السيد نصر الله الحائري

من ويكي علوي
مراجعة ٠١:٣٣، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= السيد نصر الله الحائري 1109-1166 = ابو الفتح عز الدين السيد نصر الله بن السيد حسين بن على بن يونس ابن جميل بن علم الدين بن طعمة بن شرف الدين بن نعمة الله بن أبى جعفر احمد بن ضياء الدين يحيى بن ابى جعفر محمد بن شرف الدين احمد المدفون فى عين التمر-شفائة ابن ابى الفائز...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد نصر الله الحائري 1109-1166

ابو الفتح عز الدين السيد نصر الله بن السيد حسين بن على بن يونس ابن جميل بن علم الدين بن طعمة بن شرف الدين بن نعمة الله بن أبى جعفر احمد بن ضياء الدين يحيى بن ابى جعفر محمد بن شرف الدين احمد المدفون فى عين التمر-شفائة ابن ابى الفائز بن محمد بن ابى الحسن على بن ابى جعفر محمد خير العمال ابن ابى فويرة على المجدور ابن ابى عاتقة ابى الطيب احمد بن محمد الحائرى بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم (ع) اشتهر المترجم له بالفائزى الحائرى، ولد حدود سنة 1109 هـ فى كربلا، و كان من العلماء و الأدباء، و الكتاب و المؤلفين، و الشعراء البليغين و المؤرخين، و كان وجها ساطعا مبرزا فى الحائر الحسينى،

و جليلا محترما عند الوجوه العلمية فى النجف و الحكومية فى بغداد و عند الشيعة و السنة، له مجلس تدريس فى الحضرة المطهرة للامام الحسين بن على عليهما السلام يحضره طائفة كبيرة من أفاضل أهل العلم العراقيين و المهاجرين، سافر الى ايران عدة مرات منها فى عصر السلطان نادر شاه الافشارى، و قيل ان السلطان أكرمه و أحبه كثيرا، هذا و كانت جيوش النادر تهاجم العراق و قد حاصر بغداد حدود الثمانية أشهر بتاريخ سنة 1145 هـ و رجعت غير فاتحة، و هاجمة العراق مرة أخرى فى سنة 1156 هـ و فيها أغارت جيوشه على شمال العراق و اخضعت أهم مدنها مثل مدينة اربيل و كركوك و السليمانية حتى وصلت مدينة الموصل ثم منها الى بغداد و عسكر بجيشه فى جانب الكرخ على أبواب بلد الامامين الكاظميين عليهما السلام، و الذى يظهر من بعض النصوص التاريخية أنه كان معه الجيش الكثير العدد و العدة الذى لا قبل للعثمانيين به، و كان ذلك فى عهد السلطان محمود خان بن مصطفى خان المولود عام 1108 هـ و المتوج عام 1143، و المتوفى سنة 1168 هـ، و يومئذ كان و اليه على بغداد الوزير احمد بن حسن باشا، و فى هذه الآونة زار السلطان قبرى الامامين الكاظمين (ع) و انعقد الصلح بينه و بين العثمانيين بواسطة الوالى المذكور على ان يكف النادر من حرب العراق، هذا من جانب نادر شاه، و أما العثمانيين فلا بدوان يعترفوا بمذهب الشيعة رسما و ان يكون لهم محراب خامس فى مكة المكرمة، و إمام للصلوات فى الحرم، و أن يكون أمير الحاج للشيعة من قبله على الطريق البرى العراقى المار بالنجف الأشرف، و عليه نفقات اصلاح برك الماء للست زبيدة، و بعد تمامية الصلح عبر دجلة و زار قبر الامام أبى حنيفة و معه القضاة و المفتون و شيوخ الاسلام من ولايات ايران و افغان و بلخ و بخارا و مفتى دار السلطنة على اكبر الطالقانى‏ و كان هؤلاء قد جاء بهم يحملهم بركبه من ايران، حيث كان فى دولة ملكه توتر طائفى شنيع بين السنة و الشيعة قد أدى الى القتل و التخريب و الشتم الفظيع، كل ذلك خلاف رغبته حيث كان يريد الهدوء الداخلى و التجهيز العسكرى الواسع لكى يأخذ العراق من العثمانيين‏ و الصراع المذهبى بين رعيته يمنعه من ذلك، و كان من رغبته ان يعترف علماء السنة بمذهب الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ليكون مذهبا خامسا رسميا فى دولته و دولة الروم العثمانيين لكى يرتفع النقص فى الأنفس و الأموال و السب و الرفض، و بذل تمام جهوده فى توحيد الكلمة بين المسلمين حتى مضى عليه عدة سنوات قبل هذا التاريخ، و توجه النادر الى النجف لزيارة الامام امير المؤمنين (ع) و هناك رأى تذهيب القبة المطهرة و المأذنتين و الايوان الشرقى التى أمر بتذهيبهن‏ من قبل.

و كان المترجم له الحائرى شاعرا لامعا و من شعره قصيدته الرائية التى نظمها فى مدح أمير المؤمنين (ع) و وصف القبة و المأذنتين لما بناهما بالذهب نادر شاه، و قد خمسها تلميذه الشيخ احمد النحوى، كما تقدمت الاشارة اليها فى الجزء الاول عند ترجمة الشيخ النحوى المتوفى سنة 1187 هـ و تقع فى 58 بيتا مطلعها:

اذا ضامك الدهر يوما و جارا # فلذ بحمى أمنع الخلق جارا

على العلى و صنو النبى # و غيث الولى و غوث الحيارى

هزبر النزال و بحر النوال # و بدر الكمال الذى لا يوارى

له ردت الشمس فى طيبة # على عهد خير البرايا جهارا

و فى «بابل» فقضى عصره # أداءا ففاق البرايا فخارا

وردت له ثالثا فى الغرى # ترى قبة البسوها نضارا

هى الشمس لكنها مرقد # لظل المهيمن جل اقتدارا

هى الشمس لكنها لا تغيب # و لا يحسد الليل فيها النهارا

و لا الكسف يحجب منها السنا # و لم تتخذ برج نحس مدارا

هى الشمس و الشهب فى صحنها # قناديلها ليس تخشى استتارا

عروس تجلت بوردية # و لم ترض غير الدرارى نثارا

فها هى فى تربها و الشعاع # جلا لعينيك درا صغارا

بدت تحت أحمر فانوسها # لنا شمعة نورها لا يبارى

هو الشمع ما احتاج للقط قط # و لا النفخ أطفأه مذ أنارا

ملائكة العرش حفت به # فراشا و لم تبغ عنه مطارا

هى الترس ذهب ثم استظل‏ # به فارس ليس يخشى الشفارا

و ياقوتة خرطت خيمة # على ملك فاق «كسرى» و «دارا»

و حق عقيق حوى جوهرا # تخطى الجبال و عاف البحارا

و لم يتخذ غير عرش الآله # له معدنا و كفاه فخارا

حميا الجنان لها نشوة # تسر النفوس و تنفى الخمارا

إذا رشفتها عيون الوفود # تراهم سكارى و ما هم سكارا

عجبت لها اذ جوت يذبلا # و بحرا بيوم الندى لا يجارى

و كنت أفكر فى التبر لم # غلا قيمة و تسامى فخارا

الى أن بدا فوقها يخطف # النواظر مهما بدا و استنارا

و ما يبلغ التبر من قبة # بها عالم الملك زاد افتخارا

و مذ كان صاحبها للآله # يدا ابدا نعمة و اقتدرا

«يد الله من فوق أيديهم» # بدت فوق «سرطوقها» لا توارى

و قد رفعت فوق سرطوقها # تشير الى وافديها جهارا

هلموا الى من يفيض اللهى # و يردى العدى و يفك الاسارى

و تدعو إله السما بالهنا # لمن زار اعتابها و استجارا

قد اتصلت بذراع النجوم # و قد صافحتها الثريا جهارا

و «كف الخضيب» لها قد عنا # غداة اختفى و هى تبدو نهارا

قلائدها الشهب و النجم قد # غدا شنفها و الهلال السوارا

و بالآى خوف عيون الأنام # ممنطقة قد بدت كالعذارى‏

غلت فى السمو فظن الجهول # بأن لها عند «كيوان» ثارا

و كيف و «كيوان» و النيرات # بها من صروف الزمان استجارا

ترى لوفود الندى حولها # طوافا باركانها و اعتمارا

و فى «قصر غمدان» بان القصور # غداة تجلت و ان عز دارا

و مهما بدا طاق ايوانها # أرانا الآله هلالا أنارا

لعين ذكاء غدا حاجبا # بنور أحال الليالى نهارا

هلال السماء له حاسد # لذلك دق و أبدى اصفرارا

هلال لصوم و فطر غدا # لهذا يسر و يسمو فخارا

له «طاق كسرى» غدا خاضعا # و قد شق من غيظة حين غارا

و لما بدا لى المناران فى # حماها الذى فى العلى لا يبارى

رأيت الغريين بالتبر لا # بقان من الدم أمسى ممارا

هما «الهرمان» بمصر الفخار # أبانا عجائب ليست تمارى

هما اصبعا يد نيل الأيادى # فكم اغنتا من تشكى افتفارا

عمودا صباح و لكن هما # معا صادقان لنا قد أنارا

أحاطت بها حجرات بها # نقوش بزينتها لا تبارى

لأطلس أفلاكها فاخرت # بموشى برد به الطرف حارا

أزاهر روض و لكنها # أبت منة السحب إلا اضطرارا

فثغر الاقاحى بها ضاحك # و ان لم يرق جفن مزن قطارا

و نرجسها طرفه لا يزال # يلاحظ للحب ذاك المزارا

كوشى الحباب و كالوشم فى # معاصم بيض جلتها العذارا

و قد اخجلت «إرما» فاغتدت # محجبة لا تميط الخمارا

بها الآى تتلى و تحيى العلوم # فيشفى غليل القلوب الحيارى‏

هى النار نار الكليم التى # عليها الهدى قد تبدى جهارا

تبدى سناها عيانا فأرخـ # «ت آنست من جانب الطور نارا»

سنة 1155 ه

و له مراسلات مع علماء عصره و ادبائه و شعرائه و قد كتب-الى النجف لصديقه العالم الجليل الشيخ مهدى الفتونى المتوفى عام 1183 هـ و تقدمت ترجمته-رسالة و فيها يقول:

بالله يا نفح الصبا # ان جزت فى ارض النجف

فاقر السلام على الاولى # أنوارهم تجلو السدف

و قل المتيم بعدكم # أودى به فرط الأسف

متذكرا عصرا مضى # معكم بهاتيك الغرف

أحسن بها غرفا غدت # مأوى المعالى و الشرف

غرفا زهى ورد العلى # فيها ولد لمن قطف

و لكم بها «مهدينا» # أهدى الينا من تحف

لا زال يرفل فى رداء # العز ما برق خطف‏

و عثرت على رسالة كتبها الى النجف و فيها سلام على الشيخ بشارة ابن عبد الرحمن آل موحى الخيقانى النجفى المتوفى سنة 1131 هـ، و على بعض أصحابه و ختم الكتاب بقوله:

داعيك نصر الله ذاك الصب # و دمعه على الخدود صب‏

و يروى للسيد تقريض على ديوان معاصره الشيخ محمد على‏ بن الشيخ بشارة آل موحى النجفى المتوفى حدود سنة 1163 هـ-ببيتين هما:

ألا قد غدا ديوان نجل بشارة # طراز دواوين الانام بلا ريب

مهذبة أبياتة كخلائقى # فليس به عيب سوى عدم العيب‏

و يروى له تقريض على كتاب نتائج الافكار فى منتخبات الاشعار فى الأدب العربى مخطوط لصاحبه الشيخ محمد على آل موحى المذكور، و له مراسلات مع الشاعر الأديب الشيخ محمد جواد بن عبد الرضا عواد البغدادى المتوفى حدود سنة 1160 هـ و قد تقدمت ترجمته فى الجزء الثانى، و له مراسلات مع الشيخ احمد النحوى و منادمات أدبية و شعريه، و قد خمس النحوى قصيدة المترجم له فى وصف القبة الذهبية و ذكرنا شيئا من التخميس عند ذكر النحوى و قد سبق.

و له مراسلات مع صديقه العالم الأديب الشيخ يونس بن الشيخ ياسين النجفى منها ان السيد كتب اليه ارجوزة هى جواب عن أرجوزة ارسلها له الشيخ من النجف الى كربلا، قال السيد الحائرى فى مطلع قصيدته:

اهدى سلاما يشبه الروض الحسن # الى الامام المرتضى ابى الحسن‏

***

و منها:

أبهى تحيات كأنفاس الصبا # الى شذاها كل صب قد صبا

يهدى الى من زند فخره ورى # و من غدا بنشر مدحه الورى

و هو الفتى رب المعالى «يونس» # من ذكره أضحى لقلبى يونس

مولى سما كعب الندى الايادى # لانه قد تم بالأيادى

و داده من الرياء سالم # و كيف لا و هو لدى سالم

و قلبه لمن هواه قد صفا # لكنه لدى الخطوب كالصفا

و لفظه فيه من الداء الشفا # لا فى اشارات ابن سينا و الشفا

اهدى لنا منظومة كالدر # فى حسنها بل كالشهاب الدرى

قريضها لمهجة الصب سحر # لأنه يحكى نسيمات السحر

فاقت على ارجوزة ابن الوردى # لانها تزرى بنشر الورد

خريدة ترفل فى الحرير # ما قال قط مثلها الحريرى‏

اساتذته:

تتلمذ فى النجف على الشيخ ابو الحسن الشريف بن الشيخ محمد طاهر ابن عبد الحميد الفتونى العاملى النباطى النجفى المتوفى سنة 1138 هـ صاحب كتاب ضياء العالمين فى الامامة المخطوط، و الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد حسين النيسابورى المكى، و الشيخ احمد بن الشيخ اسماعيل بن الشيخ عبد النبى بن الشيخ سعد الجزائرى النجفى المتوفى بالنجف سنة 1151 هـ، و الشيخ عبد الله بن على ابن احمد البلادى البحرانى، و الشيخ ياسين بن صلاح الدين بن على بن ناصر ابن على البلادى البحرانى.

مؤلفاته:

ألف كتاب الروضات الزاهرات فى المعجزات بعد الوفاة، و كتاب سلاسل الذهب، و رسالة فى تحريم شرب التتن، و ديوان شعر مخطوط .

مشايخ روايته:

يروى بالاجازة عن اساتذته كالشيخ ابو الحسن الشريف الفتونى بتاريخ سنة 1127 هـ، و الشيخ احمد الجزائرى سنة 1129 هـ، و الشيخ محمد باقر النيسابورى المكى عن السيد على خان بتاريخ سنة 1130 هـ و عن الشيخ عبد الله بن على البحرانى سنة 1145، و الشيخ ياسين بن صلاح الدين البحرانى سنة 1145 هـ، و يروى ايضا عن الشيخ محمد صالح الهروى-و الشيخ احمد بن محمد مهدى الخاتون‏آبادى جميعا بتاريخ سنة 1144 هـ، و عن السيد رضى الدين بن السيد محمد بن حيدر الموسوى المكى العاملى النجفى المتوفى سنة 1168، و عن السيد عبد الله الجزائرى الآتى ذكره، و عن الشيخ محمد حسين ابن ابى محمد البغمچي سنة 1130.

من يروى عنه:

يروى عنه بالاجازة الشيخ على بن الحسين البحرانى، و الشيخ شرف الدين بن محمد المكى، و تلميذه العالم الجليل السيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوى الحويزى النجفى المتوفى سنة 1170، و السيد عبد الله بن نور الدين على بن نعمة الله الموسوى الجزائرى النجفى المتوفى سنة 1173 هـ، و السيد حسين ابن السيد ابراهيم القزوينى الحائرى صاحب كتاب معارج الاحكام المتوفى سنة 1208 هـ و تتلمذ عليه الشيخ احمد النحوى النجفى المتوفى سنة 1187 هـ، و السيد حسين بن مير رشيد الهندى النجفى.

وفاته:

قتل شهيدا فى الديار التركية سنة 1166 هـ، و قيل سنة 1168 هـ.