الشيخ موسى محي الدين
الشيخ موسى محى الدين ... -1385
الشيخ موسى بن الشيخ شريف بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن جعفر ابن على بن حسين بن محى الدين آل أبى جامع الحارثى الهمدانى العاملى الأصل النجفى الولادة و المسكن، كان فاضلا أديبا كاملا و شاعرا متوسطا فى الجودة، متضلعا بالأدب عاصر الشيخ أحمد قفطان المتوفى سنة 1292، و الشيخ ابراهيم صادق العاملى المتوفى سنة 1288 و الشيخ ابراهيم قفطان المتوفى سنة 1279 و عبد الباقى العمرى الموصلى المتوفى 1287 هـ و الأخرس البغدادى الشاعر و كانوا من أخص أصحابه و له مطارحات شعريه و أدبية مع ادباء عصره، و كان أحد رجال الندوة الأدبية فى النجف المنعقدة فى السنة التى توفى فيها شيخ الفقهاء و المحققين صاحب الجواهر، سنة 1266 هـ، حدثنا بعض حضار الندوة ممن أدركنا عصره انه من جملة من حضرها المشايخ الثلاثة و الشيخ عباس بن ملا على البغدادى، و الشيخ أحمد العاملى، و الشيخ عبد الحسين محى الدين المار ذكره فى الجزء الثانى، و الميرزا صالح نجل السيد مهدى القزوينى، و السيد كاظم بن السيد أحمد العاملى، و الشيخ أحمد البلاغى. و الشيخ صالح حجى النجفى و السيد محمد بن معصوم، و الشيخ باقر هادى النجفى و الشيخ طالب بن الشيخ عباس البلاغى المتوفى سنة 1282 و كان من أهم رجالها بل و الغارسى بذرتها الأدبية فى النجف، و غيرهم لم يحضرنى الآن ذكر بقيتهم انتهى.
و من شعره تخميس الدريدية لابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن الازدى المتوفى سنة 321 هـ، و جعل تخميسه فى مدح الامام على أمير المؤمنين و أولاده المعصومين عليهم السلام مطلعها:
أوهى القوى كتم الهوى و صونه # و خانه يامى فيك عونه
يامن بها رأسى شع جونه # أ ما ترى رأسى يحاكى لونه
طرة صبح تحت أذيال الدجى # ولى الصبا و ما وفى بعهده
و خامر القلب جوى لفقده # و حان و خط الشيب بعد بعده
و اشتعل المبيض فى مسوده # مثل اشتعال النار فى جزل الغضا
صاح بارجاء شباب مغدف # صبح المشيب شبه در الصدف
و قبل قد كان كليل مسدف # فكان كالليل البهيم حل فى
أرجائه ضوء صباح ما نجلى
لما ذكى حبى بقلبى و نما # و ذاع من مكنون سرى ما اكتمى
أفاض ماء عبرتى هم طما # و غاض ماء مشربى دهر رمى
خواطر القلب بتبريح الجوى # و أصبح الدهر الخؤون طاويا
محاسنا و ناشرا مساويا # و قد غدا ربع السرور خاويا
و آض روض اللهو يبسا ذاويا # من بعد ما قد كان مجاج الثرى
أتاح لى فرط التنائى صبوة # ما تركت قط لقلبى سلوة
و اوهن الاعراض منى قوة # و ضرم النأى المشيب جذوة
ما تأتلى تسفع أثناء الحشا # فكيف لا يذوب قلبى كلفا
و لا يسيل دمع عينى أسفا # و الوجد قد صير قلبى كنفا
و اتخذ التسهيد عينى مألفا # لما جفا أجفانها طيف الكرى
هم و حزن و عناء كدر # متصل و مدمع منهمر
انى و ان لم تحص مابى فكر # فكلما لاقيته مغتفر
فى جنب ما أسأده شحط النوى # لا تلحنى ان ذاب قلبى سقما
أو ان قضيت أسفا و ألما # و لا تسل إن سال دمعى عند ما
لو لا بس الصخر الأصم بعض ما # يلقاه قلبى فض أفلاذ الصفا
مم البكا بعد التجافى و لمن # و الدهر قد ضن بما أعطى و من
و قد لحا عودك صرف ذا الزمن # اذا ذوى الغصن الرطيب فاعلمن
ان قصاراه نفاد و توى
و منها:
كم حلبة يوم الوغى مرهوبة # رددتها بعزمة مشبوبة
و كم لها سعيت فى مثوبة # فان سمعت برحى منصوبة
للحرب فاعلم اننى قطب الرحى # و لم أزل أسعى بقلب يقظ
لحفظ ما لولاى لما يحفظ # أنا الذى تخشى العدى تيقظى
و إن رأيت نار حرب تلتظى # فاعلم بأنى مسعر ذاك اللظى
دع نفس حر لا تزال ثغرة # تخوض للموت الزؤام غمرة
و خلها جهرا تسيل حسرة # خير النفوس السائلات جهرة
على ظبات المشرفى و القنا # جبت العراق و عره و سهله
و قد وردت عله و نهله # فقلت مذ لم تر عينى مثله
ان العراق لم أفارق أهله # عن شنأ أصدنى و لا قلى
كلا و لا شاهدت من صادقتهم # سواهم ناسا و مذ رافقتهم
أصفيتهم ودى و ما نافقتهم # و لا أطب عينى مذ فارقتهم
شىء يروق العين من هذا الورى # رافقت منهم من اذا خطب عرى
كانوا شآبيب الندى لمن عرا # هم المحاريب الوثيقات العرى
هم الشناخيب المنيفات الذرى # و الناس ادخال سواهم و هوى
بنوا الأولى أولهم عليها # دان لهم من الورى عليها
هم الغيوث ساكب ماذيها # هم البحور زاخر آذيها
و الناس ضحضاح ثغاب و أضا
قوم سموا هام السهى بجدهم # و قد علوا هام العلى بجدهم
لا و الذى أتحفنى بودهم # ان كنت أبصرت لهم من بعدهم
مثلا فاغضيت على و خز السفا # و لم تكن تبصر عينى أبدا
من الورى اكرم منهم محتدا # و لم أجد أعظم منهم سؤددا
حاشا الأميرين اللذين أوفدا # على ظلا من نعيم و غنى
هما سليلا أحمد خير الملا # الحسنين الأحسنين عملا
هما اللذان انقعالى غللا # هما اللذان أثبتالى أملا
قد وقف اليأس به على شفا # فقدت من شرخ الصبا ريقه
أيام يرعى ناظرى رونقه # و مذ أحال الدهر مار قرقه
تلاقيا العيش الذى رنقه # صرف الزمان فاستساغ و حلا
هما اللذان أوردانى موردا # عاد به روض المنى موردا
و انعشانى بعد ما كنت سدى # و أجريا ماء الحيا لى رغدا
فاهتز غصنى بعد ما كان ذوى # هما اللذان رفعا نواظرى
و اعليا قدرى على نظائرى # و عند ما قد نفدت ذخائرى
هما اللذان سموا بناظرى # من بعد اغضائى على لذع القذى
كم ردنى بعد الرجاء خائبا # من خلته أن لا يرد طالبا
و حين أصبحت له مجانبا # هما اللذان عمرا لى جانبا
من الرجاء كان قدما قد عفا # و أوليانى ما به النفس اقتنت
عزا به عن درن الدنيا اغتنت
و عود انى عادة ما امتهنت # و قلدانى منة لو قرنت
بشكر أهل الأرض طرا ما وفى # بل كل من فوق الثرى عنها نكل
و حاد بل أعيا عن البعض و كل # بل لم يف لسان كل من شكل
بالعشر من معشارها و كان كالـ # حسوة فى آذى بحر قد طما
أحمد ربى الله ما اعاشنى # إذ فى ولاء المرتضى قد راشنى
فلم أقل و هو بخير ناشنى # ان ابن ميكال الأمير انتاشنى
من بعد ما قد كنت كالشىء اللقى # و من وفى لى بالذى له ضمن
و خصنى بما به قلبى أمن # قلت أبو السبطين بالوفا قمن
و مد ضبعى أبو العباس من # بعد انقباض الذرع و الباس الوزى
ذاك على المرتضى عقد الولا # و صنو طه المصطفى خير الملا
ذاك الذى رام المعالى فعلا # ذاك الذى لا زال يسمو للعلى
بفعله حتى علا فوق العلى # و مذ على بالرغم من حسوده
بجوده الضافى على وفوده # قلت و حق القول من ودوده
لو كان يرقى أحد بجوده # و مجده الى السماء لا رتقى
ان كنت تشكو من أوار متلف # فرد نداه بفؤاد شغف
وثق إذا ما كنت ذا تلهف # ما إن أتى عبر نداه معتفى
يشكو أوار عيم إلا ارتوى # فعد الى مدح الحسين و الحسن
تأمن فى مدحهما من الزمن # و قل إذا ما فزت منهما بمن
نفسى الفداء لا ميرى و من
تحت السماء لا ميرى الفدا # كم قلت من حسن الثناء آملا
عد سجايا لهما و نائلا # و حين أعييت غدوت قائلا
لا زال شكرى لهما مواصلا # لفظى أو يعتاقنى صرف المنى
فارقت من بينهما ذوى علا # لم أر منهم قط إلا موئلا
فارقتهم لا قاليا بعد و لا # ان الأولى فارقت من غير قلى
ما زاغ قلبى بعدهم و لا هفا # و لم أزغ عن صاحب اصفيته
خالص ودى بعدما اصطفيته # كلا و لا فى البعد قد قليته
لكن لى عزما اذا انتضيته # فى مبهم الخطب فآه فانفأى
كان المترجم له يتردد على الزوراء كثيرا لا قامة جملة من أصحابه الادباء فيها فهو عندهم معزز محترم مبجل، و رأيت له مجموعة أدبية بخطه فيها الكثير من الأدبيات و المراسلات و التواريخ و المديح و مما خاطبه به صاحبه الشاعر الشهير عبد الباقى الفاروقى عند وداعه الى النجف قوله:
قف المطى اذا جئت العشى الى # أرض الغرى على باب الوصى على
و زر و سلم و ابك و ادع و سل # به لك الخير يا موسى الكليم ولى
و له ديوان شعر مخطوط فيه الكثير من شعره.
و هنأه صاحبه الشاعر الاديب الشيخ عباس بن ملا على البغدادى عند قدومه من سفر بقصيدة مطلعها:
تجلى فصير ليلى نهارا # هلال على غصن بان أنارا
و فاز فأزرى بشمس الضحى # شروقا و ظبى الكناس نفارا
و بات يعاطى الندامى المدام # فطورا يمينا و طورا يسارا
يدير كؤوس المدام و كم # من الصد كأس المدام ادارا
عقارا شربنا و لكن من # لمى ثغره قد شربنا العقارا
و منها:
أبى؟؟؟ القلب إلا هواه كما # أبى الله الا لموسى الفخارا
وفاته:
توفى فى النجف سنة 1285 هـ و من عقبه الشيخ حسن و الشيخ شريف.