سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري
سفيان بن سعيد:
ابن مسروق أبو عبد الله الثوري: أسند عنه، من أصحاب الصادق(ع)، رجال الشيخ (162). قال الكشي: (257) سفيان الثوري: «
محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن إشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر، قال: سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله(ع)، يحدث أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله(ع)، و عليه ثياب جياد، فقال: يا أبا عبد الله إن آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب! فقال(ع)له: إن آبائي كانوا في زمان مقفر مقتر، و هذا زمان قد أرخت الدنيا عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم.»
أقول: روى محمد بن يعقوب في الكافي: الجزء 6، كتاب الزي
و التجمل 8، باب اللباس 2، الحديث 8، اعتراض سفيان الثوري على الصادق(ع)في لبسه ثيابا مرتفعة القيمة حسانا و جوابه(ع).
و قال الكشي أيضا (257): «وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله، قال: أتى قوم أبا عبد الله(ع)يسألونه الحديث من الأمصار، و أنا عنده، فقال لي: أ تعرف أحدا من القوم؟ قلت لا، فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث! فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال نعم، قال: فحدثني ببعض ما سمعت، قال: إنما جئت لأسمع منك لم أجئ أحدثك. و قال للآخر ذلك [ذاك ما يمنعه أن يحدثني بما سمعت، قال: و تتفضل أن تحدثني بما سمعت أ جعل الذي حدثك حديثه أمانة لا تحدث به أحدا؟ قال: لا، قال: فأسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نقتدي بك إن شاء الله. قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر! ثم سكت، فقال أبو عبد الله(ع): زدنا قال: حدثني سفيان، عمن حدثه، عن محمد بن علي أنه قال: من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة! و من لم يشرب النبيذ فهو مبتدع! و من لم يأكل الجريث و طعام أهل الذمة و ذبائحهم فهو ضال!، أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء و أما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر و يوما و ليلة في الحضر و أما الذبائح فقد أكلها علي(ع)و قال: كلوها فإن الله تعالى يقول: (اليوم أحل لكم الطيبٰات و طعٰام الذين أوتوا الكتٰاب حل لكم و طعٰامكم حل لهم) ثم سكت. فقال أبو عبد الله(ع): زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، فقال: أ كل الذي سمعت هذا؟. قال: لا، قال: زدنا. قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن، قال: أشياء صدق الناس بها، و أخذوا
بما ليس في كتاب الله لها أصل، منها: عذاب القبر، و منها: الميزان، و منها: الحوض، و منها: الشفاعة، و منها: النية ينوي الرجل من الخير و الشر فلا يعمله فيثاب عليه، و لا يثاب الرجل إلا بما عمل إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا. قال: فضحكت من حديثه فغمزني أبو عبد الله(ع)أن كف حتى نسمع قال: فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك أ من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله و أبكى، و إنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث؟ فسكت، فقال أبو عبد الله(ع): زدنا، قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر أنه رأى عليا(ع)على منبر بالكوفة، و هو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر، و عمر لأجلدنه حد المفتري، فقال له أبو عبد الله(ع): زدنا، فقال: حدثنا سفيان، عن جعفر، أنه قال: حب أبي بكر و عمر إيمان و بغضهما كفر، قال أبو عبد الله(ع): زدنا، فقال: حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن أن عليا(ع)أبطأ عن بيعة أبي بكر و عمر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي، عن البيعة و الله لقد هممت أن أضرب عنقك!! فقال له علي(ع): يا خليفة رسول الله لا تثريب، فقال: لا تثريب قال له أبو عبد الله(ع): زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي(ع)إذا سلم من صلاة الصبح، و أن أبا بكر سلم بينه و بين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك. فقال له أبو عبد الله(ع): زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال: ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات ينبع يستظل بظلهن و يأكل من حشفهن و لم يشهد يوم الجمل، و لا النهروان! و حدثني به سفيان، عن الحسن. قال له أبو عبد الله(ع): زدنا. قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء قال لابنه الحسن: يا بني هلكت! قال له: يا أبة أ ليس قد نهيتك عن هذا الخروج؟!! فقال علي(ع):
يا بني لم أدر أن الأمر يبلغ هذا المبلغ!. فقال له أبو عبد الله(ع): زدنا، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا(ع)لما قتل أهل صفين بكى عليهم! فقال: جمع الله بيني و بينهم في الجنة، قال: فضاق بي البيت و عرقت و كدت أن أخرج من مسكي فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله(ع)فكففت، فقال له أبو عبد الله(ع): من أي البلاد أنت؟ فقال: من أهل البصرة، قال: هذا الذي تحدث عنه و تذكر اسمه جعفر بن محمد هل تعرفه؟ قال: لا، قال: فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال: نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ، إلا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهرنا لا يمترون فيها! قال له أبو عبد الله(ع): لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب و قال لا أعرفها و لم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا!! قال: و لم؟ قال: لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز قوله، فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي-، قال: ما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي- إن رسول الله(ص)قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ثمة ائتلف هاهنا و ما تناكر منها ثم اختلف هاهنا، و من كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، و إن أدرك الدجال آمن به و إن لم يدركه آمن به في قبره يا غلام ضع لي ماء و غمزني. فقال لا تبرح و قام القوم فانصرفوا و قد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه. ثم إنه خرج و وجهه منقبض، قال: أ ما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟! قلت: أصلحك الله ما هؤلاء و ما حديثهم؟ قال: أعجب حديثهم كان عندي الكذب علي و الحكاية عني ما لم أقل و لم يسمعه عني أحد، و قولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه، ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم و لا أملى لهم، ثم قال لنا: إن عليا(ع)لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال: لعنك
الله يا أنتن الأرض ترابا و أسرعها خرابا و أشدها عذابا، فيك الداء الدوي [قيل قالوا و ما هو يا أمير المؤمنين(ع)قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، و بغضنا أهل البيت، و فيه سخط الله و سخط نبيه(ص)، و كذبهم علينا أهل البيت و استحلالهم الكذب علينا».
و قال العلامة في الخلاصة (2)، من الباب (6)، من فصل السين، من القسم الثاني: «سفيان الثوري: ليس من أصحابنا».، و كذلك ابن داود (209) من القسم الثاني.