ذريح بن محمد المحاربي
ذريح بن محمد
قال النجاشي: «ذريح بن محمد بن يزيد أبو الوليد المحاربي: عربي من بني محارب بن حفصة، روى عن أبي عبد الله(ع)، و أبي الحسن(ع)، ذكره ابن عقدة، و ابن نوح، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا الحسين بن عبيد الله، قال: حدثنا محمد بن علي بن تمام، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المثنى قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن ذريح». قال الشيخ (291): «ذريح المحاربي: ثقة، له أصل، أخبرنا به أبو الحسين بن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عنه، و رواه أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن [الحسين الحسن الطويل، عن عبد الله بن المغيرة، عنه». و عده في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(1) قائلا: «ذريح بن يزيد المحاربي الكوفي يكنى أبا الوليد». و عده البرقي أيضا في أصحاب الصادق(ع).
روى عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه أبو المغراء. كامل الزيارات: الباب 56، في من زار الحسين(ع)تشوقا إليه، الحديث 5. و قال الكشي (236) ذريح المحاربي: «
روى أبو سعيد بن سليمان، قال: حدثنا العبيدي، قال: حدثنا يونس بن عبد الرحمن، و صفوان بن يحيى، و جعفر بن بشير، جميعا، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله(ع)، قال: ما ترك الله الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدم(ع)يهتدى به إلى الله تبارك و تعالى، و هو الحجة على العباد، من تركه هلك و من لزمه نجا حقا على الله تعالى.
روى عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: قلت لأبي عبد الله(ع)بالمدينة: ما تقول في أحاديث جابر؟ قال: تلقاني بمكة، قال: فلقيته بمكة، قال: تلقاني بمنى، قال: فلقيته بمنى، فقال لي: ما تصنع بأحاديث جابر اله عن أحاديث جابر، فإنه إذا وقعت إلى السفلة أذاعوها. قال عبد الله بن جبلة: فاحتسبت ذريحا سفلة.
حدثني خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا(ع): جعلت فداك، إنه و الله ما يلج في صدري من أمرك شيء إلا حديثا سمعته من ذريح، يرويه عن أبي جعفر(ع)، قال لي: و ما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء الله. قال: صدقت و صدق ذريح، و صدق أبو جعفر(ع)، فازددت و الله شكا، ثم قال قال لي: يا داود بن أبي [كلدة خالد، أما و الله لو لا أن موسى، قال للعالم: (ستجدني إن شٰاء اللٰه صٰابرا) ما سأله عن شيء، و كذلك أبو جعفر(ع)لو لا أن قال «إن شاء الله» لكان كما قال فقطعت عليه».
أقول: الرواية الثانية ضعيفة بالإرسال و بمحمد بن سنان، و لو صحت لم
تدل على ذم في ذريح، فإن الإمام(ع)منعه عن نقل روايات جابر لا عن تحملها، و ما حسبه عبد الله بن جبلة ليس في محله، و كفى في جلالة ذريح ما
رواه الصدوق بسند صحيح، عن عبد الله بن سنان، قال: أتيت أبا عبد الله(ع)، فقلت له: جعلت فداك ما معنى قول الله عز و جل (ثم ليقضوا تفثهم) ؟ قال(ع): أخذ الشارب و قص الأظافير و ما أشبه ذلك، قال: قلت له: جعلت فداك، فإن ذريحا المحاربي حدثني عنك أنك قلت: ليقضوا تفثهم لقاء الإمام و ليوفوا نذورهم تلك المناسك. قال(ع): صدق ذريح، و صدقت أن للقرآن ظاهرا و باطنا و من يحتمل ما احتمل ذريح؟. الفقيه: الجزء 2، باب قضاء التفث، الحديث 1437.
و روى الصدوق، و الشيخ بسند صحيح، عن إبراهيم بن هاشم، أن محمد بن أبي عمير امتنع عن استيفاء دينه اعتمادا على ما رواه ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله(ع)، قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين. الفقيه: الجزء 3، باب الدين و القرض، الحديث 501، و التهذيب: الجزء 6، باب الديون و أحكامها، الحديث 441.
ثم إن المصرح به في كلام النجاشي أن يزيد جد ذريح و والده محمد، و لكن صريح الصدوق في المشيخة: أن والده يزيد، و جده محمد، و ظاهر الشيخ أن والده يزيد، و الله العالم بالصواب. قال الصدوق في المشيخة: «و ما كان فيه عن ذريح المحاربي فقد رويته عن أبي- رضي الله عنه-، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ذريح بن يزيد بن محمد المحاربي. و رويته عن أبي- رضي الله عنه- عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن رزين، عن ذريح». فطريق الصدوق إليه صحيح، و كذلك طريق الشيخ إليه و إن كان فيه ابن أبي جيد.