السيد مصطفى الكاشاني

من ويكي علوي
مراجعة ٠٠:٣٩، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= السيد مصطفى الكاشاني 1266-1336 = السيد مصطفى بن السيد حسين بن السيد محمد على بن السيد محمد رضا الحسينى الكاشانى الطهرانى النجفى المعاصر. ولد فى كاشان فى العشرة السابعة بعد المائنين و الألف للهجرة حدود سنه 1266 هـ، و نشأ فى بيت والده العالم الجليل كما قرأ بعض المقدم...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد مصطفى الكاشاني 1266-1336

السيد مصطفى بن السيد حسين بن السيد محمد على بن السيد محمد رضا الحسينى الكاشانى الطهرانى النجفى المعاصر. ولد فى كاشان فى العشرة السابعة بعد المائنين و الألف للهجرة حدود سنه 1266 هـ، و نشأ فى بيت والده العالم الجليل كما قرأ بعض المقدمات عليه، ثم أرسله والده الى اصفهان مهاجرا لطلب العلم و قرأ المقدمات فيها و أكملها، و تناول بعض الدروس العالية على وجوهها العلمية، و لما انتقل والده الى طهران حدود سنة 1290 هـ و حط رحله بها توجه المترجم له الى طهران فلم يلبث مع السيد والده إلا سنوات يسيرة حتى توفي والده سنة 1296-كما ستعرف عنه شيئا موجزا-و حل محله فى طهران و التف حوله الوجوه و الأعيان للقابليات المودعة فيه من زيادة فضل، و عقل وافر و حسن تصرف و نبل و سؤدد.

حج بيت الله الحرام و جعل طريق عودته على العراق قاصدا تكملة دراسته و طلب الاجتهاد على علماء النجف، و لما وصل العراق زار أئمة العراق المعصومين (ع) و حط رحله بالنجف و أقام فيه، و صار يحضر أبحاث علماء العصر ثم اكتفى من الحضور عليهم، و سمعت انه حصل على اجازة الاجتهاد ثم استقل بالتدريس فى النجف و كانت تحضر عليه طائفة كبيرة من الطلبة المهاجرين، و فى اخريات آيامه أصبح عالما محققا اصوليا فقيها، و فى نظرى انه اصولى أعمق منه فقيها، و كان شاعرا أديبا نظم الشعر العربى الجيد و الفارسى فى المديح و الرثاء للأئمة المعصومين (ع) و من شعره العربى قصيدة نظمها فى مدح الامام أمير المؤمنين (ع) مطلعها:

حارت الشمس فى ضياء المحيا # منك كالناظرين فيها حيارى

كم قلوب بليل جعدك ضلت # و هى فيه مكبلات أسارى

خل عنك النسيب يا صاح كم ذا # تذكر الحى و الحمى و الديارا

و حز الفخر و العلى بعلى # و اقضين فى مديحه الأوطارا

هو صهر الرسول بل نفسه من # طاب نفسا و محتدا و فخارا

و منها:

أنت مولى الورى بما نص خير للر # سل يوم (الغدير) فيك جهارا

ملأ الخافقين فضلك حتى # لم نجد منكرا له انكارا

و كانت داره فى النجف حافلة بالعلماء و أهل الفضل، و كانت بيننا و بينه صلة و صحبة، و من سيرته فى النجف (ره) انه كان يحب و يرغب فى الاتصال بالوجوه و الرؤساء النجفيين، و له رأى فى شؤونهم، و كان دمث الأخلاق لين الجانب بعمق تفكير و دهاء، على جانب عظيم من السخاء و المروءة و الذوق العربى و السليقة الممدوحة الى ما هنالك من صفات عالية.

جهاده:

و فى سنة 1333 هـ خرج مجاهدا مع العلماء المجاهدين فى العراق بأمر مراجع الفتيا الأعلام فى النجف متجهين الى البصرة و الشعيبة لحرب الانكليز أعداء المسلمين عامة و العرب خاصة و المعروف انه أبلى بلاءا حسنا فى جبهة القتال التى كان فيها (كالقورنة-و العمارة) مع زملائه العلماء مثل السيد على الداماد و شيخ الشريعة، و السيد مهدى بن السيد أحمد الحيدرى و نظرائهم، و كما حدثونا عن تدبيره و رأيه السديد، و بعد ان أدى العلماء رسالتهم فى التبليغ و واجبهم العملى فى الجهاد رجعوا الى أهليهم و هم و ان لم يظفروا بالنجاح الدنيوى، فقد ظفروا بالفوز الاخروى، و منهم السيد مصطفى فقد جعل محل اقامته بعد الجهاد بلد الكاظمية و أصبح عالمها المطاع و صار امام جماعة فى الصلوات تأتم به أهالى الكاظمية بعقيدة و انصياع له.

اساتذته:

قرأ فى اصفهان على العالم الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقى الاصفهانى صاحب الحاشية على المعالم فى الاصول، و قرأ على الاخوند ملا شيخ محمد الكاشانى، و على الآخوند قشقائى قليلا، و حضر بحث والده الخارج، و حضر الأبحاث الخارجة على علماء النجف.

و من تتلمذ عليه و اختص به كثيرا و لازمه السيد حسن بن السيد محمد ابن السيد اسماعيل المازندرانى الساروى النجفى.

مؤلفاته:

ألف رسالة في التجرى، و رسالة في الأجزاء، و رسالة فى حجية الظن و رسالة فى منجزات المريض، و كتابا فى الاستصحاب، و حاشية كبيرة على‏

رياض المسائل، و مختصرا فى تفسير القرآن، و قاعدة لا ضرر، و حاشية على الارشاد و قيل له حاشية على كتاب الشرايع فى الفقه، و كراريس أخرى تلف بعضها.

و المترجم له هو أصغر اخوته الثلاثة، و أكبرهم العالم الفاضل الوجيه الروحى السيد محمد المتوفى فى كاشان سنة 1308 هـ، و الثانى الفاضل المقدس السيد حسن نزيل طهران، و تقدم فى الجزء الأول ترجمة والده السيد حسين ابن السيد محمد على المعاصر الكاشانى المتوفى سنة 1296 هـ، و فى الجزء الثانى سلفت ترجمة عمه السيد محمد جعفر بن السيد محمد على المعاصر المتوفى بكربلاء سنة 1317.

وفاته:

توفى فى بلد الكاظمية ليلة الثلاثاء 19 من شهر رمضان سنة 1336 هـ بمرض أصابه فيها و شيع بأحسن تشييع و دفن فى إحدى حجر حرم الاماميين (ع) جنب الكيشوانية الغربية المتصلة بصحن قريش، و أعقب ولده السيد أبو القاسم الكاشانى و كان من أهل الفضيلة و البروز و الذكاء المفرط يحضر درس استاذنا الاعظم الحاج ميرزا حسين الخليلى الرازى المتوفى سنة 1326، و درس الملا محمد كاظم الآخوند الخراسانى المتوفى سنة 1329 ه و كان له ولع فى التداخل بالسياسة لما كان فى النجف، و من رجال الثورة العراقية

و أصبح مطاردا مع جماعة من قبل الحاكم الانكليزى العسكرى فى أيام احتلال العراق، ثم هاجر هاربا إلى ايران و أقام فى طهران، و اليوم هو زعيم دينى كبير و سياسى قدير، و حدثنا عنه بعض زواره بداره فى طهران أنه يرحب بالقادم العراقى و ينبسط له بذوق عربى.

اقول: جاء فى ذكرى حياته ان جملة من اقطاب العلماء كتبوا اليه اجازات و شهدوا بعظمه و جلالة قدره و منزلته العلمية فقد كتب اليه الشيخ اغا ضياء الدين العراقي صورة اجازة رواية فعبر عنه بالعالم العامل و حجة الاسلام.

و كتب اليه شيخ الشريعة الاصفهاني من النجف كتابا عبر عنه بعمدة العلماء و المجتهدين حامي الملة و الدين.

و كتب اليه الزعيم الديني فى عصره السيد ابو الحسن الاصفهاني بتاريخ 20 صفر سنة 1340 معبرا عنه بركن الملة و الدين و عمدة المجتهدين كما اطرى عليه و امر المسلمين بان يطيعوه و يسلموا اليه الحقوق الشرعية من سهم الامام (ع) .

و كتب اليه الميرزا محمد تقي الشيرازي صاحب الثورة العراقية سنة 1338، هـ معبرا عنه بعمدة العلماء و المجتهدين و حجة الاسلام و المسلمين.

و كتب اليه السيد اسماعيل الصدر معبرا عنه بحجة الاسلام و مجتهد الزمان الى غير ذلك.