السيد ناصر البصري
السيد ناصر البصري ... -1331
السيد ناصر بن السيد احمد بن السيد عبد الصمد الموسوى البحرانى البصرى ولد فى البحرين و نشأ فيها، قرأ جل مقدماته هناك و هاجر الى العراق و أقام فى بلد العلم و الفقاهة النجف و تزود العلم و التقوى و الأدب من علمائها ثم أقام فى البصرة و هو اليوم عالم كامل مهذب غيور أديب سريع الحفظ قوى الحافظة بليغ فصيح، كان وجوده فى البصرة حصنا للمؤمنين و الزائرين للعتبات المقدسة فى العراق من الهند و باكستان و ايران و جميع الممالك و الاصقاع المسلمة، حيث كان جليلا محترما ذا مقدرة و سلطة مهابا من جهة السلطة التركية فى البصرة، و يستند تركيزه و تأييده فى البصرة الى العلمين فى النجف الشيخ راضى فقيه العراق، و الشيخ مهدى بن الشيخ على آل كاشف الغطاء و كان مرعى الجانب عند جميع الطبقات حتى عند أهل الذمة لسياسته الحكيمة و عدم تسرعه فى شؤون الناس الشرعية و العرفية و من صفاته الجليلة انه كان يحسن لكل من وفد عليه، و قد أفنى نفسه فى قضاء حوائج الناس، و منها انه كان حارسا لثغر العراق أعنى البصرة عن مداخلة الاجانب بواسطة مترفى البلد كنقيب البصرة السيد طالب و من حذى حذوه، حيث لم تطمع الاجانب فى التدخل بشؤون جماهير البصرة و قبائلها و لم تنجح سياستها الكافرة إلا بعد
فقده رضوان الله عليه، و منها انه كان غنيا متعففا عن أهل الثروة المتجبرين و منها كان يلبس افخر الثياب و الالبسة، و انه يمثل عز العلم و العلماء و صولتهما و جولتهما على الباطل و الملحدين و لا يلبس لباس الزهاد و المتقشفين ليقال عالم الشيعة رث الثياب فى قطر ملىء بالاجانب و المترفين و غير المسلمين، و حدث الثقة أن مجلسه كان عامرا بالوجوه و رجال السلطة الحاكمة و الادباء و الشعراء و الخطباء، و كان شاعرا أديبا تروى له عدة قصائد فى الرثاء و المديح.
اساتذته:
تتلمذ فى النجف على الشيخ المرتضى الانصارى كما حدث عنه ذلك شيخ الخطباء الفاضل الأديب الحافظ الشيخ حسن جلو النجفى عفى عنه، و على فقيه العراق الشيخ راضى بن الشيخ محمد النجفى، و الشيخ مهدى بن الشيخ على حفيد كاشف الغطاء و أجازاه فى الرواية و الاجتهاد و ان يمثلهما فى البصرة كما تقدم.
مؤلفاته:
كتاب جامع الشتات. كشكول، و كتاب فى التوحيد، و منظومة فى الامامة، و رسالة فى مقدمة الواجب.
و حدث أيضا فضيلة الشيخ حسن جلو انه يوما وفد عليه الشيخ محمد سالم الطريحى النجفى و مدحه بأبيات نظمها فى المجلس و تخلص فيها بقوله:
و لئن جفتنى جيرتى و عشيرتى # فلى من آل احمد ناصر
فقال له السيد المترجم له أحسنت إلا ان هذا البيت ليس لك يا شيخ فاجابه نعم للسيد محمد سعيد الحبوبى و لكن عجزت عن التخلص بهذه العجالة فالتمسته و ضحكا و اجزل عليه السيد و الطف به، و كانت له مراسلات مع شعراء عصره البارزين فى النجف و اكثرهم اختصاصا بالسيد جعفر الحلى الشاعر الشهير، و كتب السيد البصرى الى السيد جعفر الحلى كتابا فيه عتاب شديد من عدم المراسلة و فيه مقطوعة مطلعها:
يا جيرة الحى و اهل الصفا # قد برح الوجد بنا و الخفا
قد لاح لى من أرضكم بارق # ذكرنى رسما لسلمى عفا
فقلت أهلا بأهيل النقا # و ان بدا منهم اشد الجفا
هيهات اجفوهم و قلبى لهم # لم ير عنهم أبدا مصرفا
يا سيدا أبرز فى فضله # يعرف هذا كل من انصفا
جاء كتاب منك تشكو به # جفاء خل عنك لن يصدفا
لكنما جشمتنى خطة # كلفتنى فيها خلاف الوفا
فحيث أدليت بعذر لنا # قلنا عفا الرحمن عمن عفا
جرحت جرحا ثم آسيته # فانت منك الدا و أنت الشفا
و كتب اليه الحلى عدة كتب و قصائد، و مما كتبه قصتيدة عينية فى 65 بيتا و ارسلها الى البصرة مطلعها:
برامة أوطان لنا و ربوع # سقاهن من فيض السحاب هموع
و روحها غصن النسيم بنافح # شذى الشيح و القيصوم منه يضوع
نعمت صباحا يا مرابع رامة # و حياك بسام العشى لموع
***
و منها:
عميد بنى الاشراف من آل هاشم # يطيب الثنا فى ذكره و يضوع
تورث من أهليه ثوب رياسة # به لخلوق المكرمات ردوع
كساه به من ألبس الشمس بهجة # و ليس لما يكسو الاله نزوع
تحف به يوم الندى اريحية # تعودها حتى يقال خليع
خصيب حمى و المحل ملق جرانه # يطبق وجه الارض منه هزيع
فلا بمصاب الغيث توجد قطرة # و لا بحمى المرعى يصاب ضريع
ثراه يطيب الزاد للضيف و الروى # اذا الناس طرا اعطشوا و أجيعوا
اذا الضيف وافى تعلم الكوم انه # سينهل من أوداجهن نجيع
فيناصر الاسلام يا فرع دوحة # ضربن لها فوق السماء فروع
سلمت لنا ما ابيض نحوك شارع # و ما طاب للوراد منك شروع
و لا زال و اديك الخصيب تؤمه # رذايا رجاء و خدهن سريع
تناخ على ارجاء واديك لغبا # خماصا فيقريهن منك ربيع
و جودك غوث للعصاة مروع # و جودك غيث للعفاة مريع
تثقف فى يمناك فى كل معضل # يراعا قلوب الشرك فيه تروع
فاسطره للمسلمين سلاسل # كما انها للمسلمين دروع
وفاته:
توفى فى البصرة فى اليوم الثانى و العشرين من شهر رجب سنة 1331 هـ و نقل جثمانه الطاهر الى النجف و استقبل جثمانه فى النجف بتشييع حافل بالعلماء و الوجوه العلمية و سائر الطبقات و دفن فى مقبرة آل السيد خليفة تحت ساباط الصحن الغروى ورثته الشعراء و الأدباء و أرخ عام وفاته السيد حسن نجل السيد ابراهيم الطباطبائى النجفى بقوله:
اليوم سيف ذوى الضلال مجرد # اذ صارم الاسلام فيه مغمد
اليوم ناصر آل بيت محمد # ارخ بجنات النعيم مخلد