سدير بن حكيم
سدير بن حكيم:
ابن صهيب الصيرفي: يكنى أبا الفضل، من الكوفة، مولى، من أصحاب السجاد(ع)، رجال الشيخ (4). و عده في أصحاب الباقر(ع)(15)، قائلا: سدير بن حكيم الصيرفي. و في أصحاب الصادق(ع)(232)، قائلا: «سدير بن حكيم الصيرفي. كوفي، يكنى أبا الفضل، والد حنان». و عده البرقي في أصحاب الباقر(ع)، قائلا: سدير الصيرفي، و في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع)ممن أدركه من أصحاب أبي جعفر(ع)، و روى عنه، قائلا: أبو الفضل سدير الصيرفي كوفي (انتهى). سدير الصيرفي، روى عن أبي جعفر(ع)، و روى عنه أبو حماد
الأعرابي، كامل الزيارات: الباب 49، في ثواب من زار الحسين(ع)، راكبا أو ماشيا و مناجاة الله لزائره، الحديث 7. و عده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الصادق(ع). المناقب: الجزء 4، في (فصل في تواريخه و أحواله ع). ثم إن الروايات هنا على طائفتين: مادحة و قادحة، أما المادحة: فمنها:
ما رواه الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله(ع)، أنه قال- و عنده سدير-: إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و إنا و إياكم يا سدير نصبح به و نمسي، الكافي: الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب شدة ابتلاء المؤمن 106، الحديث 6.
أقول: الرواية و إن وصفها بعضهم بالصحة إلا أنها ضعيفة بعدم توثيق أحمد بن عبيد. و منها:
ما رواه الكشي (86 و 87) عن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال و زعم لي زيد الشحام، قال: إني لأطوف حول الكعبة، و كفي في كف أبي عبد الله(ع)، فقال و دموعه تجري على خديه، فقال: يا شحام، ما رأيت ما صنع ربي إلي، ثم بكى و دعا، ثم قال لي: يا شحام إني طلبت إلى إلهي في سدير، و عبد السلام بن عبد الرحمن- و كانا في السجن- فوهبهما لي و خلى سبيلهما.
أقول: هذه الرواية و إن وصفها العلامة بالمعتبرة، إلا أنها ضعيفة فإن علي بن محمد القتيبي، و إن كان من مشايخ الكشي، إلا أنه لم يرد فيه توثيق، و على تقدير تسليم اعتبارها فلا تدل الرواية على وثاقة سدير، و لا على حسنه، بل غاية ما تدل عليه أن الإمام(ع)كان يحبه و يعطف عليه، و يكفي في ذلك كونه شيعيا و مواليا لأهل البيت(ع).
و منها:
ما رواه الصدوق بسنده الصحيح عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا و أبي و جدي و عمي حماما في المدينة، و إذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: أي العراق؟ فقلنا: الكوفيون، فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة، و أهلا، أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: و ما يمنعكم من الإزار؟ فإن رسول الله(ص)قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام .. فلما خرجنا من الحمام، سألنا عن الرجل في المسلخ فإذا هو علي بن الحسين(ع)، و معه ابنه محمد بن علي(ع). الفقيه: الجزء 1، باب غسل يوم الجمعة و دخول الحمام و آدابه، الحديث 252.
أقول: مع الغض عن أن الرواية راويها سدير نفسه، لا دلالة فيها إلا على مدح أهل الكوفة لكثرة الشيعة فيهم و ليس فيها أي مدح لسدير، و أبيه و جده بأشخاصهم، بل إنها صريحة في أنهم كانوا مكشوفي العورة فأمرهم الإمام(ع)بالاتزار. و أما الروايات القادحة فمنها:
ما رواه الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي عبد الله(ع)، قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون.
أقول: الرواية ضعيفة لأن علي بن محمد لم يوثق، على أنه لا دلالة فيها على الذم بل يحتمل دلالتها على المدح لاحتمال أن يراد بهذه الجملة: أن سديرا لا تتغير حقيقته بأي لون كان فهو عصيدة على كل حال، و إن اختلفت ألوانه. و منها:
ما رواه الكليني، عن حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن صباح بن سيابة، عن المعلى بن خنيس، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم، و سدير، و كتب غير واحد إلى أبي عبد الله(ع)، حين
ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض ثم قال: أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني. الروضة: الحديث 509.
أقول: الرواية ضعيفة و لا أقل من جهة صباح بن سيابة، على أنه لا دلالة فيها على قدح في سدير، و من كتب مثل كتابه إلى أبي عبد الله(ع)غير أنهم قدروا أن يئول هذا الأمر (الخلافة) إلى الصادق(ع)من جهة جهلهم بأن من ينتهي الأمر إليه هو قاتل السفياني، و قد بين (سلام الله عليه) لهم ذلك و عرفهم به.
فقد روى الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد، عن سدير، قال: قال أبو عبد الله(ع): يا سدير الزم بيتك و كن حلسا من أحلاسه و اسكن ما سكن الليل و النهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا و لو على رجلك، الروضة: الحديث 383.
فتحصل مما مر أنه لا يمكن الاستدلال بشيء من الروايات على مدح سدير، و لا على قدحه، لكنه مع ذلك يحكم بأنه ثقة من جهة شهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقته على ما يأتي. و لا يعارض ذلك بما رواه العلامة من قوله: و قال السيد علي بن أحمد العقيقي: سدير [بن الصيرفي، و كان اسمه سلمة كان مخلطا. الخلاصة (3)، من الباب (10)، من فصل السين، من القسم الأول. و ذكر ابن داود نحوه في (663) من القسم الأول. فإن العقيقي لم تثبت وثاقته، على أن التخليط بمعنى رواية المعروف و المنكر، و هذا لا ينافي وثاقة الراوي. ثم إن ما نقله العلامة، عن العقيقي من أن اسم سدير سلمة لا محصل له، فإن سديرا من الأسماء و لا معنى لأن يقال اسمه سلمة، و لعل في العبارة تحريفا، و الله العالم.
و طريق الصدوق إليه أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن عمرو بن أبي نصر الأنماطي، عن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، و يكنى أبا الفضل. و الطريق ضعيف فإن فيه الحكم بن مسكين و لم يرد فيه توثيقه.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان سدير في أسناد عدة من الروايات تبلغ ثمانية و ستين موردا. فقد روى عن علي بن الحسين(ع)، و أبي جعفر(ع)، و أبي عبد الله(ع)، و عن حكيم بن جبير. و روى عنه أبو طالب، و أبو الوفاء المرادي، و ابنه الحسين، و ابنه حنان، و ابن مسكان، و إسحاق بن جرير، و بكر بن محمد، و جميل، و جميل بن صالح، و الحسين الصحاف، و الحكم، و خالد بن عمار، و الخطاب بن مصعب، و زريق بن الزبير، و سليمان، و عبد الله بن حماد الأنصاري، و عبد الله بن مسكان، و هاشم بن المثنى، و هشام بن المثنى. روى عن أبي جعفر(ع)، و روى عنه ابنه حنان. تفسير القمي: سورة المائدة، في تفسير قوله تعالى: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ). و وقع بعنوان سدير الصيرفي في أسناد جملة من الروايات أيضا تبلغ واحدا و عشرين موردا. فقد روى عن أبي جعفر(ع)، و أبي عبد الله(ع)، و عن أبي خالد الكابلي. و روى عنه إبراهيم بن أبي البلاد، و الحارث بن حريز، و حريز، و الحسن بن محبوب، و خالد بن عمارة، و عبد الله بن حماد الأنصاري، و عقبة، و العلاء بن
رزين، و علي بن رئاب، و فضالة بن أيوب، و الفضل بن دكين، و هشام بن المثنى. ثم إن الشيخ روى بسنده عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أبي جعفر(ع). التهذيب: الجزء 5، باب الذبح، الحديث 763، و الإستبصار: الجزء 2، باب جواز أكل لحوم الأضاحي، الحديث 972. و لكن في الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب الأكل من الهدي الواجب 186، الحديث 10، حنان بن سدير، عن أبي جعفر(ع)، بلا واسطة.