الحسن بن زين الدين

من ويكي علوي
مراجعة ٠٢:٢٥، ٢ يناير ٢٠٢٤ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= الحسن بن زين الدين = قال الشيخ الحر في أمل الآمل (45): «الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الشهيد الثاني العاملي الجبعي، كان عالما، فاضلا، عاملا، كاملا، متبحرا، محققا، ثقة، فقيها، وجيها، نبيها، محدثا، جامعا للفنون، أديبا، شاعرا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحسن بن زين الدين

قال الشيخ الحر في أمل الآمل (45): «الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الشهيد الثاني العاملي الجبعي، كان عالما، فاضلا، عاملا، كاملا، متبحرا، محققا، ثقة، فقيها، وجيها، نبيها، محدثا، جامعا للفنون، أديبا، شاعرا، زاهدا، عابدا، ورعا، جليل القدر، عظيم الشأن، كثير المحاسن، وحيد دهره، أعرف أهل زمانه بالفقه و الحديث و الرجال. له كتب و رسائل منها: كتاب منتقى الجمان، في الأحاديث الصحاح و الحسان، خرج منه كتب العبادات و لم يتمه، و كتاب معالم الدين و ملاذ المجتهدين، خرج منه مقدمة في الأصول و بعض كتاب الطهارة و لم يتمه، و له كتاب مناسك الحج، و الرسالة الاثني عشرية في الصلاة، و إجازة طويلة مبسوطة

أجاز بها السيد نجم الدين العاملي، تشتمل على تحقيقات لا توجد في غيرها، نقلنا منها كثيرا في هذا الكتاب (رأيتها بخطه) و له جواب المسائل المدنيات (الأولى) و الثانية و الثالثة، سأل عنها: السيد محمد بن جويبر، و حاشية مختلف الشيعة مجلد، و كتاب مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد و التقليد، و كتاب الإجازات، و التحرير الطاوسي في الرجال، و رسالة في المنع من تقليد الميت، و له ديوان شعر، جمعه تلميذه الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي، و غير ذلك من الرسائل و الحواشي و الإجازات، و قد ذكره السيد مصطفى بن الحسين التفريشي في رجاله فقال: الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد العاملي- رضي الله عنه- وجه من وجوه أصحابنا، ثقة، عين، صحيح الحديث، ثبت، واضح الطريقة، نقي الكلام، جيد التصانيف، مات سنة 1011، له كتب منها: كتاب منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح و الحسان (انتهى). و كان ينكر كثرة التصنيف مع تحريره، كان هو و السيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي، صاحب المدارك: كفرسي رهان شريكين في الدرس عند مولانا أحمد الأردبيلي، و مولانا عبد الله اليزدي، و السيد علي بن أبي الحسن، و غيرهم و كان الشيخ حسن عند قتل والده ابن أربع سنين و كان مولده سنة 959 اجتمع بالشيخ بهاء الدين في الكرك، لما سافر إليها كذا وجدت في التاريخ، و يظهر من تاريخ أبيه الآتي ما ينافيه، و أن عمره كان حينئذ سبع سنين. يروي عن جماعة من تلامذة أبيه منهم الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي، و قد رأيت جماعة من تلامذته و تلامذة السيد محمد، و قرأت على بعضهم و رويت عنهم عنه مؤلفاته و سائر مروياته منهم: جدي لأمي الشيخ عبد السلام بن محمد الحر العاملي عم أبي. و نرويها أيضا عن الشيخ حسين بن الحسن الظهيري العاملي، عن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي عنه.

و كان حسن الخط جيد الضبط، عجيب الاستحضار حافظا للرجال و الأخبار و الأشعار، و شعره حسن كاسمه فمنه قوله:

عجبت لميت العلم يترك ضائعا* * * و يجهل ما بين البرية قدره

و قد وجبت أحكامه مثل ميتهم* * * وجوبا كفائيا تحقق أمره

فذا ميت حتم على الناس ستره* * * و ذا ميت حق على الناس نشره

و قوله من أبيات:

و لقد عجبت و ما عجبت* * * لكل ذي عين قريرة

و أمامه يوم عظيم* * * فيه تنكشف السريرة

هذا و لو ذكر ابن آدم* * * ما يلاقي في الحفيرة

لبكى دما من هول ذلك* * * مدة العمر القصيرة

فاجهد لنفسك في الخلاص* * * فدونه سبلا عسيرة

». ثم أورد له قصيدتين ثم قال: «و له قصيدة في الحكم و الموعظة، منها:

تحققت ما الدنيا عليك تحاوله* * * فخذ حذر من يدري من هو قاتله

و دع عنك آمالا طوى الموت نشرها* * * لمن أنت في معنى الحياة تماثله

و لا تك ممن لا يزال مفكرا* * * مخافة فوت الرزق و الله كافله

و لا تكترث من نقص حظك عاجلا* * * فما الحظ ما تعنيه بل هو آجله

و حسبك حظا مهلة العمر إن تكن* * * فرائضه قد تممتها نوافله

فكم من معافى مبتلى في يقينه* * * بداء دوي ما طبيب يزاوله

و كم من قوي غادرته خديعة* * * ضعيف القوى قد بان فيه تخاذله

و كم من سليم في الرجال و رأيه* * * بسهم غرور قد أصيبت مقاتله

و كم في الورى من ناقص العلم قاصر* * * و يصعد في مرماه من هو كامله

فيغري و يغوي و هو شر بلية* * * يشاركه فيهن حتى يشاكله

و له قصيدة في مدح الأئمة(ع)جيدة، و شعره الجيد كثير، و محاسنه أكثر، و قد نقلت من خطه في بعض مجاميعه، ما ذكرته من شعره، و رأيت أكثر شعره و مؤلفاته بخطه، و كان يعرب الأحاديث بالشكل في المنتقى، عملا بالحديث الذي رواه الكليني و غيره عن أبي عبد الله(ع)، قال: أعربوا أحاديثنا فإنا فصحاء، و لكن للحديث احتمال آخر. و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في كتابه: سلافة العصر في محاسن أعيان أهل العصر، فقال فيه: شيخ المشايخ الجلة، و رئيس المذهب و الملة، الواضح الطريق و السنن، و موضح الفروض و السنن، يم العلم الذي يفيد و يفيض، و جم الفضل الذي لا ينضب و لا يغيض، المحقق الذي لا يراع له يراع، و المدقق الذي راق فضله و راع، المتفنن في جميع الفنون، و المفتخر به الآباء و البنون، قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرائع و شرح الصدور بتصنيفه الرائق، و تأليفه الرائع، فنشر للفضائل حللا مطرزة الأكمام، و ماط عن مباسم أزهار العلوم لثام الأكمام، و شنف المسامع بفرائد الفوائد، و عاد على الطلاب بالصلات و العوائد، و أما الأدب فهو روضه الأريض، و مالك زمام السجع منه و القريض، و الناظم لقلائده و عقوده، و المميز عروضه من نقوده .. و مدحه بفقرات كثيرة، و ذكر من شعره كثيرا، و ذكر بعض مؤلفاته السابقة، و ذكر ما ذكر ولد ولده الشيخ علي بن محمد بن الحسن في كتابه الدر المنثور، و أثنى عليه بما هو أهله، و ذكر مؤلفاته السابقة، و أورد له شعرا كثيرا. و رأيت بخط السيد حسين بن محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي، ما صورته: توفي العلامة الفهامة الشيخ حسن ابن الشيخ زين الدين العاملي قدس الله روحهما في المحرم سنة إحدى عشرة و ألف، في قرية جبع (و وجدت بخطه

حديثا عن الصادق(ع)، قال: إنما سمي البليغ بليغا: لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه». انتهى كلام الحر في الأمل.