجاشي و الشيخ نفسه، ولد سنة (180)، فكيف يمكن أن يروي عن علي بن يقطين المتوفى سنة (180) أو سنة (182). و طريق الصدوق إليه: أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه، عن أبيه علي بن يقطين، و الطريق كطريق الشيخ إليه صحيح. و لقد سها قلم الأردبيلي فذكر أن طريق الشيخ إليه صحيح في المشيخة و الفهرست، فإن الشيخ لم يذكر له إلى علي بن يقطين طريقا في المشيخة.
طبقته في الحديث
وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ مائة و سبعة و ثمانين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله(ع)، و العبد الصالح(ع)، و أبي الحسن(ع)، و أبي الحسن الأول(ع)، و أبي إبراهيم(ع)، و أبي الحسن الماضي(ع)، و أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)، و عن عمرو بن إبراهيم. و روى عنه ابن أبي عمير، و ابن محرز، و إبراهيم بن أبي محمود، و جعفر بن عيسى، و جعفر بن عيسى بن عبيد، و جعفر بن محمد، و جميل، و حريز، و الحسين
ابنه، و حماد بن عثمان، و سعد بن أبي خلف، و سعدان، و صالح مولاه، و عبد الرحمن بن أعين، و عبد الرحمن بن الحجاج، و علي بن أبي حمزة، و محمد بن أبي حمزة، و يعقوب أخوه، و يعقوب بن يزيد، و يونس.
اختلاف الكتب
روى الشيخ بسنده، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 1، باب حكم الحيض و الاستحاضة، الحديث 476، و الإستبصار: الجزء 1، باب الرجل هل يجوز له وطء المرأة ..، الحديث 464، إلا أن فيه: عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله(ع)، بلا واسطة، و ما في التهذيب موافق للوافي و الوسائل. روى الصدوق بسنده، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع). الفقيه: الجزء 1، باب وجوب الجمعة و فضلها، الحديث 1224. كذا في الطبعة القديمة أيضا، و لكن في التهذيب: الجزء 3، باب العمل في ليلة الجمعة و يومها، الحديث 23، و الإستبصار: الجزء 1، باب القراءة في الجمعة، الحديث 1590، صفوان بن يحيى، عن جميل، عن علي بن يقطين، و في الوسائل و الوافي عن كل مثله. روى الشيخ بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع). الإستبصار: الجزء 1، باب الرعاف، الحديث 1538. و رواها بعينها في التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة و صفتها، الحديث 1346، إلا أن فيه: الحسين بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع)، بلا واسطة، و الطبعة القديمة من التهذيب كالحديثة، و الصحيح ما في الإستبصار
بقرينة سائر الروايات الموافق للوافي و الوسائل و النسخة المخطوطة من التهذيب. و روى بسنده أيضا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع). الإستبصار: الجزء 1، باب الصلاة على الأطفال، الحديث 1860. و رواها في التهذيب: الجزء 3، باب الصلاة على الأموات، الحديث 1037، إلا أن فيه: عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، قال: سألت أبا الحسن(ع)، و الصحيح ما في الإستبصار بقرينة سائر الروايات. و روى بسنده أيضا، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي الحسن(ع). الإستبصار: الجزء 2، باب الزكاة في سبائك الذهب و الفضة، الحديث 15. و رواها في التهذيب: الجزء 4، باب زكاة الذهب، الحديث 17، إلا أن فيه: الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع)، و الصحيح ما في الإستبصار، بقرينة سائر الروايات و لموافقته للكافي: الجزء 3، كتاب الزكاة 5، باب أنه ليس على الحلي و سبائك الذهب .. 10، الحديث 5. و روى أيضا بسنده، عن أبي جعفر، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسن، عن أبيه علي بن يقطين. التهذيب: الجزء 1، باب الأغسال و كيفية الغسل من الجنابة، الحديث 1136. كذا في الطبعة القديمة على نسخة، و في نسخة أخرى: الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، و هو الموافق لما رواها في باب دخول الحمام و آدابه، الحديث 1155، من الجزء المزبور، و هو الصحيح بقرينة سائر الروايات. و روى أيضا بسنده، عن أبي جعفر، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن
أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع). الإستبصار: الجزء 1، باب القراءة خلف من يقتدى به، الحديث 1657. و رواها في التهذيب: الجزء 3، باب أحكام الجماعة، الحديث 1022، إلا أن فيه: الحسن بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(ع)، بلا واسطة، و الصحيح ما في الإستبصار بقرينة سائر الروايات. و روى أيضا بسنده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن علي بن يقطين، عنه(ع). الإستبصار: الجزء 3، باب أنه يجوز أن يحل الرجل جاريته لأخيه المؤمن، الحديث 492. و رواها في التهذيب: الجزء 7، باب ضروب النكاح، الحديث 1059، إلا أن فيه: الحسين بن علي بن يقطين، عنه(ع)، بلا واسطة، و الصحيح ما في الإستبصار لما تقدم. ثم روى الشيخ بسنده، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن يقطين. التهذيب: الجزء 1، باب الأغسال المفترضات و المسنونات، الحديث 294. كذا في الطبعة القديمة و الوافي و الوسائل أيضا، و لكن الظاهر سقوط الواسطة هنا بين أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن يقطين كما يظهر من طريق الشيخ إلى علي بن يقطين في الفهرست، و كذا طريق الصدوق إليه في المشيخة، و بقرينة سائر الروايات.