إبراهيم بن سلام
إبراهيم بن سلام:
[سلامة: من أصحاب الرضا(ع)، نيشابوري، وكيل، رجال الشيخ (37). قال العلامة: «وكيل من أصحاب الكاظم(ع)، لم يقل الشيخ فيه غير ذلك، و الأقوى عندي قبول روايته». و قال أبو علي في رجاله: «لا يخفى أن قول العلامة إنه من رجال الكاظم(ع)وهم، إذ لم ينقله الشيخ في رجال الكاظم(ع)، و لا أحد غيره من أصحاب الأصول». و كيف كان، فقد اختلف في حال الرجل، فمنهم من اعتبره حجة، و منهم من لم يعتبره، و استدل من قال باعتباره بمقدمتين، الأولى: أنه كان وكيلا عن الرضا(ع)، الثانية: أنهم (سلام الله عليهم)، لا يوكلون الفاسق، كما حكاه الوحيد(قدس سره) في تعليقته على المنهج عن الشيخ البهائي، (رحمه الله). و يمكن المناقشة في كلتا المقدمتين: أما في الأولى: فلعدم ثبوت أن وكالته كانت من قبل الرضا(ع)، و إخبار الشيخ بأنه كان وكيلا لا يدل على أن الوكالة كانت من قبل الرضا(ع). و أما ما عن الشيخ البهائي(قدس سره): «من أن هذا اصطلاح مقرر بين علماء الرجال من أصحابنا، و أنهم إذا قالوا: فلان وكيل، يريدون أنه وكيل أحدهم(ع)، و هذا مما لا يرتاب فيه من مارس كلامهم، و عرف لسانهم»، فهو اجتهاد منه، و لذلك لم ينقل هذا عن أحد من علماء الرجال، و من هنا قال الميرزا في الوسيط عند ترجمة الرجل: «لا يخفى أن كون الرجل وكيلا له(ع)غير واضح، فالاعتماد عليه بمجرد ذلك غير لائق».
هذا، و قد يقال: إن ذلك هو المتفاهم في المحاورات العرفية، فإنه إذا عد شخص من أصحاب أحد المعصومين(ع)، ثم قيل: إنه وكيل يفهم منه عرفا أنه وكيله(ع). و لو أريد أنه وكيل غيره لقيد. أقول: هذا أيضا غير واضح، إذ من المحتمل أنه كان يتوكل في الدعاوي، أو أنه كان وكيلا عن المتصدين للزعامة، و ولاية الأمور. و أما في الثانية: فلما تقدم- في المدخل- من أن الوكالة لا تستلزم العدالة.