الشيخ هادي السبزواري
الشيخ هادي السبزواري 1212-1289
الشيخ هادى بن المهدى المعروف بـ «أسرار» السبزوارى صاحب المنظومة، ولد فى سبزوار سنة 1212 هـ و نشأ بها فى بيت الثراء و الوجاهة تحت ظل والده، قرأ مقدمات علم المعقول و الفقه فى سبزوار، و هاجر الى
اصفهان حدود سنة 1231 هـ فى أواسط حياة العالم الجليل الشيخ محمد ابراهيم الكلباسى صاحب الاشارات المتوفى سنة 1261 هـ، و أخذ يحضر الحكمة و الفلسفة على عيون علمائها الى سنة 1242، ثم غادر اصفهان قاصدا بلد العلم المشهد الرضوى خراسان بعد ما غرف كؤوسا من العلوم العقلية و النظريات الممتعة للحكميين الاشراقيين، و حدث المعاصر الراوى شطرا من حياة المترجم له قائلا: و فى حدود سنة 1249 هـ حج بيت الله الحرام و لما دخل ايران رغب أن يقيم فى كرمان فبقى بها سنة كاملة ثم عاد الى خراسان متوطنا بها نحوا من احدى عشر سنة و هناك فتح باب التدريس على مصراعيه فى علم المعقول و المنقول و قصدته الطلاب هواة علم الفلسفة و الحكمة الاشراقية و تزودوا من منهل علمه الجم و نظرياته الصائبة ثم عاد الى مسقط راسه سبزوار عالما حكيما متضلعا بالعلوم العقلية و الشرعية فيلسوفا أوحديا متألها، و المعروف عند أصحابنا ان سبزوار بوجوده فيها أصبحت تقصدها فلاسفة عصره و حكمائه من شتى الأمصار و الأصقاع كل ذلك مع تقى و زهد و ورع و عبادة صادقة و أداء ما فرضه الله عليه من الحقوق فى غلاته و فاضل مؤنته السنوية الى ما هنالك من واجبات و مستحبات، و كان من المتصلبين فى تشيعهم و اسلامهم و لم يتأثر بنظريات و آراء الحكماء و الفلاسفة الأقدمين و غيرهم، و قيل انه فهم مطالب ملا صدرا الشيرازى و آراءه و لم يكن مؤسسا، و كان محيطا بمذاهب الاشراقيين، و حدث من يعتمد على علمه و حديثه من المهاجرين الايرانيين ان السلطان ناصر الدين شاه القاجارى نزل عليه بداره ساعات من النهار فى سبزوار اجلالا له و اكراما للعلم و كان ذلك فى أوائل شهر صفر عام 1284 هـ فى طريقه لزيارة مرقد الامام على بن موسى الرضا عليهما السلام، و حدث معاصروه انه منذ ثلاثين عاما ما فاتته صلاة الليل و عمل الأوراد الرياضية حبث كان مرتاضا.
اساتذته:
تتلمذ فى اصفهان على الشيخ محمد ابراهيم الكلباسى، و الشيخ محمد تقى بن عبد الرحيم الاصفهانى المتوفى سنة 1248، و الآخوند ملا اسماعيل، و الملا على النورى و هو عمدة من تتلمذ عليه، و قيل حضر على الشيخ اغا رضا الهمدانى صاحب مفتاح النبوة فى الرد على اليهود و النصارى، و الشيخ أحمد الأحسائى حضر عليه يسيرا.
تلامذته:
تتلمذ عليه الجم الغفير من أهل الفضل لكنه ليس فيهم من يشار اليه بالتحقيق و الافاقة على من سواه من أهل عصره، و ممن حضر عليه الميرزا موسى الهمدانى الكلانترى المتوفى سنة 1304 هـ و تقدمت ترجمته.
مؤلفاته:
منظومة فى الحكمة و بها اشتهر و عليها مدار التدريس للطلبة فى زماننا و قد طبعت و شرحها و علق عليها كثير من العلماء و أهل الفضل، و منظومة فى المنطق اسمها اللآلىء، و منظومة فى الفقه مشروحة، و منظومة أخرى فى الفقه اسمها المقباس فى المسائل، و حاشية على أسفار ملا صدرا، و حاشية على كتاب المبدأ و المعاد لملا صدرا أيضا، و حاشية على كتاب المثنوى، و حاشية على شرح الفية ابن مالك للسيوطى، و شرح دعاء الجوشن الكبير، و شرح دعاء الصباح المعروف، و حواش على شواهد الربوبية، و حواش على مفاتيح الغيب، و أسرار العبادات فى الفقه، و أجوبة المسائل المشكلة، و كتاب فى الحكمة، و أسرار الحكم، و مطلع الشمس فى معرفة النفس و معرفة الحق، و رسالة الرحيق فى علم البديع، و ديوان شعر فارسى موسوم بديوان أسرار، و كتاب فى الرد على الشيخية.
وفاته:
توفى فى سبزوار 28 جمادى الاولى سنة 1289 هـ و اقبر بضواحى البلد على الجادة العامة القديمة المؤدية الى خراسان مشهد الامام الرضا عليه السلام و عليه قبة و مزار-أشادها الصدر الأعظم مستوفى الممالك الميرزا يوسف.